الإنسان والإهمال

د. عبدالله البلتاجى

4/3/2017

**********

1- منذ نعومة أظافرى , وجدتنى أحب الناس , وأعيش معهم .

2- فى عام 1964 وأنا فى الصف الثانى الإعدادى أنشأت مجموعه كشفيه مستقله ( ليست تابعة لأى مؤسسه ) من أبناء الحى الذى كنت أعيش فيه .

3- فى عام 1968 كنت أمين العمل السياسى لقطاع الطلاب فى منظمة الشباب الإشتراكى .

4- وكنت طالبا بالصف الثانى الثانوى بمدرسة صلاح سالم الثانويه بكفرالدوار .

5- وكانت المدرسه تطل على شارع جانبى , وليس الشارع الرئيسى ( فى منطقة الحدائق ) .

6- ومع ضخامة المدرسه , ومبانيها , وأعداد طلابها , إلا أن هذا الشارع كان فى الشتاء يكون ظبطا , يبهدل المدرسين , والطلاب معا !!!!!!!!!!!!!!!.

7- فعملت معسكر عمل ( للطلاب ) قبل دخول فصل الشتاء لكى نضع ردم فى البرك , ونستك الشارع أمام المدرسه حتى يستطيع الجميع الدخول .

8- وكنا نعيش فى أحد أحياء كفرالدوار ( خلف مصانعها العامره أنذاك ) يُسمى حى " سيدى شحاته " , وكان الشارع الرئيسى بين مساكن الحى , وسور المصنع الكبير , بنفس المواصفات السابقه , بل أشد قسوه ( فى الشتاء أيضا ) .

9- فلما كنت فى الجامعه بالإسكندريه , وكان رئيس مجلس إدارة الشركه المهندس عيسى شاهين , كان فى نفس الوقت أمينا عاما للإتحاد الإشتراكى بمحافظة الإسكندريه, والذى أصبح وزيرا للصناعه بعد ذلك , ذهبت إليه فى مبنى الإتحاد الإشتراكى القديم( زمان , هدم الآن و اظنه كان مكان موقف سيارات المنشيه الآن ) , طلبت مقابلته, وقابلته , وعرضت عليه المشكله , وطلبت منه إمدادنا بالهدم الناتج عن أعمال التجديد بالمصانع , ولودر لتسوية الشارع , حتى يستطيع العمال الذهاب إلى عملهم , والطلاب لمداسهم .. ألخ .

10- وكان الرجل كريما جدا معى , وفرح جدا بإن طالب صغير يخطر على باله " خدمة مجتمعه " بهذا الشكل , فطلب منى أن أقدم طلبا , وأشر عليه مباشرة بالتفيذ الفورى !!!!!!!!!!!!.

11- وقد تم فى شكل معسكر عمل كبير جدا بطول نصف كيلو تقريبا , والأهالى يعملون مع الجرارات , واللوادر .

12- وأستمر هذا الوضع لخدمة المجتمع مشاركا لى حتى اليوم .

13- فى أحد السنوات فى أواسط الثمانينيات من القرن الماضى , جاء الدكتور " محمد خليفه " وكيلا لوزارة الزراعه بالبحيره , فى المبنى الجديد على الطريق الزراعى بدمنهور , وكانت حمامات المبنى شئ منتهى القذاره فى كل العهود قبل مجيئه , فلما جاء , وكان يمر على المبنى , ووجد هذا الأمر " المنتهى الإهمال " , أمر بإصلاح الحمامات , وتنظيفها , وتابع ذلك بنفسه , فأصبحت قبلة لمزارات العاملين .

14- بعد عودتى من البعثه لأمريكا , كان بينى وبين وكيل أول وزارة الزراعه ( د, ياسين عثمان ) موعدا للقاءه على مدخل الوزاره , لأذهب معه لإجتماع , أو شئ من هذا القبيل .

15- ووزارة الزراعه مبنى أثرى ( قصرا قديما ) بالدقى بالقاهره , وعند البوابه الرئيسيه كانت توجد شجره قديمه , معرشه عروشا كبيره , أحدها ( فرع ضخم كُسر منذ عدة سنوات على البوابه , ولم يفكر فيه أحد , وتمر من تحته حتى سيارة معالى الوزير ( يوسف والى ) !!!!!!!!!.

16- فلما قابلت د. ياسين أمام البوابه , أشرت إلى فرع الشجره المكسور , فقال ماذا فى الأمر ؟ , قلت هذا الفرع مكسور منذ سنوات , ولا يجد حتى عامل ينزله !!!!!!!!!!!!!!!!!!, فنادى بصوت عالى على حرس البوابه من الداخل , وأمرهم بتنزيله , وأزيل للأبد .

17- ما أريد أن أقوله أن الإهمال " عدوى " فإذا أعتدنا عليها , تعودنا , وجودها , ولن تصبح ريحتها القذره تزكم الأنوف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

18- منذ يومين كنت أمر فى أحد الشوارع , ووجدت الشارع ( شارع ليسيكو بالسيوف ) مكسر بطريقه صعبه جدا , وهناك عماره كبيره تؤسس على الشارع مباشرة ( فى منتصف الشارع ) , و2 من المهندسين جالسن تحت شمسيه لمتابعة العمل , وسياراتهم الفارهه بجوارهم , وهناك سيارات نقل تنقل المخلفات لتلقيها فى أماكن بعيده , ويمكن هذه السيارات نفسها , وهى داخله , أو خارجه تُكاد أن تنكسر من هول المطبات , فتوجهت إليهم , وببعض الكلمات الرقيقه , من بعد التحيه , عرضت عليهم أمر , أن سيارات النقل بدلا من نقل المخلفات لمسافات بعيده جدا , لو أنها تلقى هذه المخلفات فى الشارع , واللوادر تمر عليها تسويها , يكون خدمه عظيمه للمنطقه كلها , فوعدونى بذلك .

19- ما أريد أن أقوله أنه " لن يحك جسمك سوى ظفرك " , وإن لم نكن " إيجابيين " . ونتعامل مع المشاكل التى تحيط بنا ب " إيجابيه " , فأبدا لن تنحل هذه المشاكل , فكن إيجابيا , ولا تتعود , وتألف " الإهمال " فسوف تتمتع بحياتك , فى خدمة الناس , وينهض المجتمع من حولك .