بعد موتهم ... رسالة احدهم ابكتنى....؟
هكذا يدفع الثمن ... من يبحث عن حياة كريمة هذه الايام ...
نشر في 26 أبريل 2015 .
أنا أسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول الى هناك ولن أتمكن من إرسال الديون التي أستدناها أجرة تلك السفرة .
لا تحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي فماذا ستفيدك الأن الا تكاليف نقل وشحن عزاء ودفن.
أنا أسف يا أمي لأن الحرب حلت وكان لابد لي أنا أسافر كغيري من البشر. مع العلم أن أحلامي لم تكُن كبيرة كالأخرين ، كما تعلمين كُل أحلامي كانت بحجم علبة دواء للكولون لكِ وثمن تصليح أسنانكِ . بالمناسبة لون أسناني الأن خضراء من الطحالب العالقة فيه ، ومع ذلك هي أجمل من أسنان الدكتاتور
أنا أسف يا حبيبتي لأنني بنيت لك بيتاً من الوهم . كوخاً خشبياً جميلاً كما كنا نشاهده في الافلام. كوخاً فقيراً بعيداً عن البراميل بعيداً عن الطائفية والإنتماءات العرقية وشائعات الجيران عنا.
أنا أسف يا أخي لأنني لن أستطيع أن أرسل لك الخمسين يورو التي وعدتك بها كُل رأس شهر لترفه عن نفسك قبل التخرج. أنا أسف يا أختي لأنني لن أرسل لك الهاتف الحديث الذي يحوي على الوايفاي اسوة بصديقتكِ ميسورة الحال.
أنا أسف يا منزلي الجميل لأنني لن أعلق معطفي خلف الباب .
أنا أسف يا أيها الغواصون والباحثون عن المفقودين فأنا لا أعرف أسم اللبحر الذي غرقتُ فيه
إطمئني يا دائرة اللجوء فأنا لن أكون حملاً ثقيلاً عليكي
شكراً لك أيها البحر الذي أستقبلتنا بدون فيزا ولا جواز سفر. شكراً للأسماك التي ستتقاسمني ولن تسألني عن ديني ولا إنتمائي السياسي
شكراً لقنوات الأخبار التي ستتناقل خبر موتنا لمدة خمس دقائق كُل ساعة خلال يومين
شكراً لكم لأنكم ستحزنون علينا عندما ستسمعون الخبر .
أنا أسف لأني غرقت .... ودفعت ثمنا لحياتى .....
-
الضيف عبدالرحيم حسناسمى الضيف عبدالرحيم حسن .. خريج كلية اﻻقتصاد والعلوم السياسية جامعة مصراتة .. ليبيا ...