المسرح التجاري هو الأصل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المسرح التجاري هو الأصل

  نشر في 14 يناير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

مع حقيقة أن المسرح المصري بالشكل الرسمي بعيدا عن الأصول التي كانت من قبل وتغافلناها سواء عن كسل او عدم معرفة . بدأ في الأصل على يد مجموعة من الرواد . ومع هذه البداية لا يمكن لأحد أن يقول ان هذه البدايات كانت لمجرد ترسيخ الظاهرة المسرحية والفنية في مصر . ولكن ترادف مع هذه الغاية . بل وتسبقها في بعض الأحيان أن الكثير من هؤلاء الرواد كانوا يبحثون لأنفسهم عن مورد رزق وسبيل حياة.

أي أن العمل بالمسرح كان يتم بمنطق المكسب والخسارة . ومن ثم الاستمرار في عمليته التقديم للعروض او التوقف .

وإذا كنا لسنا بصدد تقييم المسرح التجاري أو مسرح القطاع الخاص من بدايته في مصر للآن . إلا أنه وجب علينا أن نذكر ان هذا المسرح وقتها لم يكن مقتصرا على توع واحد ألا وهو الكوميديا . فكان يوسف وهبي وعزيز عيد يعملان بجانب نجيب الريحاني وعلى الكسار . بجانب عروض المسرح الغنائي لمنيرة المهدية وصالح عبد الحي .. الخ

بل ان مسرح التليفزين الشهير الذي يتغنى به الكل الان . كان في الأساس من أجل هدف الربحية وعدم الخسارة . فكان وقتها يجب ان يكون هناك اشغالا لساعات البث التلفزيوني . والبرامج وقتها كانت تكلف مالا كثيرا .. كما ان الدراما التلفيونية لم تكن بنفس اليسر حيث كان الخطأ يستوجي إعادة كل العمل من جديد . فمن هم القادورن على تقديم عملا دراميا لمدة ساع7تين او ثلاث دون توقف؟. هم المسرحيون بالطبع . فكان مسرح التليفزيون الي شغل ساعات البث وضمن نجاحا لهذا التليفزيون عن طريق التفاف الناس حوله.

ولكن كان التحول الأول لتقديم نوعا من المسرح التجاري لا ينطبق عليه كلية وصف ( المسرح) في منتصف سبعينات القرن الماضي . حيث ارتفعت أسعار البترول أعقاب حرب اكتوبر . وتوافد السائح العربي الذي كان ينشد المتعة على الأراضي المصرية . فتسابق البعض في تقديم عروضا مسرحية اندرجت تحت اسم مسرح ( البترودولار) . كا شرط نجاحها الأول وحود بعض النجوم مع بعض الملابس المثيرة للفنانات المشاركات . وقدر كبير من التفاهة التي تجلب كوميديا لفظية ؛ حتى ان كانت تتعارض مع القيم والعادات التي يتشدق بها الفنانون والمتفرجون على حد سواء . كما ان سياسة الانفتاح في هذه المرحلة دفعت بأبناء الطبقة المتوسطة بعيدا عن مشاهدة المسرح عموما لا هذا النوع فقط . وطردت البقية الباقية من جمهور المسرح الجاد بنوعيه التراجيدي والكوميدي بمحاولة بعض فرق الدولة ان تحذو حذو مسرح البترو دولار .. فخرجت محاولات ممسوخة لا تنتمي للتفاهة الواجبة ولا الجدية المأمولة.

وللكن يجب ان نذكر أن هناك فرقا خاصة حاولت أن تصمد امام هذا الاتجاه ومنها فرقة الفنانين المتحدين وفرقة مسرح الفن . مع أن هناك عرضين قدمتهما فرقة المتحدين في نظري كانتا هم الطليعة لحالة التردي في منظومة القيم المصرية . وهما مدرسة المشاغبين والعيال كبرت . وربما فتحتا بابا كبيرا للخروج من هذه المنظومة التي يتباكى الكل عليها الان.

ولكن مع زيادة الثقافة الترفيهية لمتفرج البترو دولار ؛ لم يعد يقبل على تلك العروض . بل لم يعد يحضر لمصر أساسا . وطالت رحلاتة الترفيهية لأوربا أو جزر المحيطات . حيث لا يقتصر الترفيه على صورة أو مجسد أمامه ؛ لمن يبحث عن هذا النوع من . وكانوا كثر للأسف.

كما أن دخول المحطات الفضائية الخاصة وشبكات الانترنت حيز الخدمة ساعد أيضا على هذا الهروب ؛ ونظرة منك للكثير من هذه القنوات تجدها قد تعاملت بنفس اسلوب مسرح البترو دولار السابق . لذا فلم يعد مهما الذهاب للمسرح ولاحتى الإتيان لمصر للاستمتاع بما كان يقدم سابقا.

فانسحبت هذه الفرق الخاصة وأصبح نجومها إما مقدمين للبرامج أو ضيوفا دائمين في تلك المحطات . وتقريبا بقي جلال الشرقاوي ومسرح الفن وحيدا يحاول ان يحافظ على تلك المعادلة بتقديم مايرضى عنه الجمهور الذي يقدر ان يدقع ثمن المشاهدة لضرورة اعتماده على النجم الذي ارتفع سعره مهما كان صديقا او تلميذا.

