محبة النبي يا سيدي لا تحتاج إلى شيخ على منبرَ ولا موالدَ ودفوفٍ وأناشيدَ حتى الصباح..
والمحبة يا سيدي ليست سباقاً في حفظ ابيات المديح ولا هزاً ولا قفزاً ولا حِلَقاً للمُريدين ..
محبة النبي كانت ولا زالت أن تؤمن برسالته، بطموحه، برغبته في انتشال مجتمعه من السبات والرجعية ..
أن تؤمن بمعجزاته؛ لا تلك التي سمعتها يوم كنت طفلاً فلست ذاك الطفل بعد ..
بل تلك التي تخاطب عقلك الواعي وتنقُلُ روحك الميتة إلى عالم الأحياء..
يوم ولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدث شيء استثنائي قط .. لم تخمد نار المجوس ولم ينكسر عرش قيصر ولم تسقط الاصنام حول الكعبة ..
ولو كانت تلك معجزتَهُ لجاز أن تُنسبَ لغيره ولكل من ولد في يومه ذاك ..
لكن النبي لم يفتخر بأي من ذلك قط .. ولم يفتخر بأن الماء يخرج من بين أصابعه .. ولم يفتخر بأن الرمال تصيب أعداءه..
إنما كان قوله دائماً ((إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد في المدينة))
لأن معجزته في العقل والفكر .. لا في عرش كسرى وقيصر..
-
محمد بكريأكتب لي، لنفسي، لذاتي ولروحي، ثم لكم.