عهد..أيقونة شرف مقاوم.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عهد..أيقونة شرف مقاوم..

عهد.. أيقونة شرف مقاوم..

  نشر في 05 يناير 2018 .

عهد.. أيقونة شرف مقاوم

هيام فؤاد ضمرة

عهد التميمي.. برزتِ كمارد عظيم الحجم رغم الطفولة، مارد جبار قويّ البنيان، عاتي القوة، منتفض الإحساس، منضبط الاعتماد على الذات بكثير ثقة بالنفس. ها أنتِ تخلقين موجة عاتية من قوة المعارضة والمقاومة، تندفعين بقوة سلسلة من الموجات لتغرقي عدوك بالذِلة والقهر، وستظلين مارداً ضخماً مرعباً يُخلخِل الثبات الاسرائيلي الكاذب، ويهين عنجهيتهم الهزيلة

بشجاعةٍ منقطعة النظير، كشفتِ عنهم حقيقتهم المستورة، وهشاشتهم المتواراة خلف هيئاتهم المنظورة، فبأيِّ حالة بدت حقيقتهم وقد رأى العالم بأم عينيه طفلة صغيرة شقراء بعينين ملونتين توجه الصفعات لجنديين غبيين مثقلين بالعتاد، والخوف يزلزل الأرض تحت أقدامهما ويميد مستقرهما، فيوليان هاربين وكأنهما فأران تقوس ظهراهما من عنت.

برزتِ يا عهد كملاك ساطع الرؤية بأجنحة بيضاء، يحوم مُحلقاً في سماء أحلام الفلسطينيين وآمالهم المرهقة بالانتظار والانكسار، برزتِ لتلقي على العالم العربي ذرات سحرية تذكره بكرامته المهدورة، ويداه المبتورة، وقيوده العليلة، تذكره أنّ عليه أنْ يحيا من جديد بعد أنْ أماتته قيادات تشتري مقاعدها بالولاء والانطواء، وتطوي حقوق المهاجرين بالعودة تحت ظل خميلة زرعتها لمثل هذه المهمة من التمويه، ليرفع هذا العربي رأسه المثقل بالخيبةِ والإحباط، بمجرد أنْ تلكزه يد بطلة لفتاة جريئة ومغوارة تعيدان لعزيمته القوة والإقبال بتسارع الخطى المتقدمة، لتذكري العربي بدوره وهو الرجل المعني بدور الجهاد والدفاع عن الحق والوطن، ليتخلص من آثار النوم والغياب وينفض عن عينيه تلك الغشاوة التي تمنع عنه الرؤية والاحساس

كفكِ يا عهد التي صفعت وجه الأحمق الغبي المدجج بالسلاح، صار العاصفة العاتية التي هزت ما كانت اسرائيل تصوره قوة وسيادة وحمى احتلال، كفك لم تصفع وجه الجندي وحسب، بل صفعت وجه القوة العسكرية لاسرائيل المحتلة لفلسطين وطن الفلسطينيين، والتي تُلبس جنودها عتاد الزيف وتدججهم بالورق، لأنهم في حقيقتهم ليسوا إلا جنود من الورق، لو تخلص العرب من خونته لأجبرتهم كفك الطاهرة لأن يكونوا قوة ضاربة تجبر الصهاينة لأنْ يلقوا بأنفسهم إلى البحر، الذي سيظل ينتظرهم مهما طال بهم الزمن وأظهر من المظاهر ما ليس حقيقياً، وما يعطل مهمة التحرير ليس إلا ابتلاء بالخيانات التي نحسبها منا وليست هي تنتمي لأصولنا أو فروعنا، ولا يربطها بنا لا رابط دم ولا حتى سير يشدُّ قياد حمار.