ومع بداية العقد الثاني من الألفية الجديدة اتجه بعض الفنانين وأصحاب الفرق لمحاولة استغلال النجاح التليفزني . سواء في البرامج؛ أو حتى تقليدا لبعض ماتقدمه تلك القنوات وتطلق عليه اسم المسرح جورا وعدوانا.

ومع تنامي ظاهرة ساقي التو توك المتمثلة في بعض الصبية الذين يجنون في اليوم الواحد أكثر مايجنيه وكيل وزارة في أحد الوزارات الخدمية الخاصة بمنظومة الحكم المحلي . مع الوصع في الاعتبار انهم أي سائقي التوك توك . كلهم تقريبا من المتسربين من العملية التعليمية . هذا من جانب الصبية. اما من جانب من يكبرونهم في العمر يقومون بهذه المهمة , فأغلبهم من كانوا من أصحاب المهن والحرف ,, ولكنهم تركوا عملهم الانتاج ينتيجة قلة العائد من وراءه مقارنة بما يحصل عليه سائق التو توك .

علاوة على المنتفعين بفساد النظام الاقتثادي المصري المتمثل في كثير من الشخصيات التي تطلق على نفسها صفة رجال الأعمال وهم في الأصل مجرد سماسرة . يروجون لبضائعم المستوردة ولو على حساب قتل صناعة مصرية . فلم نسمع عن واحد منهم حاول ان يصنع سيارة مصرية أو حتى هاتف محمول مصري. بل الكل كمستورد حتى في اجهزة الخدمات . فاتابعين لهذه الفئات ومن يعملون معهم نتيجة أشياء كثيرة لا يعرفون عن المسرح سوى ماتقدمه بعض الشاشات . ولم يتعرفوا على الوجه الحقيقي منه .

هذا هو الجمهور المستهدف في ظني لبعض العروض المسرحية التي خرجت في الفترة الأخيرة , فقد شاهدت أحد هذه العروض في الأسكندرية العام الماضي . وإذا كنت أعترف ان ظاهرة العري قد اختفت من هذا العرض . ولكن بقية مكونات الطبخة كما هي . لا احترام لنص لعرض لأنه في الأساس لا نص . وإنما هو إطار خارجي سمح لبعض الممثلين وخاصة من يقوم بدور البطولة ان يلقي النكات على خلق الله امامه . بأسلوب أقل قليلا من الاستاند أب كوميدي . كما انه نتيجة معرفتي ببعض العاملين عرفت ان مشاهدهم نتيجة مجهودهم الخاص . أي هو موقف كوميدي مستجلب على العرض . ومادامت لا توجد أي حتمية أو مسار درامي في العمل . فكله عند العرب مسرح .

وأعتقد انه لا يمكن ان تحكم ان هناك اتجاها عاما لشيء ما دون أن يكون في مقدرة الجميع . فلا يمكن أن تحدثني عن اتجاه مسرحي دون ألأن يكون الجميع قادرون على الاستمتاع به . وأعتقد ان ثمن تذكرة المشاهدة لتلك العروض التي يقدمها القطاع الخاص في تلك الفترة . ربما تجعلنا نتخوف من أنه مرادف آخر لمسرح البترو دولار .

وإن كنت أعتقد ان بزوع المسرح المصري عامة بما يحويه من روافد منها المسرح التجاري او مسرح القطاع الخاص .. لهو مرهون بأن تكون هناك نية خالصة لزرع الثقافة بمعناها العام . بحيث يبدأ الأمر من المرحلة التعليمية ذاتها وأن تكون مواكبة للعصر والمأمول منها . كما أنه في اللحطو الراهنة يجب النظر للمسرح المدرسي بنظرة تخرج عن كونه نشاطا ليوم واحد من أجل التسابق وأن يسمح للطلاب بمشاهدة عروضهم فليس من المعقول ان تقدك كلية قوامها اكثر من عشرى الاف طالب عرضا مسرحيا ليلة واحدة في مسرح لا يتسع لأكثر من أربع مئة شخص .

وإذا كانت هناك نية مخلصة لمحاولة مساعدة مسرح القطاع الخاص الجاد الذي يتلازم فيه كل انواع المسرح المحترم دون وقفه على نوع واحد فقط . فربما يجب الالتفات لتلك المحاولات التي تقوم بها بعض الفرق الشبابية المستقلة ( لا أقصد الفرق التي كانت وتكلست منذ أكثر من عشرين عاما تحت هذا المسمى وأصبح كل همها الحصول على الدعم) التي تستأجر بعض المسارح لمدة معينة وتقدم عروضها لجمهورها يتذكرة لا تتعدي العشر جنيهات في الأغلب . وتحقق نجاحا ولاتخرج خاسرة .

كيفية التعاون او تنظيم كيان يساعدهم ربما يحتاج لحيث آخر . ولكن في النهاية أعتقد انه لا يمكن وجود مايسمة بالمسرح التجاري المصري او مسرح القطاع المصري الجاد دون الأخذ في الاعتبار كل الظروف التي تساعد على ذلك تعليميا وثقافيا واقتصاديا . وأن لم يكن فسيكون مجرد تكرار لسبعينات القرن العشرين وليس امتدادا لاأواهر القرن التاسع عشر وصولا لستينات القرن العشرين



   نشر في 14 يناير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا