عندما كنت صغيرة ....كانت أمى تذكرنى دائما" أن الكبار لا يقترفون الأخطاء ..
وتنهرنى دائما" عند خطئي : أكبري يا فتاة
وعندما أطلب منها بعضا" من الحرية لكى أختار ما أحبه....كانت تعدنى ، أننى عندما سأكبر سأفعل ما يحلو لى .
لذلك كنت كثيرا" ما أختلس من طفولتى دقائق ...أستغل فيها إنشغال أمى ... لكى أرتدى حذائها ذو الكعب العالى ...كى يرتفع طولى أكثر لكى أصل لطول يقربنى من هذا العالم السحرى ...عالم الكبار ..وكانت خيالاتى تداعبنى وتدفعنى الى السعى لامتلاك ما تصل اليه يدى من أدوات الكبار لكى اتقمص هذا الدور أكثر فأكثر ...
مما كان يجعلنى أعشق طلاء شفاهى 💄بأحمر شفاه أمى وهى فى غفلة عنه وانا متواريه عن ناظريها 🙈 ...لكى أتذوق طعم الحرية على شفاهى واشتم رائحته التى كانت ما هى إلا رائحة أحمر شفاه أمى ..
يا لهذا العالم 😅...متى سأصبح جزءا" منه ؟؟؟
وظل حلم حياة الكبار يراودنى ...للحد الذى كان يدفعنى الى أن أزيد من عمرى بضع سنوات فى كل مرة أسأل فيها عن عمرى ..
كبرت يا أمى ودخلت عالم الكبار كما حلمت
ولكننى لم أجد فيه ما أخبرتيننى عنه ...
الكبار يكذبون يا أمى 😞 ...
ويسمون أكاذيبهم بمسميات ترضيهم ..يكذبون حتى فى إبتسامتهم وإظهار حبهم ..وهو كذب فى رأيي أبشع من كذب الكلمات ...أنه كذب المشاعر والوعود .
وعدتيننى بحرية تكفينى للإختيار وكنتى دائما" ما تخبرينى...
أننى سأمتلك من الخبرات والمعرفة ما يساعدنى على الإختيار ..
وعندما كبرت يا أمى وجدت
أن كل خبرة حصلت عليها كنت أحصل عليها بكثير من الألم وكثير من الفقد والخذلان ...
ففى كل مرة كنت أحصل فيها على قوة الخبرة ....
كان يسلب من نفسى جزءا" 😢 بلا عودة ، ويوضع فى قلبي جزءا" من قضيب حديدى صلب . يثقل قلبي ويعقد حساباتى ...
كبرت يا أمى وأصبحت الإختيارات أصعب ما تكون ...
فكل حدث وكل قول وكل أختيار أحياه الأن أجدنى فاقده لقدرتى على أن أحياه على فطرتى وأن أطلق لمشاعرى العنان كما تمنيت وكما وعدتيننى ...فأفرح فرح طفولى ...او أبكى بكاء يشفينى ..
كبكائي وأنا صغيرة عندما كانت الدموع تغسلنى وتريحنى حد النوم العميق ...
كأننى غسلت بماء الجنة وأمتزج رحيقها بدموع عينى .فطيب قلبي وأثلج صدرى ...
بل أصبحت مشاعرى حياديه حد التبلد😑 ...أحلل الكلمات والا اشعر بها ...
فى محاولة فاشلة منى لمعرفة الصادق منها وما الكاذب ....
وما الحقيقي وما يتوهمه عقلى من حقيقة الأشخاص وصدق الأفعال ...
كبرت يا أمى وأدركت أننى أصبحت أمتلك من المخاوف ما يجعلنى مكبلة لا أقوى على الاختيار ولا أمتلك حرية القرار كما وعدتينى ...
كبرت يا أمى ولم أعد أشتهى عالم الكبار كما كنت ...ولم يعد الحذاء ذو الكعب العالى وأحمر الشفاة ...يشعروننى بشىء إلا بإشتياق مؤلم لعالم الصغار 😔
مروة مجدى
-
Marwa Magdyمحبة للعقل ...لا تتعجبون ...فأنا أرى أننا نحارب بالعقل ...وينتصرون علينا بالجهل ..اسعى الى توعية الناس بقدراتهم الذاتية والعقلية وأيضا محبة للأدب الهادف الذى يخلو من السفسطة والتلاعب بالالفاظ الغير مجدية أنتمائي قومى فأن ...
التعليقات
كبرنا و لكن هذا الطفل بداخلنا لم يكبر..
و لكن .. حسبنا من كل شيء.. و في سلامة الدين ما يرضي الفؤاد..
مقال جميل يا مروة.. دمت نابضة بالحرف..