حتى لا تفشلوا في الحياة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حتى لا تفشلوا في الحياة

السلام عليكم

  نشر في 12 فبراير 2016 .

 من ركب فرسين شق دبره مذبذبين بين الناس لا هؤلاء ولا هؤلاء اختلط بهم الحابل بالنابل وعلى نفسها جنت البراقش يتمرغون على الأوحال والأدران لا يفرقون بين الحسن والقبيح ويأكلون ويفرحون بفضلات الأعداء لا يميزون بين الصحيح والسقيم كل شيء عندهم (عادي) إن قلت لهم هزم جيش الإسلام يقولون (عادي) وإن قلت لهم مات آباءكم وأجدادكم وهلكت الدنيا يقولون (عادي) كل شيء عندهم (عادي) ولو سقطت السماء من فوق رؤوسهم وإذن بلال وقامت القيامة ينامون في قارعة الطريق سكارى لا مأوى لهم ولا مسكن ويبيتون في الشوارع وكأنهم قطاع الطرق لم تأمن منهم النساء الحواري من كيدهم وشرهم فهم صعاليك يتربصون للناس ريب المنون وتارة يثرثرون داخل بيوت الدعارة والفديوهات الخبيثة ويشاهدون الماجنين والماجنات بثمن رخيص يدفعون لصاحبها الذي مات قبل سنين وفقد له نعشه حتى يوارى في التراب ويرتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والأغنام ضاعوا عن هذا الكوكب وركبوا في الفضاء الآخر ويعيشون في المريخ اختلطوا في شهوات نفوسهم وصاروا فيها كالعجين ولطخوا أنفسهم بالمعاصي والمنكرات ونضجوا فيها كما تنضج الفاكهة لأكلها يجهرون الفواحش والمعاصي ويرتكبونها جهارا نهارا في قارعة الطريق ذهب منهم الحياء وماتت قلوبهم وضمائرهم فهم موتى في نعوش الحياة لا تنتهي مآتمهم ولا تقلع خيامها أحياء أموات ولكنهم لا يشعرون

