نعيش فى وسط هذا الكوكب ،
ولكن لكل منّا شخصية خيالية أُخْرَى،
فى زمان آخر ، ربما مكان آخر ، أو اسم آخر،
كل منّا له حلم يعيشه فى عقله و خيلاته.
ونتمنى لو هذه الأحلام حقيقة.
ونخاف،
نخاف إذا كانت حقيقة لا نستطيع أن نتحمل مسؤولياتها.
نتخيل اننا نقوم باختيارات الشجاعة و الجرأة،
ونخاف ربما نخون و نجبن فى الواقع.
نتخيل و نتخيل و نعيش حياه مختلفة فى أحلامنا.
ونهرب من واقعنا.
ربما نفرح فى أحلامنا أو نحزن ولكنها مِلكنا،
نتحكم فيها و نشكلها حسبما نريد .
ونجد فى هذه الاحلام الملجأ من مرارة الواقع.
و نحلم كل يوم بقصة جديدة ،
بشخصية جديدة و حياة مختلفة.
وتكون أحلامنا المخدر و المُسَكِّن.
وكلما زادت الأحلام زادت جرعة المخدر.
ونحلم ونحلم ثم نموت بهذا الحلم.
فنستيقظ على واقع مرفوض،
و نثور على هذا الواقع،
ظانين اننا نستطيع تحقيق الحلم.
ونحاول التغيير،
فنجد سجانين الأحلام فى انتظارنا،
واضعين كلبشات المنطق و المفروض حول عقولنا.
بحجة أن التغيير فيه عدم احترام للقوانين.
وانه يمكن أن يحقق الخسارة.
غير مدركين أن أكبر خسارة هى خسارة الحلم.
ففي خسارة الحلم، خسارة للذات.
ثم نركض هاربين من الواقع،
و نرجع لملجأنا و احلامنا،
ونغلقها خلفنا بمفاتيح اليأس.
اليأس من تحقيق التغيير،
فى مجتمعات ترفض أى جديد.
ساره قرياقوس