من أجمل ما يصف الإسلام أنه دين طمأنينة ،طمأنينة الناس بك من حولك وطمأنينة نفسك من داخلك. أما عن طمأنينة الناس بك فمجالها واسع والآيات والأحاديث فيها جلية وكثيرة ويكفي في ذكرها أن المسلم إذا تجلى على أناس آخرين وجب عليه أن يبادر بإلقاء السلام عليهم. وطمأنينة نفسك بلغت من العظمة في الإسلام ما لم تبلغه علوم النفس البشرية ويبلغها المسلم إذا ما أدرك أن "الأَمرَ كُلَّهُ للَّهِ" ليتلاشى بها الهم والقلق. إذا كنت أربعينياً وقد بلغت أشدك فالله بإرادته جعل من نبي الله محمد رسولاً لتتعلم البشرية أن الله فوق أسباب الدنيا من قوة وذكاء وفتوة تمنحك قوة الوصول لأهدافك ،ذاك أمر من الله لرسوله "لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ" .. فلا تعتمد يا محمد على أسباب الدنيا .. ودع الهم والقلق واطمئن ويكفيك عندي نية وعزيمة وأنا المستعان .. إن أخلصت النية في سلوكك ،وفي سعيك من أجل الرزق ،وفي طلبك العلم ،وفي عبادتك ،وعزمت على أي من ذلك فتوكل على الله فإن التوفيق بلا خذلان قادم لا محالة ،تطرد بذلك الهم والقلق فالله أكبر من أسباب الدنيا فلا يغلب أمر الله الا الله .. الله "غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ" .. الله "هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ" .. الله "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلً" .. الله "وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ"،وتنفح روحانيات الآخرة على أرض الدنيا. لا تشغل بالك بأسباب الدنيا فالله غالب على أمره واستحضر دائماً مشهد نزول الإسلام.
إنه أمر خطير فترك الهم والقلق عند أداء العمل الصالح أمراً -ليس خياراً- من الله الذي يريد لك السلام والطمأنينة والسعادة بعملك وكأن الهم والقلق من الشيطان.
بقلم/ عاصم بهادر
-
عاصم بهادرالكتابة عندي أمانة أولاً بأن أبلغ أفكاري التي أؤمن بها إيماني بالله ،ثانياً أن أراعي الله في كل كلمة تصل من قلبي إلى عقل القارئ لتؤثر فيه فتكون كلمتي في طريق الحق منبراً يهديه لا مقبرة تقصيه.