العرب ولعنة الاشاعة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

العرب ولعنة الاشاعة

العرب ولعنة المفاجآت

  نشر في 14 يونيو 2017 .

العرب ولعنة الاشاعة

هيام ضمرة

"إن لم تستحي فافعل ما شئت".. إنما العرب لا يبدو أنهم ممن يستحون وهم يمارسون ذات اللعبة الاستفزازية التي تستخف بعقل كل العرب فيما ينتظرون سقوط حاكم وانهيار حكمه ليسارعوا على استلال أدوات حفرهم بجذوره وأصوله ليكشفوا المستور ويطلعونا على نتائج حفرياتهم المتأخرة، وإذا بهم وبقدرة قادر ينزل عليهم الوحي ليمنحهم السر الأكبر والخبطة النادرة في الاكتشاف، وإذا هذا الحاكم الواقع تحت سوط المحاسبة والمساءلة يتحول بقدرة قادر تحت المجهر العجيب ليتم اكتشاف أنه صاحب أصول يهودية، بل ويتم جلب صور شخصية لوالديه وأخواله وأعمامه وجدوده وأنسبائه وإذا بهم يهود منشقون من صدر يهودي حتى النخاع، ومختوم على مؤخرتهم ختم يهوديتهم بلا أي التباس

بالأمس القريب كان وقع بمثل هذا الفخ الرئيس الليبي معمر القذافي الذي اتهم أنه ابن لوالدين يهوديين إنما تربى في حضن زوج أمه الثاني المسلم اليهودية.. هكذا وصلتنا القصة بعد سقوط معمر القذافي بالطبع.

وبعده خرجت إلينا قصة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أنه ابن اليهودية المغربية الجميلة وخالته الاسرائيلية التي تحدثت عبر الفضائية الاسرائيلية عن سعادتها بابن أختها اليهودية الذي أصبح رئيسا لأكبر دولة عربية، وقبلها.. تناولوا بعض الأسر الحاكمة بالخليج ونسبوهم لأسر ذات أصل يهودي، بل وامتد الحال إلى والدة الملك الأردني البريطانية طليقة المغفور له الملك حسين

واليوم جاءنا من استفزه مشروع التنقيب في أصول آل ثاني أو هو تعثر بالوثيقة المفاجأة، ليعثر لنا في هذا التوقيت العجيب الذي تقاطع فيه غالبية الدول العربية والآسيوية دولة قطر على خلفية مشاكل أمنية ومالية، ليعثر على وثيقة تعود إلى زمن السلطان محمد الفاتح من آل عثمان في مكتبة المتحف الوطني التركي باسطنبول، الوثيقة تحمل الرقم 754/er تتحدث عن الجارية السبية البولندية اليهودية هيلينا مكارت ابنة التسعة عشرة ربيعا المقربة من السلطان محمد الفاتح آنذاك، واعجاب الضيف الخليجي حصين آل خليفه بها والذي حرضها على الهرب معه لتبوء العملية بالفشل، لكن السلطان قرر أن يزوجه بها رحمة بقلب المتيم فاشترط عليه أن يخطبها من أهلها في بولندا حيث يعمل والدها في مزرعة للخنازير (انتبهوا رغم تحريم الخنزير على اليهود في سفر اللاويين 11: 1-8 هذه الحيوانات لا تأكلوها الخنزير هو نجس لكم من لحمها لا تأكلوا وجثتها لا تلمسوا).. فاشترطوا عليه أيضا الدخول في دينهم وأدخلوا عليه ابنتهم عارية لغوايته فوقع منها بالمحظور وتقول الوثيقة أنه أنجب من ابنتهم اربعة أبناء ذكور أصبحوا رجالا وتزوجوا من يهوديات ثم سافروا مع والدهم إلى حيث حدثهم عن بلاده وعن كثرة أملاكه فيها(يعني أنه انتظر ربع قرن على أقل تقدير)، فاختار اثنان الاستقرار بفلسطين خلال مرورهما بها وكانت قبلة البلدان، واثنان وصلا إلى قطر وتكاثرا فيها، وبدلا كنيتهما من آل خليفة إلى آل ثاني بناء على نصيحة الحاخام في بولندا قبيل رحيلهم وهي تعني عمال الزريبة بالبولندية.. انكشف أمرهم لشيخ آل مره وكادت تحصل بينهما حرب لولا أن أقنعوه بتزويجه أجمل بناتهم، لكن خيانتها له جعله يقتلها ويلقي بجثتها للكلاب مما أدخلتهم الحادثة بحرب انتهت بفوز آل ثاني.

يتحدث الباحث المكتشف للوثيقة عن اختفاء هذه الوثيقة بعد ذلك مقابل شيك مفتوح قدم من الشيخ تميم نفسه للحكومة التركية بعد أن وصله أمرها (لست أدري كيف لم يوثق الباحث هذه الوثيقة بآلة التصوير أو بكاميرا الهاتف الخاص به وهو يدرك قيمة اكتشافه وخطورة ما اكتشف)... فهل ينتهي إلى هنا السيناريو؟

ولنا أن نتساءل من التالي من حكام العرب الذي سينكشف أمره لاحقا والمسلسل الأمريكي تستمر حلقاته بالشكل التدريجي وعلى مدى طويل غير قابل للانتهاء على شاكلة المسلسلات الأمريكية اللا نهائية

وبعد يا عرب.. هل نحن نعيش حالة الاستغباء أم الغباء.. الاستغفال أم الغفلة.. هل نحن أمة لا يليق بها إلا أن تكون مستخف بها إلى أقصى درجة، ومستغلة إلى أدنى مرحلة.. هل هي البساطة أم هو الغباء ما يوصف به حالنا ومحتالنا، هل حقا تغلغل اليهود في جسمنا العربي فاحتلوا منا الرؤوس والعقول ومحركات القرار إضافة لاحتلالهم وطننا السليب، أم هم المتلاعبون بعقولنا يؤرجحونا في الفراغ لنشاهد ما هو ثابت على أنه متحرك فنتوهم ما ليس حقيقي؟؟

نعيش الضياع بكل معنى الكلمة، وعشقنا للفضول والاشاعة لم يضف إلينا أي شيء يُذكر، فنحن أمة لا تتعلم وإن تعلمت لا تفهم ما تتعلمه، وإن التقطت الحقيقة سرعان ما تضيع منها في بيداء الجهالة، عجيب أمرنا وعجيب اهتمامنا بما ليس مهم أو بما هو ثانوي أو يأتي الاهتمام بغير وقته المفروض.. أمة الضياع تسير قدما نحو الضياع، ننبش الاشاعة بفرح عجيب ولا ننبش في عقولنا لندرك استخلاصات الأحداث التاريخية المفرودة بين أدينا، عقولنا كالمعلقة في مهب الريح تتلاعب بها أدنى نسمة.. فإلى متى نعيش كالغرقى لا يظهر منا إلا عيون مذهولة لم يعد بوسعها حتى طلب النجاة؟!


  • 2

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 14 يونيو 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا