فى كتاب ملة إبراهيم لكاتبه أبى محمد عاصم المقدسى كما يدعى يستعرض معالم الطريقة الإبراهيمية ف التعامل مع المخالف فكريا ، ومن ثم يدعو الشباب إلى تطبيق هذه المعالم مع المخالفين ، لوجود أمر قرانى صريح لرسول الإسلام والأمة من بعده ، باتباع ملة إبراهيم فى عدة مواقع { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين } النحل (123)
وبغض النظر عن الفهم الخاطئ لمعالم الطريقة الإبراهيمية ف القرأن ، فأنه يحاول تطبيق فهمه الخاطئ على المسلمين وغير المسلمين وإن اختلفوا معه فى أمور بعيدة عن الدين ، ويشدد فى تكفير المسلمين إن اختلفوا معه فى طريقة التعامل مع الديانات الأخرى ، فهو يجعل الجميع تحت حكم التكفير ، وهذا بالطبع مخالف لمنهج سيدنا إبراهيم وطريقته التى كانت طريقا لمعرفة الله والدعوة إليه ، وكان النمرود فى نظر سيدنا إبراهيم إنسانا عاديا يحاول جاهدا أن يبين له السبيل الصحيح
واعتمد على بعض الآيات فى توضيح ما سماه ملة إبراهيم ، وترك البقية ، واعتمد ع هواه ، وعلى سبيل المثال
إذ يرى فى قوله تعالى : { قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ...} طبقا لهذه الآية الكريمة - وأن يعادوا ويبغضوا من لا يؤمن بعقيدتهم ، ولم يكمل بقية الآية متعمدا . والتكملة { إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير }
وكما هو واضح فإن العداوة والبغضاء المقصودة فى القرأن لم تمنع إبراهيم من أن يستفغر لأبيه ، وهذا يعنى أنه لم يقاتلهم ولم يفجرهم وإنما استغفر لهم .
ويا ليت أنه توقف عند هذا الحد ، ولكنه تجاوز الأمر إلى تكفير المسلمين الذين يأتون الفواحش لأجل أمور دينية لا ترتقى إلى أصول الدين ، أو لأجل أمور سياسية وحكومية لا دخل لها بالدين ، وكنتيجة حتمية لهذا الكتاب وغيره من كتب التكفير ، توسع المتشددون فى تكفير الناس حتى كفروا كل من يخالفهم فى الدين ، وكفروا كل من يخالف مذهبهم من نفس الدين ، وكفروا كل من يخالفهم فى فرع من فروع المذهب ، وإن كان من المذهب والدين نفسه ، وكفروا كل من يخالفهم فى النظرة إلى الحاكم وكل من يخالفهم فى النظرة إلى النظام السياسى والدستور وهكذا أصبح معظم الناس كافرين مستحقين للقتل فى نظر المتشددين .
-
Ramadan Saadأن الإيمان هو فكرة فى عقلك فلا تؤمن بالأشياء التى تضرك أو تؤذيك