حينَ رأيت شيب شعرك تكاثر فجأه
أرتعبت ، أرتعبت حقاً وكثيراً يا أبي حد أني لم أحتمل الوقوف أمامك
وَكأن تلك الشعرات البيضاء
تحصي لي عدد أيام سنينك
وماتبقى من السواد يحصي لي ماتبقى من عافيتك
أشعرُ بالأسى عليك !!
لأنك كنت حريصاً دائماً على أن تغطي ذلك الشيب بالسواد الحالك حد أَني أنتصفت العشرون من عمري ولم أره ُ إلا اليوم ، وَ كأنك حين تغطيه تتوسل الحياه أن تبقيك في عمرك هذا وَ كأنك تغيضها
أرى كيف أنك تتشبث بعمرك هذا حد أرتباكك حين رأيتك أول مره ترتدي فيها النظارات الطبيه لتستخدم هاتفك
كيف أرتبكت أنت وَبكيت أنا .
أنا يا أبي :
أبكيك لعمرك الذي مضى !
أُبكيك لَـ شبابك الذي أنقضى !!
أُبكيك لِـ روحك التي ستشيخ يوماً لقواك ، لِـ صلابتك
التي وأن شاخت بك لن تشيخ بي
كل ما أستمديته منك سيكفيني دهراً ......
^^
كُتبت قبل أن تكمل عامك الخمسين
وَ تركتها ناقصه لحينً آخر ، قد تطول لِـ سنوات .
-
وفـاء السويديأكتب لِـ يبقى ورائي مايُبرهن للأحياء أنني كُنت أعيش .
التعليقات
عودة
تعال قبل الظلام
فحارس المقبرة ينام نهارا
وأنا سأمل الانتظار
سأكون فوق التلة المعهودة
بعيدا عن البيت
كي لا تراك أمي
تعال كما أنت
هيكلا عظميا عاريا
لن أخافك
لأنني أدرس الطب
وأفكك الهياكل
تعال قبل الظلام
فحارس المقبرة سيتفقد كل القبور
عندما تسقط الشمس خلف الهضاب البعيدة
لن نطيل الجدال
فقط سؤال واحد لك
ستجيبني وتعود أدراجك
لم رحلت دون وداع؟
فتعال قبل الظلام.
إبراهيم إراوي