5 أشياء يجب أن نتعلمها من المواطن الياباني
نجد الثقافة اليابانية قائمة على النقد الذاتي لأخطائها و محاولة إيجاد الحلول الملائمة
نشر في 02 فبراير 2017 .
تظل اليابان صاحبة المعجزة الإقتصادية الأكبر في القرن العشرين ، فخلال أقل من 60 عاما و في ظل الرماد و الخراب تمكنت من أن تعيد بناء نفسها في كافة المجالات ، و قد يعزو البعض أسباب نجاح اليابان في أن تحتل مكانها في القمة إلى الأسباب السياسية أو الإقتصادية فقط ، و لكن هناك العديد من العوامل الإجتماعية و الثقافية ، فالمواطن الياباني كان عنصر أساسي في تحقيق النهضة اليابانية .
في الكتاب الشهير " العرب من وجهة نظر يابانية " يقول المستعرب الياباني نوبواكي نوتوهارا عن العرب "رأيت كيف يغلب على سلوك الناس عدم الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع و تجاه الوطن و لذلك كانت ترافقني أسئلة بسيطة وصعبة : لماذا لا يستفيد العرب من تجاربهم ؟ لماذا لا ينتقد العرب آخطاءهم ؟لماذا يكرر العرب الأخطاء نفسها؟ نحن نعرف أن تصحيح الأخطاء يحتاج إلى وقت قصير أو طويل .فلكل شئ و لكن السؤال هو : كم يحتاج العرب من الوقت لكي يستفيدوا من تجاربهم و يصححوا أخطاءهم ، و يضعوا أنفسهم على الطريق السليم " .
لذلك ، نجد الثقافة اليابانية قائمة على النقد الذاتي لأخطائها و محاولة إيجاد الحلول الملائمة و لهذا يرى الكاتب الياباني أن سلوكيات العرب أدت إلى وضعهم الضعيف الحالي ... و بالتالي فإن العديد من السلوكيات و المظاهر في التي يقوم بها المواطن الياباني يمكننا أن نستفيد منها في حياتنا اليومية :
الإحترام
الثقافة اليابانية تقوم على إحترام الآخر إيا كان هذا الآخر مختلف عنه .. فالإعتذار عند الخطأ و المناقشات الهادئة من السلوكيات التي يتميز بها المواطن الياباني .. فتجد أن المواطن الياباني يتعامل معك بإحترام و ينحني لك عند تحيتك بشدة كدليل على الإحترام .. و يعتبر إضافة " السيد " أو " سان " باليابانية عند نهاية كل إسم مهما كان وضع الشخص الإجتماعي من أهم علامات شدة الإحترام .
المسئولية
الإحساس بالمسئولية و النقد الذاتي أهم عوامل النهضة اليابانية ، فبعد خروج اليابان من الحرب العالمية الثانية على أثر قنبلتي هروشيما و ناكازاكي .. لم يسعوا إلى الإنتقام و الإنقضاض على الولايات المتحدة و الثأر لأبناء وطنهم .. و لكنهم بدلا من ذلك سعوا إلى إعادة نقد ذاتهم و بناء نظامهم من جديد .. ليصبحوا دولة عظمي .. فالشعب الياباني شعر بالمسئولية عما حدث له لذلك سعى لتصحيح الأخطاء ليبني وطنه من جديد
النظام
ليس بالقانون وحده يمكن تحقيق النظام ، و بدون ثقافة الشعب لا يمكن أن يكون هناك نظام ، فالمواطن الياباني يحترم قواعد المرور و يقف في الطابور و لا يتسابق مع من أمامه .. و لهذا كل شئ يسير على ما يرام .. و كل مواطن يحصل على حقه .
عدم التعصب
لا يوجد في الثقافة اليابانية تعصب .. و الهوية لا تصنع أبدا حاجزا بينها و بين الآخر ، فهم شعب يحترم الآخر إيا كانت ثقافته أو عقيدته و لا يتدخلوا في شئونه و في نفس الوقت يحترمون شعائره و يتعاملون معها بإحترام و تقدير .
الوقت
و هو أهم عوامل النهضة اليابانية ، فالمواطن الياباني يحترم الوقت بشكل كبير ، لا يتأخر أو يؤجل مواعيده ، يعرف جيدا كيف ينظم و يخطط لوقته ، ما بين العمل و الترفيه و الراحة ، و يحرص جيدا أن يعطي العمل حقه من الوقت .
-
Nadia Fawzyمحرر إقتصادي -- أكتب في مجال التنمية الإقتصادية و الثقافة المالية