فقدان من نوع آخر.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فقدان من نوع آخر..

  نشر في 22 فبراير 2017 .


نعيش جمال الحياة، نؤمن بوجودنا القوي..نلامس النجوم فرحا ، نعانق القمر سعادة، ترتجف أيدينا من الحيرة ؛ هل نرقص على نغمات السعادة التعيسة؟ أم نترك آلامنا لأنفسنا؟

بحثت مرارا وتكرارا على ما سيفسرلي مفهوم الألم، بعيدا على المفاهيم المتداولة  ..ولم أجد نتيجة منطقية يصل اليها تفكيري ، كألم الفقدان.

نعيش ألم الفقدان أيضا، لا أتحدث على فقدان الأم والأب ولا الحبيب لأنه وإن كان ، فهو قدر ينبغي معايشته وتقبله ..لكن؟ يحدث ونفقد أنفسنا، أرواحنا، ملاذنا الدائم، يصبح وجودنا شبيها بغيابه، تتعب أنفاسنا منّا، ونتعب نحن من أنفسنا .. نتخبط ونتخبط دون جدوى..

في صباح كباقي الصباحات الأخرى، قمت غريبة الروح، لا أعرف نفسي بعد ساعات من نوم استغفلني فقادني الى مكان لست فيه ..غير قادرة على تمييزي ولا على الجزم في حالتي تلك، جلست مع نفسي وحدثتها ..فتفاجئت بأنها تبتعد عني شيئا فشيئا ، ليست نفسي التي أحب الحديث معها..كدت أن أفقدها ، كانت في الحافة القريبة من السقوط مني .فكيف؟ كيف لي العيش دوني ؟ دون نفسي حبيبتي ؟ وماذا جرى لي ؟

تخبطت مرة أخرى، وأنا أبحث على السبب.. سألت جيران نفسي، إن كنت قد قمت بتصرف لم يلق بي .. فجعلني أبتعد عني... وجدتني أخيرا ، تائهة بين طرقات لا علاقة لي بها، تخليت عني وأنا أحاول التمسك بالفراغ دون شعور طبعا.. لكنني تخليت.

يقولون ، أن فقدان شخص عزيز هو أقسى شعور قد تشعر به في حياتك، لكن؟ هل جربت فقدان روحك؟

أن ترى روحك تلوح لك بعيدا وتودعك من قطار غير مسموح له العودة الى الوراء، أن تضع يدك على قلبك ولا تستطيع الوصول الى نبضات قلبك ولا الى صوتها .. تنزف دما وأنت تحاول استشعار دقات قلبك لآخر مرة ، أن تجد نفسك ضائعا بين الموجود وعدمه.. تكون أنت وغير أنت .

يقولون، أن هذا الألم ناتج عن تراكم الجروح الغير ملتئمة ؛ الأجزاء التي نتكون منها.. يعني أنه أمر عادي..يمر مع مرور الوقت ، ونتعاد عليه كاعتيادنا على مذاق الدواء المُر..

ويقولون، أن ما بعد الفقدان من أصعب الحالات النفسية، وأن الفاقد يعيش مراحل غير متوازية ، والتي شغلت بدورها بال العديد من المحللين النفسيين .. في حين تجدهم غير مهتمين بفقدان الروح والنفس، يصفونها كنموذج بارز لمرض الإكتئاب الذي أؤمن بعدم وجوده أصلا.

نعلم، أن الله لا يحرمنا من شيء الا ويعوضنا بشيء آخر أفضل منه، اذن لا بد من أن يكون إيماننا قوياّ لمجابهة هذا الأمر ، لكن؟ إن فقدت نفسك بنفسك هل ستُعوّض بنفس أخرى أفضل منها ؟ ستبني علاقة جديدة مع روح جديدة؟

أم ستترك الأمر للحظ و القدر ، كما نفعل دائما ؟

غالبا ما نعيش أمورا ثقيلة، تجعلنا نسأم من الحياة ، نتبع ما ليس لنا ونسعى اليه بكل قوانا ، نلجأ لأحلام ليست لنا فقط لكي نكون أسيادا على من يلعبون دور الأسياد في واقعنا الجميل ، نعيش القلق في كل لحظة.. قلق الفقدان، قلق الإبتعاد ، قلق الإختيار ، حتى قلق التمني، أصبحنا غير قادرين على التمني ولا المشي وفق اختياراتنا ، فنحن مجبورين على الإقتراب و مجبورين على الإبتعاد.. نبتسم لدقيقة ونبكي لدقيقتين لتخطي خوف الفرح...

كلها أمور ، تؤثر علينا .. تفقدنا أنفسنا ، لماذا لا نعيش الطبيعي؟ نعيش اللحظة غير منتظرين ماسيأتي مع اللحظة المقبلة..


إياك وفقدانك ، أرجوك .


  • 3

   نشر في 22 فبراير 2017 .

التعليقات

Jinan منذ 7 سنة
الخسارة الحقيقية بحق .. ليست بخسارة أنفسنا لبرهة من زمن أرتدى ثوب المعاناة
وقد يخلعه في أي لحظة .،
المصيبة العظمى ..في أن نبيع أنفسنا بذواتنا المحطمة الى سوق اللحظات اليائسة
والحزن الباخس فيشترينا بأدنى الأسعار ..
يستذاد من أجسادنا التي تهرم من أنيابه
وتنزف من طعناته ..

حقيقة مؤلمة تتصدر الصدارة في المرارة ..
0
Jinan منذ 7 سنة
السلام عليكم :
الخسارة الحقيقية بحق .. ليست بخسارة أنفسنا لبرهة من زمن أرتدى ثوب المعاناة
وقد يخلعه في أي لحظة .،
المصيبة العظمى ..في أن نبيع أنفسنا بذواتنا المحطمة الى سوق اللحظات اليائسة
والحزن الباخس فيشترينا بأدنى الأسعار ..
يستذاد من أجسادنا التي تهرم من أنيابه
وتنزف من طعناته ..

حقيقة مؤلمة تتصدر الصدارة في المرارة ..
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا