تصريحات حماس الأخيرة (دراسة نقدية للعقلية العربية)
مباركة إسرائيل للعرب بالمولد النبوي
نشر في 24 ديسمبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تشكل هذه الصورة ضربة قاضية، حرة ومباشرة لأمة المليار ونصف المليار ودليل واضحا على سذاجتنا وضحالتنا الفكرية.
لا أظن أنه يوجد يهودي واحد إعترض على هذه الصورة، وأيضا لا أظن أن عموم اليهود يعترضون على قتل الفلسطينيين في الشوارع.
هنا يتضح معنى الذكاء السياسي والإجتماعي لدى اليهود الذي لا نملكه ولن نملكه قريبا. كما ظهر جهلنا السياسي وقلة وعينا في ردود الأفعال على تصريحات حماس الأخيرة.
في الواقع -بعيدا عن دغدغة المشاعر- اليهود مجموعة من الناس خططوا، وعملو، وإجتهدوا، وأتقنو عملهم لذلك إستطاعوا أن يحتلوا ارض فلسطين نتيجة لتخطيطهم وعملهم الدؤوب لما يزيد عن المئة عام، وإستطاعت نخبهم أيضا إنتاج مجتمع واعٍ ومتحضر قادر على أن يحصل على ربع جوائز نوبل العالمية من غير أن يكون لهم ماض طويل أو تاريخ مليء بالإنجازات أو الحضارة.
أما نحن فقد كنا ومازلنا على مدى المئة عام الماضية مشغولين بفتاوى التكفير ومحاربة كل ما هو جديد و كنا مشغولين بقتل بعضنا البعض وحرمان المرأة من حقوقها ونحوها من الأمور المشينة والمخزية. وعلى صعيد آخر فقد كان الواقع العربي (داخل فلسطين وخارجها) قبل الإحتلال كان وضعا مزريا لأمة متخلفة لا تحوي أي مثقفين أو متعلمين حيث كانت نسبة الأميين في العالم العربي عام 1970 أي بعد عقدين من الإحتلال تشكل 70% من السكان (1). حين كان الغرب قد أنهى نقاش النظرية النسبية، وميكانيكا الكم، والتطور ونحوها من الأمور العلمية والمباحث الفلسفية، وأيضا كانوا قد أنهوا النقاش في مجال حقوق الإنسان الذي سبقونا به بسنين ضوئية، ثم ذهبوا يعلمونا أهمية الحرية ومنعونا من إستعباد بعضنا البعض.
ولكن إحقاق للحق فقد برعنا...
برعنا في إنتاج فوهات مدافع بشرية قادرة على الخطابة والصراخ و إلقاء الشعارات الرنانة والحقيقة أننا نبرع في هذا لذلك نتيجة لبراعتنا جمعنا حولنا مجموعة كبيرة من الناس يؤومنون بقضيتنا ولكن غير قادرين على التفكير أو التغيير.
لأن التغيير لا يأتي بالأماني، ولا بالوعود، ولا حتى بإستقراء النصوص.
الخلاصة أن رد فعل العرب عموما، ومناصرين حماس بالتحديد بعد تصريحاتهم اتجاه إيران وحزب الله مضحك ومبكي، حيث نرى إستنكارا شديدا، وتفذلكا رهيبا، وتأولا عجيبا، وعرضا لقيم مطلقة ومثل عليا في اللعبة السياسية حين أن السياسة لا تعرف الثوابت ولا المثل عليا، لذلك على الأمة ان تترك هذا التفكير الأفلاطوني وتعيد تقليب أوراقها وتغير أسلوبها الفكري.
وإلا فلن نسترجع فلسطين وقد نخسر مزيدا من الأراضي المقدسة فضلا عن الارواح البريئة.
فهذا العالم يسير وقف قوانين طبيعية وإجتماعية (من جد وجد ومن زرع حصد). فلو قررت دولة في أقصى الجنوب أن تحتل دولة في أقصى الشمال ثم خططت وعملت وفق خطة تضمن لها الوصول للهدف ستصل.
ملاحظة: هذا المقال لايؤيد ولا يعارض التصريحات الأخيرة ولكن يسلط الضوء على طريقة التفكير فقط.
المراجع
1- http://www.bbc.com/arabic/interactivity/2013/09/130910_comments_illiteracy_arabs
-
أحمد رشيدطالب هندسة مهتم بالشأن العام والعلوم عموما.