موضوع هذه الأيّام في الجرائد التونسيّة و المجالس التلفزيّة يثير الاستهزاء والبكاء مع النّواح على جمعيات و جماعة البؤس و السّوء المتربصين بالآيات المحكمة من الذكر المحفوظ و هي الدفاع الشرس على محاولات يائسة وبائسة وفاشلة لإخضاع الدولة لتحقيقها بنص دستوري خارجا عن السياق الديني و الأخلاقي و المجتمعي و لن تتحقق آجلا و عاجلة لاستحالة الموضوع المثار " المناصفة في التوريث " بين الذكر والأنثى و ذلك أنّ الآية صريحة و متواترة من اللّوح المحفوظ في السماء العلى والمنزلة على الرسول الصادق الأمين عن طريق جبريل روح القدس و منهم للحفّاظ الأوائل والمنقول من صدورهم إلى النقل الكتابي بضبط الثقات كعبد الله ابن مسعود الهذلي والخلفاء الأربعة و زيد ابن ثابت و معاوية قبل الخبث السياسي وهؤلاء أهل جرح وتعديل أخذ القرآن عنهم و تواتر بالتواتر الذي يمنع الباطل وقد تكفل الله بحفظ محفوظه " أنا نزلنا الذكر و إنا له لحافظون "و هي ميزة خاصة بالقرآن و لو لا ذلك ما وقع التحريف و التزييف لكتب سبقته كالتوراة والإنجيل و ما كان القرآن شاهدا على التحريف أحكاما و نصّا و قد أدرك حتّى اليهود و النصارى ذلك من الأحبار و العلماء الذين آمنوا بصدق فدافعوا عن القرآن و اعتبروا أن الرسول صلّى الله عليه و سلّم حقّق برسالته الوحدة الكونيّة و مجّدوه و نقدوا الكتب السابقة و أثبتوا عليها الباطل و إن كانوا بقلّة وعلى كلّ حال نسوق الآية "شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " . صدق الله العظيم
و عودة الموضوع المثار اليوم المذكور آنفا لو تحقّقت المناصفة في الإرث بين الرجل والمرأة بعدما تحقّقنا من قوله : " للذّكر مثل حظّ الأنثيين " و هي آية قطعية الدلالة و الثبوت لا تقبل رأيا و لا تقبل كذلك التأويل و إلاّ لأوّل سيّدنا عمر ابن الخطّاب المعروف بالرأي و له القراءة الخاصة في المحكم كرأيه في آية قطع يد السارق التي تجاوزها و منع القطع عام المجاعة لظروف اقتصاديّة استثنائيّة و سمّي " بتعطيل عمر " و هو موقف وقع عليه شبه الإجماع . و الرأي عندي إذا قبلنا المناصفة في الإرث وهو ممنوع عن المجتهد قديما و حديثا ومستقبلا فعندئذ يتبعه موضوع آخر سوف مستقبلا و هي "جواز إمامة المرأة في الصلاة " و الرأي عندي بكلّ تطرّفي الشعري ولمرجعيتي الثقافيّة الدينيّة .
نحقق الإرث مناصفة بين الذكر و الأنثى و مبروك عليهم هذا الطلب إذا أدركنا وتحقّقنا بالتحقيق الثابت أنّ حمّة الهمامي و أتباعه من حزب الجبهة الرمليّة حسب تسميتي أصبحوا وأصبح " حائضا "و إذا علمنا أنّ هؤلاء الغربان الناعقين المتحمسين لهذا الموقف : رجل منهم أصبح حاملا و ينتظر المولود و قد أحضر ملازم من كوش وقطن و ريّاقة للمحضون و إذا تأكدنا أن رأس الفتنة " عشرة " سأساوي في إرث والدي بيننا بالتساوي .
إن جاء للبلاد همّ يأتي من الهمّامي و النساء الخبيثات على وزن " النساء الديمقراطيات "هذه القصّة رويتها لعجوز قيروانيّة فقالت : يعطيهم منعولة في البزولة "
هذا الغريب مهوس بالجنون في حاجة إلى طبيب نطّاس أدعوه إلى الرشد أن يعود إن كان بحق لتونس حبيب " و ما ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم يظلمون ".و صدق الشاعر العربي القديم الذي قال إذا جاءتك مذمّتي من ناقص فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِل”.
يا سيّدي البرلماني بن غربيّة صاحب الرأي الغريب المفلس ، العجيب ، البلاد في وضع عصيب و نحن عُصبة و نتلو الكتاب و تخرجنا من المعاهد و الجامعات و الكتاتيب و من شيوخنا البحر العلامة بن عاشور و الشّابي و سيدي محمود و النفطي و النخلي و المرحوم المستاوي الحبيب . هل جميعهم لم يتفطنوا للمساواة في التوريث ؟ كنت التلميذ المتمرّد على النص و كنت صاحب الرأي الرشيد ؟ فحتّى الزعيم بورقيبة لم يشجّع لهذا الرأي خوفا على وحدة البلاد و زعزعة العائلات بالبكاء و الفوضى و النحيب .
قالى تعالى : " يريدون أن يطفئوا غضب الله رجال صدقوا ما عاهدوا الله و قال : " و لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ".
و الســـــــــلام
الشاعر القيرواني : محمد الشابي : القيروان في 14 / 05 /2016
-
mohamed chebbi...