دائرة الشك - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دائرة الشك

  نشر في 28 مارس 2019 .

تدور بين ارجاء المنزل تلتف حول رأسها افكار متناثرة تلعثماته الفترة الاخيرة حينما تسأله اينما يبيت كل ليلة حتي ساعات الفجر الاولي تنبئ ان بالامر سر ما.. 

نظراتها المليئة بالشك و الغضب تنبئ ان الليلة لن تمر علي خير ستسأله اسئلتها المعتادة كل ليلة التي حولت حياته الي جحيم... 

يتسلل علي اطراف اصابعه حتي لا تشعر به..  يولج الي حجرة المكتب و هو يغلقها عليه فورآ آبيآ اصوات صراخها المؤلمة.. 

يشتعل بها رحي الغضب و هي تتسائل عن عمله الغامض الذي يواريه عن اعينها.. 

تترائي الي مخيلتها دوي المكالمات المجهولة التي يتلقاها في الفترة الاخيرة و يواريها عن اعينها..  

كانت تسمع اصوات ضحكات و قهقهات زوجها من سماعة الهاتف و هي تتعجب من صاحب المكالمة المجهولة.. و لماذا يآبي زوجها ان تدر عنها شيئآ.. 

آوي الي غرفة المكتب التي تحوي بابآ خلفيآ افضي به الي غرفته السرية.. 

فرشت الغرفة بالابسطة و الاكلمة الكتانية و زينت بآثاث بسيط من مقعد هزاز و ثلاجة صغيرة.. 

و كأن الامر قد اعد تمامآ لما كان ينوي عليه.. احضر من الثلاجة خليط كبير من الادوية وارها داخل جرة من الماء حتي تحولت الي خليط تام.. 

كانت قلقة جدا لما تأخر زوجها هذه المرة في حجرة المكتب.. حاولت اخراج الفكرة من رأسها ولجت الي مضجعها و هي تحاول ان تجفي عيناها في النوم لكن بلا سبيلآ... 

شرع بحقن الحقن بمن الخليط المسكوب بالجرة حتي بات لديه عدد من الحقن المملوئة بالخليط.. 

بصرته عيناه و قد ولج الي الغرفة.. قامت من مضجعها بلهفة تسأله عما آل به.. امسكها من ذراعيها و هو يحقنها بالحقن واحدة تلو الاخري و هي ساكنة ببلاهة.. 

كانت تنظر اليه وهي تتصرف و هي خارجة عن الوعي..  كانت تمتم عبارات الشك الذي ملئ روحها الفترة الاخيرة..  ثم علاها اصوات هياج و صراخ.. 

يشرع في الاتصال بسيارات الاسعاف لنقل الزوجة الي المصحة النفسية مدعيآ ادمانها المواد المخدرة.. 

تصل سيارات الاسعاف التي تنقل الزوجة الفاقدة للوعي الي المصحة فورآ.. 

حركات سريعة في المصحة للأطباء استعدادا لحالة المريضة المدمنة.. استأذن الطبيب - وليد - زوجها - هشام - ان يتحدث معه علي انفراد قليلآ..  ولجا الي غرفة الطبيب - وليد - ينظر اليه - وليد - برسمية ثم يقول :

ماذا يحدث بالظبط؟؟ 

زوجتي - جيهان - مدمنة للمخدرات منذ سنة تقريبآ و ادمانها يجعلها تتخيل خيالات مريضة عني.. لهذا اعتزلتها في غرفة سرية بعيدة عنها تمامآ..  و لكن لم يهدأ لها بال..  الليلة كنت اجرب احدي تجاربي العلمية لعقار جديد حيث انني طبيب صيدلي.. و بعدما افنيت عملي تركته في الثلاجة التي احتفظ بها.. بها كانت زوجتي غاضبة كالعادة كانت في اقصي حالات الادمان اعطيتها حقنة مهدئة الا انها بعد ان سكنت تمامآ بدأت تصرخ و تتصرف بغرابة و ما ان لمحت دواء المخدر اخذته كله و لم استطع منعها حتي فقدت وعيها.. 

ما السبب في ادمانها دكتور - هشام -؟ 

لم اكن اريد ان اخبرك.. حفاظآ علي سمعة زوجتي.. لكن زوجتي لها صحبة سيئة يتعاطون المخدرات و بالتأكيد هم من نجحوا في ايقاعها معهم.. 

حسنآ دكتور - هشام - سأذهب الان لمتابعة حالك زوجتك سيدة - جيهان - 

آوية الي الغرفة و قد تغيرت ملامح وجهها بدت شاحبة للغاية و هي تصرخ طالبة المخدر.. ولج اليها دكتور - وليد - و هو يصرخ علي الممرضة ان تعطيها حقنة مهدئة حتي ارتخت اعصابها تمامآ نظر اليها الطبيب - وليد - بهدوء ثم قال :

لا تخافي لن افش سرك لاحد دعيني اساعدك لماذا ادمنتي المواد المخدرة... 

تطأطأ رأسها الي الارض في اسي ثم تجاهد ان تخرج الكلمات التي تآبي الا ان تتواري عن اعينهم :

هي من فعلت بي ذلك..  تلك المرأة الحقودة التي حطمت حياتي.. كنت ساذجة و لم القي بالآ لتحذيرات زوجي من السيدة - علا - التي كنت اظنها اقرب صديقة و هويت معها الي منعطف الهاوية.. 

التقيت بها صدفة اثناء التسوق و عرفتني لرفقائها السيئين الذين يتعاطوا المواد المخدرة..  كانت تحرضني علي زوجي حتي اعتزلني تمامآ..  كم كنت ساذجة خسرت كل شئ حتي طفلي الوحيد مات بسببي و هو ما لم يسامحني زوجي ابدآ عليه.. 

لذلت اذكر انين ولدي ليلة خفوت حرارته لا ادري كيف اتتني الجرأة ان اخرج الي رفقاء السوء و اتركه وحيدآ مع زوجي الذي كان يداويه و يرعاه.. 

عدت مع مطلع الفجر و انا اترنح لافاجئ بزوجي يصرخ في بغضب.. 

مات ولدي المسكين بعدما قضي نحبه دون ان اراه..  لا ادري ما اصابني يعتزلني زوجي منذ تلك اللحظة..  و كانها اريد الهروب عن الوعي..  قتلت ولدي انا مجرمة...  دائمآ غائبة عن الوعي بالمواد المخدرة حتي لا اواجه نفسي بالحقيقة المرة جريمتي لا تغتفر... اخطأت كثيرآ في حق ولدي و زوجي و نفسي... 

اعترافك بآثمك بداية العلاج..  سنحاول بكل جهدنا ان نقدم لكي الدعم.. 

اريد ان اري زوجي و لو للحظة.. 

زوجك يطمئن عليكي كل يوم و لكنه يرفض مقابلتك الان دعي الايام تداوي الجروح.. 

انا ادر لاذال مصرآ علي اعتزالي.. 

يغادر الغرفة و هو ينظر اليها بشفقة و دمعاتها تنسال بين وجنتيها.. 

كان يقف عند الدهليز بالقرب من الغرفة دوي الي اذنه عبارتها كان يشعر بالشفقة و الحزن..  

ولج الي غرفتها و هو ينظر لها بحزن ووجها الشاحب..  ثم قال :

لم استطع تركك اكثر من ذلك..  فقط عديني انكي ستقاومي المواد المخدرة و تعودي زوجتي القديمة الطاهرة التي لا تقترف الاثام.... 











  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 28 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا