مشاعر تحتاج إلى إعادة تدوير
من الألم إلى الأمل
نشر في 29 غشت 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
مشاعر تحتاج إعادة تدوير ..
بعد نوبة بكاء ... رمت بجسدها المنهك على السرير و شهقات الألم مازالت تطحن فؤادها .. أحست بوجع خانق .. و كأن النبضات في شرايين قلبها و أوردته استحالت انقباضات تعصف بجسدها الأعزل
كان قلبها ينفطر حرفياً
بدأت ذاكرتها باسترجاع دقائق الأحداث .. اللقاء و الفراق .. الهمسات و اللمسات .. و كأنها تقاوم دوامة من الذكريات المبهمة المتداخلة .. كانت وسط إعصار من ضجيج الذكريات
ضغطت على صدرها بكفها و كأنها تريد احتضان فؤادها .. همست لنفسها .. كم هو مؤلم هذا الألم ..
نعم .. لقد كان الألم مستمرا غير متقطع يشبه موجة عنيفة تمضي مغرقة و محطمة كل ما يواجهها ..
لم تقوى على الاستمرار في هذا الصراع الداخلي العصيب ... حتى النوم جافاها و كان الأرق رفيق حزنها و دموعها
شعرت بقلبها ينبض باطراد محتضرا .. لملمت بقايا نفسها المكلومة و وقفت على قدميها هامسة .. لا .. هل أموت اليوم بسبب ذلك ..كل ستطوى صفحتي و أذوي بعد أن أنثر في مهب النسيان
كانت تساؤلاتها منطقية و بدأت تنتظم دقات قلبها منتفضة .. كانت كلماتها تغسل شرايينها و كأنها قبلة الحياة لجسد دخل توا بغيبوبة الموت
انتفضت و عدّلت من جلستها ..
حاولت لملمة كيانها المضطرب كفارس أبى النزول عن صهوة حصانه بعد تعرضه لكبوة خطيرة
فرسها اليوم هو جسدها و لن تسمح له بالتدمير الذاتي لأجل تجربة مريرة
أمسكت يراعها بأنامل مرتجفة و بدأت تخط مشاعرها على الورق
الدموع تنساب و الحروف تتراقص أمامها .. لكنها لم تستسلم و قاومت أفكارها الانهزامية
و بدأت عملية إعادة التدوير ... كل المشاعر و الأفكار كتبت و فُنّدت و حلّلت و ركّبت و بعد اسبوع توقفت عن مراقصة قلمها و شعرت بابتسامتها تشق عنان العبوس و تشرق من جديد
بعد عام ... ابتسمت و هي توقّع نسخة من كتابها الأول و الحائز حالياً على أحد المراكز المتقدمة في التقييم و المبيعات .. و كان عنوانه الذي أبت أن تغيره
مشاعر تحتاج إعادة التدوير
من الألم إلى الأمل ...
بقلمي ...
-
سماح المزيّكإعمال العقل غاية ووسيلة معاً