ولدت السيدة عائشة هانم التيمورية سنة 1256 هجرية بالقاهرة ،هي شاعرة عرفت بتمكنها في الشعر والأدب ..
عاشت طفولتها في وسط أدبي و أخذت العلم في بدايتها من وراء ستار حيث كانت تستمع لجلسات الشعر والأدب والعلم ،رغم اعتراض والدتها في فترة كانت الإناث يتفرغن فيه للأعمال المنزلية اليدوية، وقد جاء في كتاب لمحمود العقاد (شعراء مصر )أن والدتها كانت تعنفها على تركها التطريز ودروس التربية النسوية وإقبالها على الكتب والدواوين وإصغائها إلى نغمات الكتاب الذين كانوا يترنمون في بعض نواحي .
درست السيدة عائشة الأدب واللغة وتعلمت اللغة الفارسية والتركية على يد المعلمات وعلم العروض والشعر ، وكان ذالك بتشجيع والدها الذي التمس فيها الذكاء والنبوغ وحب العلم و قال لأمها "دعي هذه الطفيلة للقرطاس والقلم ودونك شقيقتها فأديبها بما شئت من الحكم"
وقد قال عنها العقاد أيضا أن شعرها يعلو إلى أرفع طبقة من الشعر ارتفع إليها أدباء مصر في أواسط القرن التاسع عشر .
عرفت السيدة عائشة بشعر الرثاء وكانت أشبه بالخنساء في عصرها وبكائها على فقيدتها
ولها الكثير من الأبيات في رثاء ابنتها (توحيدة )
منها:
أماه قد عز اللقاء وفي غد
سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحظ الذي
هو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحد رفقا بابنتي
جاءت عروسا ساقها التقدير
توفيت توحيد ابنة السيدة عائشة التيمورية في عمر الثامنة عشر وضلت والدتها ثرتيها وتبكيها لسبع سنوات حتى ماعادت تبصر بعينيها فاكتفت بشعر الرثاء فقط.
تقول أيضا :
وأبسط للظلام أكف بثي
وأشقى لوعة بالظلمتين
تراني معرضا عن كل ضوء
فهل خاصمت نور النيرين
ينافرني السنا فأفر منه
كأن الضوء يطلبني بدين
وأجنح لظلام جنوح صب
دنا لحبيبه بالرقمتين
صدر لها ثلات دواوين منها واحد باللغة العربية و آخر بالفارسية وثالت بالتركية
توفيت رحمها الله سنة 1320هجري .
وأختم بأبيات لها:
بيد العفاف أصون عز حجابي
وبعصمتي أسمو على أترابي
وبفكرة وقادة وقريحة
نقادة قد كملت آدابي
ماضرني أدبي وحسن تعلمي
إلا بكوني زهرة الألباب
ماعاقني خجلي عن العليا ولا
سدل الخمار بلمتي ونقابي