البيك بوك - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

البيك بوك

ما نقصة صدقة من مال

  نشر في 02 يناير 2016 .


البيك هو مطعم شهير في السعودية بدايته كانت في مدينة جده ثم انتشر في محافظات كثيرة في المملكة وأصبح من عادات الحجاج والمعتمرين في مكة والمدينة، تميز بمذاقه الطيب وسعره المتناسب مع الجميع فضلاً عن الخدمة السريعة والمتميزة من طاقم عمل يمتاز بالجودة، يقدم بروستد دجاج مقلية بخلطة من التواب التي أجلبت له المذاق الجميل

عندما ذهبت إليه أول مرة أزعجني الزحام الشديد ولكن بعد دقائق وجدت سرعة كبيرة في إنجاز الطابور بعد تنازل عداد الأرقام باللوحة المعلقة في مدخل المطعم، وفي مرات آخري جلست أنا وأصدقائي في الدور العلوي فوجدت خدمة مريحة جدا من قبل العاملين وتنظيف المكان باستمرار بعد خلو كل طاولة من الطعام فعلمت أنه ليس من فراغ أن يحصل على شهادة الايزو

كان من العجيب كل هذا الزحام الشديد الذي لم أجده في أي مطعم قط ذهبت إليه أو يأخذ شهرة بهذا الازدحام مع هذا السعر المتواضع والخدمة العالية، فضلا عن حجاج بيت الله والمعتمرين وكأنه من طقوس العمرة الذهاب بعد الانتهاء منها إلى أقرب فرع لمطعم البيك وأخذ وجبتك المفضلة، وبعد فترة كبيرة عرفت أن صاحب المحل يخرج عن كل واجبة من وجبات البيك ريال وقف للصدقة للجمعيات الخيرية وغيرها، ثم توفى صاحب المطعم رحمه الله، فما كان من أبناءه إلا أن يكونوا أكثر عطاءً فأخرجوا عن كل وجبة ريالان

كانت هذه الصدقة لها فضل كبير في مضاعفة المال وفي الحديث ما نقصت صدقة من مال، فماذا يحدث لو فعل كل التجار هذا الفعل أو كل صاحب منتج من المنتجات أخرج عليه صدقة،

تجد بعض من التجار وأصحاب الأموال يخشون كثيرًا على نقص أموالهم بطريقة مبالغ فيها، وهذا من حرصهم الزائد على الدنيا التي يجهلون حقيقتها، والقليل منهم هو الذي ينفق مما أعطاه الله وهم الأذكياء الذين يعلمون أنهم يتاجرون مع الله الذي يضاعف الأجر في الدنيا والآخرة

قد تجد شخص يخبرك أن الموضوع ليس له علاقة بالصدقة وإنما هو جودة المنتج وسعره هو الذي يحدد كمية المبيعات ولو فكر قليلاً لوجد أن ملايين المطاعم تقدم وجبات جيدة جدا مع أسعار معقولة ولكن لا تبلغ كمية المبيعات مثل مبيعات البيك ولا انتشار الفروع الملاحظ، ستجد أن بالفعل هناك شيء مختلف ألا وهو البركة التي كانت نتيجة طبيعية لكل هذا المجهود من العاملين وغيرهم وتطهير كل ذلك بالصدقة المتبعة مع كل وجبة

لن ينسى التاريخ أبدًا حاتم الطائي وكرمه المشهود الذي قيل عنه أنه كان يذبح كل يومًا عشرة من الإبل ويوزعها على الناس وحتى عندما اشتد الدأب والجوع في أوصال الناس في عام مجاعة فما منه إلا أن قام بذبح فرسه وأجج نارًا وأطعم الجائعون

الكثير من الصحابة أنفقوا جميع أموالهم على الإسلام وهم فرحين بذلك ولا يريدون إلا رضا الله وإتباع حبيبه، فالآن حالة من البخل المتبع بين الكثير من الناس وبالأخص الذي يملك المال والعجب أنه لا يعرف مقدار أمواله ويخشى النقصان ويخاف الإنفاق وكلما يزداد مالاً يزداد بخلاً

الخلاصة فيما يفهم حقيقة الدنيا وحقيقة البلاء فكيف يستغل ذلك أصحاب الأموال بحيث يبقى هذا المال صدقات جارية لهم بعد مماتهم، وفي نفس الوقت تحل البركة على أموالهم ويستفيد من ذلك هو وأبنائه فبادروا بالكرم فالله أكرم

وإلى لقاء آخر بإذن الله

مؤمن محمد صلاح

https://www.facebook.com/pro.momenms

Momenms@Gmail.com



   نشر في 02 يناير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا