هل أنتهت مهمة إيران من منظور ترامب! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل أنتهت مهمة إيران من منظور ترامب!

  نشر في 05 فبراير 2017 .


المشكلة الكُبرى التي يعانيها العرب في ملفات الصراعات المتعددة هي أن سعة الذاكرة لتلك الملفات لاتتجاوز ذاكرة ذباب!

فبمجرد ما أستانف ترامب ماكينة التهديد ضد إيران حتى أنبرى المتفاؤلون العرب يبشرون بإقتراب نهاية نظام الملالي ونفوذهم في المنطقة العربية . ولكن لم يدر في خلد العرب المتأمركة أن ماكينة التهديد الترامبية ذات الوقود الجمهوري هي نفسها تلك الماكينة التي أدارها جورج دبليو بوش وبموجبها وضع إيران على قائمة محور الشر ولكن كل ذلك تمخض عنه تسليم العراق لنظام الملالي وأعقبه إفراغ المناطق الُسنية من أهلها بعد طهي الطبخة الصفيو - أمريكية المسماة "داعش" حتى أصبح كل من يتمنى الخير الأمريكي أن يكون عضواً في محور الشر هذا مادامت العافية بين قرني محور الشر!.

وفي الملف السوري نجحت أمريكا في إستخدام إيران كقاتل أجير لتفريغ سوريا من المكون السني الأهم في الديموغرافيا السورية والذي يعد هاجساً كبيراً للكيان الصهيوني في حالة غياب قائد الممانعة الحارس الأمين على بوابة تل أبيب، وحليفه السيد حسن الذي أختزل المقاومة في طائفته لتتحول إلى مكتب إرتباط إيراني ليس له فيه إلا دور " office boy"!

لماذا غير الأمريكيون لهجتهم تجاه إيران ؟

السبب الذي يظهر جلياً في الصورة هو أدراك الأمريكان بإن مهمة إيران قد أنتهت حيث لاتهديد ضد الكيان الصهيوني وأرض سوريا قد أصبحت مدن أشباح على وطنٍ بلا شعب بفعل إيران وحلفائها قبل أن يأتي الروس ليكملوا أقذر مهمة عرفها التاريخ البشري .

وأدرك الأمريكيون أن حلفاؤهم قد تذمروا من التقارب السافر بين إدارة أوباما وطهران التي أصبحت ذات يدٍ طويلة منذ العام 2003، وأدركوا أيضاً أن تسلل بريطانيا ذات قمةٍ خليجية قد يفتح شهية الأمبراطورية العتيقة لتفوذٍ جديد في الخليج فعاد - أعني الأمريكان - إلى الخليج ولكن هذه المرة بتهويل لدور إيران الصاروخي والتعهد بحماية الخليج ونشر صواريخ ردع أستراتيجية موجهة ضد إيران وكان هذا مصداقاً لما قاله ترامب خلال حملته الإنتخابية بإن الخليجيين يمتلكون المال ويريدون الحماية، ونحن نريد المال مقابل حمايتهم!

ولقد أدرك الأمريكيون أنهم اغرقوا روسيا في الدم السوري فلم يعد رفاق الكرملين أصدقاء العرب كما كانوا ولم تعد صرخات حناجر البروليتاريا الملتهبة وقوداً حيوياً لنضال الرفاق ضد الأمبريالية، حيث تساوت الكفة فالأمريكان الذين دمروا العراق أصبحوا كالروس الذين أحرقوا سوريا مع حضور إيراني لافت في كلا البلدين، وهذه من المهارات السياسية لإدارة أوباما، حيث لاخوف من إتجاه الخليج نحو عقد تحالفات مع روسيا وأنه مهما فعلت أمريكا فلن يتجاوز حلفاؤها مستوى العتب الخشن أحياناً.

أما الأمر المهم الآخر الذي قد يكون سبباً في حدة اللهجة الأمريكية ضد إيران هو قرار عاصفة الحزم الشجاع ذلك التحالف العربي الذي عُقدت رأيته في الرياض وليس لواشنطن فيه إلا حضور شرف وهذا مالم تستسغه إدارة أوباما التي كانت تهدف إلى تطويق السعودية بميليشيات إيران من شمالها وجنوبها متوجةً ذلك التعاون الصفيو - أمريكي بالاتفاق النووي الذي ماكاد يجف حبره إلا وطائرات الحزم تفرض الحصار الجوي والبحري على حلفاء إيران في اليمن وتدك معاقلهم ليل نهار يدعمها إصطفاف شعبي عربي غير مسبوق، تأييدٌ عربيٌ تعود جذوره لجزيرة العرب أما عروبة الممانعة التي تعود جذورها لإيران فهي عروبةٌ شعبوية مشوهة لايتجاوز حضورها مستوى الصراخ والمضاجعة على مذهب مزدك المشرعن بأحاديث زواج المتعة ، لذلك كانت الضربة أشد الماً على إدارة أوباما منها على إيران وحلفائها. ولم تكد عاصفة الأمل تأخذ مكانها الطبيعي إلا ومناورات رعد الشمال تطل برأسها عاقدة عليهِ 41 لواء في مناورة عسكرية تعتبر من أكبر وأمهر وأنجح التدريبات العسكرية عالمياً بشهادة أكبر الشخصيات العسكرية في العالم ، الأمر الذي برهن لإدارة أوباما حجم المملكة ومكانتها عربياً وإسلامياً ودولياً وأن المملكة تستطيع التحرك في التوقيت المناسب تحت غطاء إسلامي وهذا بحد ذاته مثأر رعب وقلق لأمريكا والغرب مهما كان العبث الإيراني مهماً للبراجماتية الأمريكية .

