أي قلب كقلبي المدرب على الإحتراق والفراق والمشاعر المخيبة المعتقة، تتوه منا تفاصيلنا، فكيف لا تتوه أيام الشجو والإحتراق؛ لكن صراعنا دوماً كان صرف اليوم الأول للخيبات، للفراق، للإحتراق وللهزيمة، لنخبرنا أن كل شيء فيما بعد سيكون بخير، لكنه الوصب الأقصى.
لم يصلني الجنون أو الذهان بعد، كما لم أكتب الكلمات التي يمكنني استخدامها فاليوم التالي مثلاً، عوضاً عن سكوني، لم أقم بإعداد قائمة لها. لقد أستغرق الأمر ما يزيد عن أعوام كثيرة متقافزة أو عمر، لجعلي أدرك أنني أينما شجوت يتلقفني الله وحصنه لا أحد، لتتفرق الأفكار من عناقيدها، لأعلم أنني يمكنني وسط هذا القدر من الإختناق البكاء أخيراً بعدما تناسيت كيفية حدوثه، هاربة بعيناي الشغوفة للضحك محدقة بالسقف.
نغادر للتكور في كنف فراشنا حينما يغادر العالم للنوم في وضع أفقي، لتغزونا أطياف ذكرانا العزيزة، مجاهدين لدفع لعابنا لإبتلاع تلك الطوبة الملتوية فالقلب، ذلك من يأبى أن يتغدق لنستطيع قذفها وهضمها، يلازمنا الإحتراق والحب متشبثا أبداً، كيف لنا أن نتمكن من خنقه بين قبضتنا لنتساءله، كيف يمكن أن نتعافى؟
-
Marwa Al Tarhoniمروى بالنور المهدوي