.
كلما قرأت ما كتبت أرى نفسي في كلماتها.. و كأن تلك الكلمات نُسجت من إحساسي أنا لا إحساسها هي ... فكما كانت هي ضحية شهوة رجل اعتقدت أنها عشقُ... كنت أنا ... لم تكن كلتانا تعلم أن اشتهاءه لنا ببعدنا عنه لا من قربنا منه...
ظنت أن استغناؤها عن العالم لأجله أهم تضحيات الحب... لم تكن تعلم أنه لم يحظَ بلحظة تفكير لتقدير ما فعلته لأجل حبه .... ألا يدرك أنها ملكت العالم بما فيه لأنه فقط في حياتها...
كلما قلبتُ صفحات ذاكرتي وجدت كلماتها مخطوطة بأقلام الآلام و الأوهام.. بأقلام لونت الدم بسواد البعاد و الفراق... ذلك الفراق الذي حمل كثير من معاني الاشتياق و الوحشة في آن الوقت ... فراق بدأت أضحك فيه على أشياء أبكتني... لأعلم أن حبي انتهي و أن وهم العشق حلم تاه بين طرقات شهوة الجسد...
حب انتهى يوم امتنع هاتفه الاعتراف بي ... يوم رفضت أذناه سماع كلمات حناني ... انتهى الحب يوم عزفت عيناه عن النظر لصورتي... لتتركني ليال دون ذاكرة و دون صوت ....
كانت كلماتها .. و لا زالت مرآتي على ضياع الحب ... الذي ظننتُ يوما أنه سفينة الأمان ... أنه جسر أعبر من خلاله لرحيق طيبته..
فأنا مثلها لم أدرك أن شهوته لي كانت دربا من دروب عشق الجسد... ليساند طرف إحساسه بالاشتياق لامرأة... أي امرأة كانت ... أم أن كل فتيات العالم كنَ اشيتاقه للشهوة...
و هل هي أيضا تعطيه لحظات الأنس لترأف بوحدة جسده ... أم أنها كانت تشعر بدلاله و اشتياقه لها وحدها مثلي أنا ....
هل كانت أرواحنا بحاجة إلى مظلة تحمينا مطر أعيينا ... أم أنها كانت بحاجة إلى هذا المطر ليخفي وطأة إحساسنا بغدر الحب بنا ... و هل كانت أجسادنا بحاجة إلى حبال توثق حركتها لتقيها برد الذل و المهان .
لا أعرف سر تشابهنا هي و أنا !!!! و لا أعرف أي دروب جمعت بين حكاياتنا !!! هل كانت تلك حكايات حواء .. أم أن حكايات الحب و العشق تكرر دورتها كالشمس!!! لتجدد أوجاع حواء و لتحرق في كل مرة جزءا من حبها ليتلاشى في النهاية كزخات المطر في مجريات الحياة...
كلما استمعت لنغمات إحساسها ... كلما تنسمت باشتياقي له... تنسمت موجات البحر بتقلبها كتقلبه هو بين البعاد و القرب ...
لماذا اُعتبرت أحرف كلماتنا كنعانية لا يفهمها رجلُ اليوم.. و رجل المستقبل... لماذا تمرد آدم على تلك الكلمات و كأنه يُوصد عقولنا بمفاتيح رجعيته التي أسماها رجولة ... رفض اعترافنا بحبنا له ... تخيل سحر الاعتراف غيمة سوداء لا تُمطر إلا الهموم و غدر حواء... تنكرَ لإحساسنا كتنكره لاحتلال اغتصب كيانه ....أقام حد السيف على هذه الكلمات الزانية ... جلدها بإهماله و استهتاره بها ... رفض أن يكون هو حبيبها ... أراد بأنانيته أن يكون تكون هي ملكه ... عشيقته و صديقة جسده ...
متى ستحررنا الكلمات ... من قيود العشق و الحب الذي أهان قلوبنا و حبها للحياة مع من ظنتهم أحبائنا...