لهذا قد يكون لعاصفة الحزم ورعد الشمال الدور الأكبر في خفض مستوى التغاضي نحو إيران ، لإن الإدارة الأمريكية الحالية أدركت أن السعودية قادرة على شن الحرب وعقد التحالفات والمبادرات الذاتية بدون إستدعائها كحليفٍ تأريخي مهم . وأمام هذه المبادرات الجريئة أدركت إلادارة الأمريكية الحالية أن سياسة الإبتزاز من خلال تهويل الخطر الإيراني مقابل إعطاء إيران المساحة التي تريدها من العربدة لم تعد ذات منفعة أمام الحزم السعودي الذي سيواجه أي تصرف إيراني وبقوة لاهوادة فيها ، لذلك أتخذت أسلوباً جديداً وهو الحرب الإعلامية التي أعتاد عليها الأمريكيون والأيرانيون منذ أربعة عقود ولكن على الطاولة السرية يمتد "تشيز برجر وقورمة سبزي " وأشياء أخرى لحفظ التوازنات، وقد يتمخض عن هذا الضغط تنازلات إيرانية تنتهي بإتفاقات تظهر فيها إيران بمظهر الدولة المسؤولة البعيدة عن العقلية الميليشيوية الأمر الذي يتيح لها- حسب الإتفاق النووي- تدفق السلاح بكل أنواعه لترتفع لغة التهديد وترتفع حاجة حلفاء أمريكا لها وهذا قد يكون أشد خطراً مما فعله أوباما!.

وخلاصة الأمر أن الذي قد يحدث هو إخراج إيران من سوريا وستتوافق أمريكا مع الروس والأتراك في هذا الشأن لأن مشروع روسيا السياسي في سوريا لايتوافق ومشروع إيران الطائفي ، أما العراق فسيبقى تحت تصرف ملالي طهران وأيضاً لبنان إلى أن يدرك الشعبان العراقي واللبناني أن إيران الملالي متجهة بالبلدين إلى مجاهل الرجعية و التخلف حينها قد يستيقظون لينفضوا عنهم القمامة( المُنجز الحضاري الوحيد الذي تتركه إيران في عواصم العرب التي تصل إليها)!

أما في اليمن ستغض أمريكا الطرف عن إيران لأن إستنزاف السعودية ودول الخليج أمر تحبذه أمريكا حالياً، ولكن أمام التقدم المطرد لقوات التحالف والجيش الوطني اليمني قد تأتي أمريكا - بحكم الأمر الواقع- لقطف ثمرة النصر مع حلفائها.

همسة مصروخة:-

•• نظام الملالي الإرهابي العنصري دعمت الولايات المتحدة قيامه لكي لايصل الإتحاد السوفيتي إلى الخليج بالتعاون مع الشيوعيين في إيران ، فمنذ أن قام هذا النظام الإرهابي وهو أداة أمريكية تختفي خلف الصرخات وتظهر في حموة الصراعات و سيبقى نظام الملالي أداة في يد الأمريكان وستبقى أمريكا محتاجه لنظام الملالي وعنصريته الطائفية والعرقية لخلق الأزمات والتوترات التي تحتاجها واشنطن دائماً لتسويق مشاريعها وفرض رؤيتها وتعبئة خزانتها، وستستمر لغة التهديد وصرخات الموت بين الفريقين ولكن لن تفرط الولايات المتحدة في نظام خدمها أكثر مما خدمها الكيان الصهيوني، ولو قامت هذه الإدارة بتحجيم إيران لغرض ترتيب الأوراق ستأتي إدارةٌ قادمة تطلق يدها لبعثرة أوراقٍ أخرى !

فلا تتأملوا كثيرا معاشر العرب " من لايأكل بيده مات جوعاً"!

نواف بن جارالله. 



   نشر في 05 فبراير 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا