في دورة تدريبية رائعة على مدى سبعة أسابيع اكتسبنا خلالها مهارات مهمة في طرق وأساليب بناء العلاقات بين ومع أصحاب المصالح وما هي أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها منظم المجتمع، لكن ما أحب أن أسلط عليه الضوء هو أنه وفي خضم قيامنا بهذه المهام يجب ألا ننسى أن بناء هذه العلاقات ما هو إلا وسيلة لتحقيق الهدف الرئيسي وأن هذه الوسيلة قد تتغير وتتطور بحسب المكان والزمان والهدف منها.

وبناء على ذلك فإن أول مهام منظم المجتمع هو تحديد الهدف بدقة ووضوح ، لآن تحديد الهدف من بناء العلاقات ينعكس بشكل مباشر في اختيار الأساليب و المهام وأفضل الطرق للوصول للهدف.

مع العلم أن الامر برمته متعلق بمنظم المجتمع الذي يجب أن يتصف بالشجاعة الأخلاقية والجرأة الواثقة من عدالة و أهمية الهدف و أن يكون على قدر عالي من المصداقية و الشفافية التي تمكنه من كسب ثقة الآخرين وأن يكون ذو رؤية واسعة في أمور محددة ليس على مستوى حيه أو مدينته فقط و خاصة وأن ديننا الإسلامي يشجع علي تقديم التعامل بالأخلاق العالمية علي المصلحة الوطنية.

ان اتقان منظم المجتمع في استخدام هذه الوسيلة مهم ويكون من خلال :

1ـ تقديم الخدمات والاهتمام بأصحاب المصالح بهدف كسب الثقة مما يساعد في بناء العلاقة و القبول للطرح .

2ـ عقد اللقاءات والمناقشات بهدف تجاوز المخاوف لأيجاد تواصل فعال

3ـ استغلال المناسبات والفرص لبناء وتوثيق العلاقات بهدف تعزيز العلاقات المشتركة

4- الاستمرار وعدم اليأس في التواصل وبناء العلاقات .

5ـ تقبل الانتقادات ومناقشتها بروح رياضية.

وبالمقابل فإن من المهم الأبتعاد عن أسباب فشل العلاقات و المتمثلة في :

ـ سوء الظن المتولد من عدم وجود الشفافية والمصداقية .

ـ وقوع أخطاء ويرافقها عدم الاعتذار

ـ الاصغاء و المشاركة في نقل الاخبار دون التأكد من صحتها ( النميمة – الغيبة)

ـ الاستئثار بالموارد والمناصب العامة

ـ (التعاطف ـ التراحم ـ افشاء السلام ـ تفقد الأحوال ـ التواضع ...... ) وغيرها من الاخلاق التي يفترض أن يتحلى بها المسلم والتي من شأنها توثيق العلاقات والعكس صحيح.

ان استخدام هذه الأمور في بناء العلاقات وضمن خطة مدروسة ومحددة الأهداف وباعتبارها وسيلة وليست غايه بحد ذاتها يساعد في الوصول للهدف بأقل جهد وأقل تكلفه.

وبناء علي ذلك فإن تعريف بناء العلاقات بصورة مختصرة تعني تقليص فجوة الاختلاف وتعزيز نقاط الاتفاق وصولا لتحقيق الأهداف.

ومن خلال النظر في العلاقة البينية لدول الاتحاد الأوربي يتضح اهتزاز هذه العلاقة وتباعدها بعد ظهور فيروس كورونا وهذا يوضح بجلاء تقديم المصلحة القومية للدول علي المصلحة العالمية.

و الامر ذاته يكون اشد وضوحا في علاقات الدول العربية الفاشلة التي يتضح فيها أن بناء العلاقات بينها تمثل غاية بحد ذاتها وليست وسيلة للوصول للحلم العربي.

وعلى ذلك فإنه عندما يكون بناء العلاقات هدفا بحد ذاتها فإنها تكون مؤقته و محكوم عليها بالفشل الذريع والسريع.