شجاعة أنت ياعهد ابنة شجاعة وشجاع وأخت شجاع، في وقت خاب عنك مساواة الأقران الشجعان، عملاقة أنت يا عهد وأسرتك في زمن كثر فيه الأقزام، محاربة عظيمة ومقاتلة شجاعة عنيدة، للبطولة فيك ركائز صلبة لا تخفى مظاهرها، تمتلكين فيض حيوية، ووعي وطني مقاوم لا يهاب الموت ولا قرقعة الحديد، تتملكك قوة تهيمن على عقلك ووجدانك، وتمنحك القوة بالعزيمة التي تمدك بطاقة عالية من البطولة وقوة المواجهة، في عقلك تكمن قوتك واقبالك على المجابهة، فإن الرؤية اليقينية فيك وطنية الطابع، عميقة الاحساس، تشتد فيك لتمدك بالطاقة العجيبة والإقدام الجريء، تصرين على تحقيق الغاية بقهر قوة المستعمر، تؤمنين بانتصار الحق بالنهاية، وتمتلئين بالإطمئنان في وقت يجابه فيه غيرك القلق، وتتعبئين بالثقة والمهابة في وقت الاضطراب، وتجدّين الخُطى في وقت يعم فيه الكسل وفشل العمل، ويظل الاصرار عنوان مواقفك، فمثلك من يدفع عجلة الحياة للأمام رافعاً راية المبادئ، فلولا من هم على شاكلتك من الشجعان لتوقف نبض الحياة وكبَّ الناس على وجوهها، أنت مشعل التحفيز الذي ينير الدرب للحضِ على المسير، لا بطولة دون شجاعة، ولا شجاعة دون اقبال وإصرار ومجابهة، ولا كل هذا دون شخصية قائد مجازف يحفز الآخرين ويبث فيهم القوة والإقدام

أخشى عليك أيتها البطلة بنو جلدتك هم وحدهم الممكن أن يقهروك بخسة الجبناء، أخشى عليك فئة خائنة غير شريفة تتخلل عبر الثنايا وفي فمها السم الزعاف، أخشى عليك أن ترهبك أساليب العدو الكائدة خلال أسرك وتعريضك لأذى يقتل فيك الروح، هو عدو لئيم خبيث لا تثنيه الرهبة من أن يستعرض عليك قواه فيما أنت ترزحين بالأغلال، وأنت الشبح المخيف الذي أرعبهم وهز ثباتهم، أخشى عليك صغر سنك رغم قوتك وتأثير طاقات الحياة عليك، أخشى عليك الانسان لأنه أقسى من الحيوان المتوحش، أخشى عليك الوهن حين ينقطع اتصالك بجذورك مصدر القوة التي استمديت منها أسباب الحياة وأسباب القوة.

ما شعر العدو الصهيوني بالخوف والإهانة كما أشعرتيه أنتِ، أو بالأحرى كما أشعره كفكِ الصغير الناعم الذي انهال على وجه جندييه الأبلهين المرتجفين، وجد نفسه يواجه بلدوزر عاتي لا يهاب ولا يرتبك، هو لا يمكنه احتمال فكرة أنه لا قيمة تذكر لقوته، وأنه يملك جيشاً فاشلاً جباناً، فيما هو يُقايض أسرى الفلسطينيين بالجثة المتعفنة من جنوده، ويقتلع الأرضية الاسفلتية من شارع مسفلت لأن سال عليه دم اليهوديات، وما كل ذلك إلا ليبث بجنوده الولاء والقوة، فأين منهم هذا الذي يأملون؟ وبدل أنْ ينصب غضبهم على جنودهم الجبناء، تحولوا إلى كلاب مسعورة يلاحقون طفلة شجاعة ترفض أنْ ترضخ للظلم، وترفض أن تسمح لجنود الاحتلال العدوة دخول بيتها ليقتلوا شباب قريتها، فماذا أنتم فاعلون يا أعداء الوطن.

وماذا يريدون من طفلة عاشت منذ بدأ وعيها على الدنيا وهي تقاسي ظلم احتلال المحتلين بشكل معايشة يومية لا تخلو من حوادث القهر... طفلة شجاعة ترد على سؤال القاضي كيف صفعت الجندي؟.. بقول: إنزع الأصفاد من يدي لأريك كيف ! هذه طفلة بألف ألف رجل، وألف ألف مناضل، وألف ألف جندي مدجج بالسلاح، وألف ألف حارس وطن... أنت عهد هذه الأمة يا عهد، إنك إشارة تنبئ بزوال اسرائيل من الوجود.. لهذا انفجر غضبهم وحنقهم                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        


  • 4

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 05 يناير 2018 .

التعليقات

ألف شكر لكاتبة المقال، وكل الشكر لعهد الطفلة ولكفيها الصغيرين اللذين فعلا ما لم يستطع أئمة الانبطاح وشيوخ الذل ان يفعلوه طيلة ستة عقود، شكرا لأنك علمتنا أن هناك أمل واصرار على الحرية في تلك القلوب الصغيرة رغم التكالب والتحامل والخيانة
0
hiyam damra
ألف شكر لكم الروح الوطنية فيكم والوعي المستنير في قول الحق

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا