بسم الله الرحمن الرحيم
دائمًا يقوم كل طرف من طرفي العلاقة بمطالبة الآخَر بالتطوير من نفسه والتحسين من طباعه حتى يُلائم رغباته ومُتطلباته، في حين أن هذا الطرف الأول غالبًا لا يسعى إلى تطوير نفسه أبدًا ظنًّا منه أنه شخصٌ مثاليٌّ وأن الآخَر هو المُخطِئ والمُقصِّر دائمًا.
ولكن يا عزيزتي، علينا الإعتراف بأن لدى كل إنسان منا بعض العيوب، ويتوجَّب علينا العمل على التعديل منها أو التقليل من حِدَّتها حتى لا نؤذي أنفسنا والآخرين من حولنا دون أن ندرك ذلك.
أؤمن بأن الإعتراف نصف طريق العلاج، واجهي نفسكِ بإنصاف واعترفي لها بالأخطاء التي ارتكبتِها أو بالعيوب التي تريدين تغييرها، وابدئي بالعمل على ذلك شيئًا فشيئًا، لا تتعجلي رؤية النتيجة؛ فالتغيير لا يحدث بين يوم وليلة، وما يتغير سريعًا يعود أيضًا إلى طبيعته سريعًا، لذلك خُذي الأمر برويَّة وعلى مهل ولا تيأسي من نفسكِ.
بالتأكيد هناك مَن تحبين مِن الشخصيات المشهورة المؤثرة، فلتتخذي منهم قدوة ومثلًا تحتذين به، وما أعنيه ليس التقليد المطلق؛ فلكل إنسان ميزاته وعيوبه، يمكنكِ استخلاص الميزات الموجودة في كل شخصية ومحاولة ضمِّها إلى شخصيتك وتفعيلها في حياتك.
وأخيرًا ضعي نُصب عينيك أنكِ تريدين أن تتغيري للأفضل من أجل نفسك في المقام الأول ثم من أجل الآخرين.