وجاءَ الليل وبدأ بإسدال ستاره، هدأت الأصوات، وسكنت الأرواح، وسيطر الصمت على أرجاء المكان، هُنا تجد نفسك جسد متحجر، وعقل شارد وسابح في منعطفات حياة الغربة، حينها تبدأ رحلة التفكير أللا متناهي في آفاق الخيال الواسع، تفكير يأخذك لا إرادياً، ليرحل بك في رحلة طويلة تعبر بك حدوداً وفضاءات لا نهاية لها، رحلة تزداد بعداً وعمقاً كلما زادت حلكة الليل من حولك، وكلما هدأت أروقة الأحياء وخفتت أنوار منازلها، عندها تجد نفسك متنقلاً في شريط من الذكريات الجميلة، ومتحسراً على أحلام تلاشت ورحلت من دون عودة، ومؤملاً على آمال لا تزال في إنتظار تحقيقها في المستقبل المجهول، يعتصرك الألم وتخنقك العبرات، تتقلب يميناً ويساراً لعل النوم يداعب أجفانك المنهكة وتتخلص عن كل ما رافقك طوال الليل، ولكن دون جدوى، وهكذا يمضي بك الليل وأنت على هذا الحال مع التفكير، يشعشع الفجر بنوره، ولا وجود لشي يريح عن النفس بعضاً مما بها، تفكير لطالما أرهق ذهنك وأيقض بداخلك مواجع نائمة منذُ زمن قد كان النسيان جاثماً عليها، تفكير سرق منك لحظات هدوءك وراحتك ورحل بك عبر محطات لأيام خلت وصارت مجرد ذكريات قد أتى غبار النسيان على كثير منها، وأحلام وردية تلاشت وبدأ العمر بعدها بالتلاشي دونما الوصول إلى مرسى شاطئها الجميل .
نشر في 15 مارس
2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022
.
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 6 شهر
ابتسام الضاوي
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 7 شهر
Rawan Alamiri
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 8 شهر
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 8 شهر
مجدى منصور
منذ 10 شهر
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 10 شهر
عبدالرزاق العمودي
منذ 10 شهر