الحماة و الكنّة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الحماة و الكنّة

الصراع الأبدي الأزلي..

  نشر في 17 غشت 2019 .

الحمَاة و الكنّة... ذلك الصراع الأبدي الأزلي .. الذي لا و لن ينتهي..!!

تُرى لما تلك الغيرة من زوجة الابن..التى أكاد أجزم أنَّه لا يخلو قلب أمٍّ منها؟...

"الأم" .. ذلك الكائن الرباني الملائكي.. الذي يفيض حبًّا و حنانًا و عطاءاً و تضحية .. صفات مهما وُجِدت في من حولك من محبِّين.. اِلا أنَّها أبدا لن تفوق تلك الموجودة في صدر الأمّ.. " الأمّ أكبر من كل الكلام".. كلماتٌ وصف بها صديقٌ أمَّه..

تضحي من أجل أبناءها.. ليس بوقتها.. بصحتها.. بمالها..بكل ما تملك فقط... بل بحياتها .. اِن تطلَّب الأمر ..

"الأمّ" ..ذلك الملاك الحارس.. الذي لن يرضى أن يَمسَّك أي سوءٍ و هو على قيد الحياة.. و اِن حصل و تألَّمت... فألمها لألمِكَ ضعفان... و حتى و اِن أصيبت بعقوق أحد أبنائها.. فهي أبدا لن تُكنّ له أية ضغينةٍ أو حقد.. بل بالعكس تخاف عليه من غضب اللّه على عقوقه .. وترجوا له الهداية و الصلاح و التوفيق.. تسعد لسعادته .. و تفرح لفرحه...  تحزن لحزنه.. و تتألم لألمه.. و يكفيها أن يكون بخير.. و أن يكون سعيدا بحياته.. و هي تشاهده من بعيد... "الأم" مهما وصفتها لن أفِيَها حقَّها... و كل مفردات اللّغة لا تكفي لوصف هذه الانسانة الرائعة ..

"الزوجة الصالحة".. و أؤكد على قول "الصالحة" .. تلك التي تبغي بناء أسرة صالحة مع زوج تحبّه و يحبّها .. تجمعهما المودّة و الرّحمة.. زوجةٌ تملك صفات محبوبة .. صفات يحبها اللّه و رسوله ..

العداء بينهما في هذه الحالة ... ينّم عن غيرة الأم على ابنها.. و ظنِّها أن كنّتها العزيزة  سرقت منها ابنها ببساطة.. و هي تحاول ارجاعه بكل قوتها.. بحسن نّية... بدون قصد افساد العلاقة بين الزوجين.. اِلا أنّ هذا غالبا ما يحدث للأسف الشديد.. خاصة اِذا لم يعي الزوجان ما يحدث.. فكلاهما سيدخل في صراع داخلي يتفاقم  .. صراع حول من المخطئ و من على حق.. و من عليه أن يُرضي من..!!  و اذا لم تكن الزوجة صبورة و واعية لما يحدث.. و لم تجد الطريقة المناسبة للتعامل مع حماتها دون التقليل من قيمة نفسها هي بالذات و اذلالها... و باءت كل محاولات كسب قلب الحماة بالفشل.. فالأمر سيتفاقم لا محالة .. و ليس للزوجة أي ذنبٍ في هذا.. 

كما أن للزّوج .. حسب اعتقادي الشخصي.. الدور الأكبر في منع حدوث النّزاع بين زوجته و أمّه.. فعليه أن يدرك أن لكلٍّ منهما عليه حق.. و لا يجب اِرضاء اِحداهما على حساب الأخرى .. و لا ظلم اِحداهما على حساب الأخرى... و وضع كلتاهما في مكانها المناسب الصحيح.... فهناك حالات .. حين أدركت الأم مدى بِرِّ اِبنها بها - مهما فعلت- أصبحت تتمادى في أذيَّة زوجة اِبنها.. إلى حدٍّ لا يمكن لأحدٍ تخيُّله و لا توقُّعه.. فهي بهذا استغلت حب ابنها و برَّه بها .. لفعل ما لا يرضي اللّه و لا عباده..

 أما عن الحالات الاستثنائية  للأمّ التي  لا تحب أبناءها و لا سعادتهم.. أو تخلت عنهم.. الى غير ذلك..  رغم أني أجد هذه النّسبة جد قليلة .. تكاد لا ترى بالعين المجردة .. 

و عن حالات.. الزوجة الغير صالحة .. فهناك نوع الزّوجة ..التي تسعى بالفعل ..للاستحواذ على زوجها .. و اِبعاده عن أهله .. و جعله ينفر منهم .. و يقوم بالاساءة اليهم ..فهناك الكثير منها للأسف.. لكن يبقى السؤال يطرح نفسه.. ألهذه الدرجة .. تستطيع  تغيير الزوج على أهله .. ألا يملك القرار و رجاحة العقل.. التي تجعله يدرك ما يفعله.؟؟. 

و هناك نوع الزّوجة .. التي لا تبعده عن أهله.. فهي لن تستطيع ذلك مهما فعلت.. لكن تلجأ لأساليب أخرى ..أساليب أذية الحماة .. بالمعاملة السيئة و الاهانة ..  

مهما تحدثت في هذا الموضوع المهم الشائك.. لن أنتهي .. بسبب الكمّ الهائل من حالات النزاع بين الكنّة و الحماة .. التي لا تكاد تخلو منها أسرة في مجتمعنا العربِّي خاصة و الاسلامي عامة.. و الكمّ الكبير من حالات الطلاق .. التي كان أحد بطليْ قصتنا ..سببها..

في الأخير.. أجد أن الحلّ الوحيد .. هو أن أنصح نفسي و اِيّاكم أحبتي في اللّه.. أن نتقيَّ اللّه في أنفسنا و في من حولنا من أمّهات و أزواج.. و أن نعود لخصال ديننا الحنيف في أسلوب المعاملة و الخُلق الحسن و حُسن المَعشَر.. و نجعل سيد الخلق.. نبِّينا محمّد و سنَّته الشريفة قدوتنا .. و نطلّع على سيرته العطرة في كيفية معاملة الزّوجة و الأمّ...




  • فلة و ياسمينة
    مرحبا ..أنا فلة من الجزائر.. أريد أن أحسن و أطور من نفسي في كل جوانب حياتي.. أرجوا أن تساعدوني على تحسين حسي الكتابي .. تشرفت بانضمامي لعائلة مقال كلاود :)
   نشر في 17 غشت 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا