مجدي الحمزاوي
يونيو 2010
في زمن أصبح فيه ( الكداب بيروح مارينا) لا ضير على الإطلاق أن نجد في مطبوعة المهرجان وأيضا ملصق عرض آخر المطاف أن هناك من قام بتدريبات المايم غير المخرج ؛ ومع أن العرض لم يضبط ملتبسا برقصة واحدة عدا بضع محاولات لهز الوسط لم تستمر دقيقة ،كان هناك مصمما للرقصات ، وأيضا مصمم لرقصة التانجو، فلا يصح أن يكون مصمم البلدي والتانجو شخصا واحدا فهذا تضارب في مدارس رقصية ربما يستوجب المسائلة ، مع أنه لم يكن هناك تانجو ولا آل باتشينو ، ولكن ربما كان الأعمى موجودا. ومع أن هناك من وضع اسمه كمطور لنص مسرحي وأيضا مطورا لشخصياته !!انطلاقا من مقولة أن النص الجيد هو بمثابة كائن حي قابل للتطور ، إلا أنك تجد أن هناك من قام بكتابة أو صياغة أو الإشراف على المونولوجات ، ربما لأن التطوير يتعارض مع تلك المونولوجات التي هي (دقة قديمة ) موجودة من أيام ما قبل الإغريق إلى الآن . أما المفاجأة قبل الأخيرة فهي تكمن في وجود من قام بتصميم الخدع والمعارك؛ مع أن والله العظيم لم توجد معارك على خشبة المسرح، ولكن الخدعة ربما وقعت بالفعل ووقعنا فيها ، ومع أنها خدعة واحدة تقريبا ؛ إلا أنها انصبت على جمع ، إذن فمن الجائز شرعا أن نطلق عليها هذه الصفة .
ولكننا يجب أن نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، على هذا العرض المسرحي الذي توافرت له عناصر كثيرة من عناصر النجاح ؛ فهناك حنكش مهندس الديكور ، الذي وضح أنه خامة جيدة ومبشرة ولم يعيبه إلا الانسياق وراء الفكرة التي احتلت راس المخرج بضراوة، وأيضا هذه المجموعة الجيدة من الممثلين والنجوم، فمن يحلم من شباب المخرجين أن يعمل معه النجم محمد متولي والطفلة الرائعة منة بالإضافة لمحمد رمضان وإسلام سعيد وسارة زيتون ؟! بالإضافة إلى أن نص آخر المطاف من تأليف الراحل مؤمن عبده ،أثبت نجاحا في التقديمات السابقة له ،. نعم دوافع النجاح كانت كثيرة ولكن المخرج رفض الانسياق وراء هذه المقومات الموجودة سلفا ؛ وخرج عن عباءة البطل التراجيدي المعروف مصيره مقدما ؛ فجاء بالمطور ، الذي أعتقد أنه لم يفعل شيئا سوى أن يحقق رغبة المخرج في تطويع النص لما يريده هو فكان ما كان من عدم اتساق وعدم وضوح أو باختصار إلى عدم وجود نص عرض أساسا ؛ فأنت لا تعرف من أين جاء هؤلاء ولماذا ؟ ولا تعرف على أي مستوى يكون الحديث هل هو على مستوى الواقع أم الرمز..... أم الدرك الأسفل من الدراما؟ وتصفعك بشدة فكرة أن نضحي بالأمل ونتركه أمام القطار المعنوي أو المادي حتى يصبح أشلاء لكي يتمكن الجميع من الحصول على قطعة من هذا الأمل ؛ وأمل هذه جسدتها تمثيليا الطفلة منة طبعا ، أي أنه جعل الأمل المعنوي شيئا واحدا لا يمكن أن يكون لدي الجميع إلا لو أصبح أشلاء ( فتحذير لكل من تحمل اسم أمل من الاقتراب من مسرح الطليعة إلى إشعار آخر) ، أما آخر المفاجآت فكانت في اكتشاف أن النقاد الذين لا يعرفون اسم المغنيين الأجانب الذين يستعان بأغانيهم ( التي لا جدوى منها) في مثل هذه العروض ، لا يحق لهم أن يقوموا بالنقد !! نعم هذه كانت وجهة نظر المخرج في رده على الآراء النقدية التي قيلت، ودعك من أن العرض كان يحاول أن يستعرض مشاكل مصرية قحة ولا داعي أساسا لهذه الموسيقى الغريبة فما بالك بالأغنيات؟ فهل دراسة طبائع أصوات وأغاني المطربين الأجانب وتأثيرها في التلقي العام بالإضافة إلى وجوب التمكن منها لتفسير العمل المسرحي، مادة جديدة من مواد النقد والدراما وأنا لا أعرف ؟! ولكن احتياطا للأمر أعلن أنني تخصص توم جونز وويتني هيوستن وفرانك سيناترا وأيضا ترافولتا إلى حد ما ، ولكن طبعا لم يكن كل ما قام به المخرج / حسين إسماعيل سيئا ، فإحقاقا للحق يحسب له هذا البوستر الجميل الذي شكر فيه كل المسئولين ، وإن كنا نأخذ عليه أنه لم يشكر السيد مدير أمن العتبة ولا مدير جراج الأوبرا