هؤلاء هم أبناء هذه الأمة وشبابها الذين تعتز بهم الأمة وهم أملها ولكنهم انحرفوا عن الحياة المنشودة وسقطوا عنها في مرأى الناس ومسمعهم وأخذوا تقاليد الأخرى وسلكوا مسالك الشيطان وظفقوا يرتعون فضلات النصارى واليهود ويشربون من فكرهم الخبيث وأعماهم تقليدهم أعمى لهؤلاء وخرجوا عنها وهم يجرون أذيال الهزيمة في الحياة وخيبة أمل ترتسم في وجناتهم وتعلوا الكآبة والحزن على محياهم وقد ورثهم تقليدهم الأعمى خروجهم عن الملة وذالك حين تطلق ألسنتهم ألفاظا قبيحة تشمئز منها النفوس وتقشعر لها الأبدان وذالك حين يسبون الخالق والرسول والدين فهم خرجوا من ملة الإسلام ودخلوا في ملة النصارى الذين لا يؤمنون إلا الذهب والفضة الدهرين القائلين (لا يقتلنا إلا الدهر) هؤلاء الشباب يمرقون من الدين كما يمرق السهم من النبل وينشرون في المجتمع رذائل الأخلاق ومساوئ الأفكار أفسدتهم الكأس والغانية وألهتهم مشاهدة الأفلام الخبيثة التي تبث الفضائيات عبر الأقمار الصناعية المملوءة بالمنكرات يشاهدونها ليلا ونهارا ويعتكفون فيها ويصرخون ويصيحون في جنح الظلام (وي وي وي وي) غير مبالين بالجيران والساكنين معهم وتراهم يصدرون عن هذه الميادين الخبيثة أفواجا أفواجا في ساعات متأخرة من الليل سقطوا من مراكب الحياة وغرقوا في بحور المعاصي والمنكرات وهم مرضى فيها غاب عنها المسعفون وهم دعاة الإسلام أو لم يبالوا بكلامهم وتذكيرهم إلى الله وإلى الحياة الآخرة ففي كل يوم أربعاء تقوم الجولات وتزورهم في عقر ديارهم ومبارزهم وفي فديوهاتهم وفي الأسواق ويقدمون لهم النصح والتذكير إلى الله ولكن هل تسمع من بهم الصمم والبكم والعمي وقليل من يتعظ ويعتبر بكلام الدعاة يتذكرون في حينها وقوفهم أمام الله ويستعدون للأعمال بقولهم (مستعدون) من صميم قلوبهم ويحزنون ويخافون وتتمايل رؤوسهم بهول ما يسمعون عن الآخرة وأهوال يوم القيامة وحين يطلب منهم الحضور إلى المساجد والإستماع الأعمال والصلاة يسكتون ويلوذون بالصمت الرهيب وتعجز ألسنتهم عن الكلام ويأخذون عهدا بالحضور في صلاة المغرب باللسان فقط وما أسهل الكلام وما أصعب الأفعال فيهم الكبير والصغير والشريف والوضيع يجتمعون في المبارز ويلتهمون النبتة السحرية المحرمة التي أفلست هذا المجتمع رغم ثرائه وغناه ويجتمع الشباب في الفديوهات وأماكن اللهو واللعب يستمعون الأغاني ويرقصون ويعزفون بأوتار إذا كان رب البيت دفا ضاربا فما على الأبناء إلا الرقص فلا تنفع النصائح إلا لمن ألقى السمع وهو شهيد إن هؤلاء الشباب ذابوا في الحياة كما يذوب الجليد ولم يتبين لهم أمر الدنيا ولم يجدوا يدا تعينهم على انتشالهم من المعاصي ولا أبا يرشدهم إلى الحق ولا أم تنصحهم حيث لم يجدوا التربية في صغرهم لأن العود إذا كان لينا تستطيع تقويمه ويطاوعك ولكن إذا كان كبيرا فيكون لك عصيا ومن شاب على شيء شاب عليه فهؤلاء أهملوا في صدر حياتهم والتي يقول فيها النبي (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فتربية الأولاد في الصغر كنقش في الحجر وهم يولدون على الفطرة أي على الإسلام ولكن نرى في العالم الإسلامي وخاصة في هذا الوطن الآباء والأمهات يسعون أولادهم نحو إلحاقهم باللغات الأجنبية ويترعرع الطفل في هذه اللغات كالفرنسية والإنجليزية ويكبر وهو لا يعلم من دينه شيء أو أفسدته الثقافات الأخرى التي لا تفرق بين الصالح والطالح والطفل إبن البيئة وفرد من المجتمع ويتشبث بهذه الأفكار الذميمة ويزداد قوة من مرحلة إلى مرحلة أخرى في عمره التعليمي ويبتعد عن دينه وأخلاقه الإسلامية رويدا رويدا ولاسيما إذا لم يلتحق ولم يأخذ أي درس ديني ومن هنا ينحرف عن الحياة ولا يبالي بأمور الدين وتفسد حياته ويكون عنصرا شادا في المجتمع الإسلامي وقد بدأت المشكلة وجاءت عن فقدان دور الوالد في توجيه ولده نحو الحق والحقيقة حيث نسي الدين وقدم الدنيا على الدين والعكس صحيح ولم يصحح مسار أولاده التعليمي وتقديم لهم دروسا دينية تنير لهم درب الحياة ونحن نرى وجود شرخ بين الآباء والأولاد حيث كثر عقوق الوالدين في هذا العصر قد جاءت الجريمة من الآباء أنفسهم حيث أهملوا أبناءهم في الصغر ولم يقدموا لهم دروسا ترعى وتحفظ أبناءهم من الذوبان في المجتمع الذي تكثر فيه العلمانية ولم يختاروا مدرسة مناسبة يرتعون فيها فالمدرسة تلعب دورا كبيرا في تصحيح مسار الطفل وتغيير سلوكياته وذالك حسب الدروس المقدمة فيها فإن كانت الدروس تتحدث عن العلمانية والمادية وتمجدها فسيصبح ولدك ماديا وعلمانيا حسب المعين الذي شرب منه ولا يعترف لك حقا إلا ما قل وندر فهو عن الله أبعد وإلى الشيطان أقرب حسب مشربه وإذا كانت المدرسة تقدم دروسا دينية وثقافة إسلامية فيترعرع ابنك بأخلاق الإسلام والمسلمين وسيكون لك في الدنيا ولدا صالحا مطيعا تقر به العين وتأنس به النفس وفي الآخرة يكون لك دخرا وتجارة بقوله (ص) (إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ولد صالح يدعوا له أو صدقة جارية أو علم ينتفع به) وتربية الأولاد تربية حسنة من التجارة التي تبقى في الدنيا رائجة فقد روي عنه (ص) أن رجلا يرفع له في الآخرة درجات فيقول من أين هذه ؟ فتقول الملائكة إنها ثواب دعاء ولدك الصالح في الدنيا فما أحوجنا بمثل هذه الدعاء ونحن في دار الآخرة فعلينا أن لا نجهل بهذا العمل العظيم وأن نعيد الكرة في تربية أولادنا وبناتنا بالدين الإسلامي ونور الإيمان حتى لا ينحرفوا عن مسار الحياة ويكونوا لقمة سائغة لأهل الأهواء فعلينا أن نتدارك أنفسنا قبل فوات الأوان ودائما تقع المسؤولية على أعتاق الآباء وأحضان الأمهات ونحن لا نجرم ولا نحرم تعلم اللغات الأجنبية فتعلم اللغات جائز بالكتاب والسنة حيث أمر الرسول بعض الصحابة أن يتعلموا اللغة العبرانية (لغة اليهود) القاطنين في المدينة المنورة ومن تعلم لغة قوم أمن من شرهم ولكن ما ندعوا إليه ونصبوه في هذا المقام هو أن لا نجهل لغتنا لغة القرآن ومصادر الإسلام حتى نتفادى نحو انجرار نحو ثقافات أخرى فتزول سمعتنا وشرفنا رويدا رويدا وحتى لا نكون غثاء كما ورد بلسان شريف (أنتم غثاء كغثاء السيل) وإليكم الآن بعض الأمثلة من واقع المسلمين

أولا (وصل شاب من أوروبا بعد غياب طويل قضى فيها يتعلم اللغات الأجنبية فعندما وصل وقع على أذنيه الآذان فقال متعجبا أمازلتم تؤذنون ؟ استغرب الآذان بسبب جهله وبعده عن الدين) المثال الثاني (توفيت جدتي رحمة الله عليها وكان لها إبن أي خالي وكان متعلما ومثقفا بالثقافة الأجنبية لم يستطع أن يدخل خيمة التعزية بسبب فقره في الدين ولم يحرك حرفا من كتاب الله وإن عرف فالحياء يقوى عليه ويقعده) والمثال الثالث فهو شائع (كم نرى في كل يوم بعض الأصدقاء والأقارب يموتون بدون العبادة خاصة بدون الصلاة ذالك بسبب جهلهم عن الدين وعن ثقافة المسلمين وفقرهم المقدع عن معرفة الحق) ولذالك فكلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أقوى من الأعمال فإذا رسخت الكلمة على القلوب جاءت صداها على الجوارح وانقادت النفس إلى أخذ أوامر الله طوعا أوكرها (فاعلم أنه لا إله إلا الله ثم استغفر لذنبك) 



  • المنتصر بالله
    أنا اسمي المنتصر بالله عندي أربعة أطفال أجتهد في عملي وأقوم بتدريس أولادي في المساء
   نشر في 12 فبراير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا