إنها حرب! حرب داخلية بين الشر والخير، من سينتصر أخيرا، حرب ما بين الفقر والغنى! ستستطيع التحليق عاليا، ستحجز في درجة رجال الأعمال، ستتخلص من الخبز الحافي ومن الحذاء البالي، ستتسلق سلالم النجاح الواحد تلو الآخر، هم سيحتارون فقط؟ يريدون معجزة كما معجزتك! هم يظنون أنها معجزة.....

لا أحد سيبحث عن مصدر ترفك! أعرف فيما تفكر، ستقول أنك يجب أن تصل بأي طريقة، لا مجال لتأنيب الضمير المهم الوصول على حافة النجاح، أنت لا تطيق الفقر حتى ولو بعت روحك للشيطان كما يفعلون!

رأيتهم يبيعون في تلك الليلة، أدري أن شباب الحي الفقير أدمن على ذلك، تذكرتك في الماضي حينما كنت مكانهم ظننتك مدمنا، سمعت أمك تدعوا لك في صلاتها بالهداية قلت آمين، لم أتخيل يوما أن تعود و بمشروع قد كان يوما صغيرا لم يتعدى أزقة الحي المتسخة! سيستعملونك وستجني الكثير من المال، لن تدخل السجن كثيرا، ربما ذلك في البداية فقط لكنهم فيما بعد سيلقنونك أصول "البزناس"، لن تحتاج لأحلامك الصغيرة تلك، روحك المتعطشة تطمح للكثير والكثير ، في عالم قذر متسخ ستعيش...

سمعتهم يقولون أنك ذهبت فقيرا، عدت غنيا فقد أصبحت صاحب مشروع كبير هناك، لا أحد يعلم الحقيقة تحب أن تعمل في الخفاء، وتتصدق بالعلن لهذا وذاك ....

يقولون أنك اشتريت منزلا في حي راق، حينها باركت لك ذلك لكنني..... لكنني لم أخبرك عن سر أخاك ذاك! سيحتاج للعلاج فيما بعد فهو أصبح الآن واحدا منهم لكن برتبة مدمن! نقودك التي تجنيها من تجارة قذرة تذهب في نهاية المطاف لشراء نفس القذارة لكن بضحية جديدة!!! سيخفي ذلك أيضا وستكتشف الحقيقة متأخرا.....سيضيع كما ضاع أبناء الوطن! سيحاول النسيان أكثر...جرعة بعد جرعة ....يأخده الموت.....يأخدك تأنيب الضمير... لكن لا أحد يعلم الحقيقة سيقولون أنه لايستحق أخا مثلك، سيضربون المثل بك...ب شاب من لاشيء إلى صاحب مشروع ناجح!!! لا أحد يعلم الحقيقة يصدقون الواجهة....لا أحد يستطيع رؤية ما في الخفاء.....سيتوددون لك.... لا أحد يريد رؤية الحقيقة....

#ليلى