كتابات نسوية من كازاخستان
بقلم: شيلي فيروثر-فيجا و زاوري باتاييفا
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو
تعتبر كازاخستان ثاني أكبر دولة تنبثق من تقسيم الاتحاد السوفييتي بعد روسيا ولكن تأثيرها على الأدب العالمي لم يرتقي لحجمها الجغرافي
غاب التدوين إلى حد بعيد عن تقليدها الشفهي الثر في قص الحكايا خارج إطار اللغة الروسية و الكازاخية. وعندما نأخذ بعين الاعتبار حداثة عهد تلك المنطقة بالاستقلال إثر عقود طويلة من الاستعمار — المنغولي والروسي والسوفيتي- نبدأ بتفهم عدم ظهور هوية أدبية كازاخية محددة ومنفصلة خارج إطار هذه التأثيرات المتداخلة. وجل ما تفتخر به كازاخستان ينسب للروس أو العثمانيين أو المغول أو الفرس
لم تحظى كتابات الشعراء والروائيين الذين سطروا إبداعاتهم ضمن حدود الواقعية الاشتراكية الكازاخية خلال الحقبة السوفيتية باهتمام كبير في الخارج
لم يحدث التدفق المفاجئ للكتب الممنوعة والأدب المترجم خلال سنوات البيروسترويكا والجلاسنوست تحولاً مرتجى في الأدب الكازاخي وإن إلى حين. بدأ مؤخراً شعور أكبر من الحرية الفنية بالارتشاح في ثنايا كتابات الشعراء والروائيين الكازاخ
يصعب العثور على مثل الكتابات الحديثة وخاصة باللغة الإنجليزية
نحاول هنا إبتداء ذلك النوع من العمل بنشر مقاطع من قصتين قصيرتين (روايتين قصيرتين إلى حد ما)ومقالة لكاتبات معاصرات تخطين حدود الواقعية الاشتراكية . تمتلك القصص مباحث متماثلة ولكنها كتبت بأساليب مختلفة. ونأمل أن تقدم إضاءة مفيدة لما يشغل الكتابات النسوية الكازاخية اليوم
تعتبر رواية ايجول كيميلباييفا الصغيرة “ المربية” معلماً على الطريق
فهي أول عمل روائي نسوي يتخاصم مع أعراف الواقعية الاشتراكية الكازاخية
تمثل” المربية” شبه سيرة ذاتية لطالبة كازاخية تدرس الأدب الروسي وتحاول العيش في موسكو في الأشهر التالية لإنهيار الإتحاد السوفيتي
وتقدم بطلة من نوع جديد: فتاة شابة انطوائية حائرة تكمن قوتها الوحيدة في موروثها الثقافي المتنوع الذي يغطي الأدب الروسي والدين الإسلامي والثقافة الفولكلورية الكازاخية
تدين رواية زاوري باتاييفا “المدرسة” بنجاحها لسابقتها وتعرض أشهراً محمومة في حياة فتاة كازاخية أخرى تحاول العيش في عالم ما بعد الاتحاد السوفييتي. ولكنها تختلف كثيراً عن” المربية” من حيث الأسلوب
مقتضبة ومجردة وتتبع خطى الراوية. وتقتحم القصة إيالات موضوعية جديدة تلامس المكانة المتدنية للغة الكازاخية بين النخبة الناطقة بالروسية والتشوش الرومانسي لجيل الجلاسنوست والفساد المستشري في نظام البلاد التعليمي
تبدو “البسكيمبير” لزيرا ناورزييفا كعمل قصصي ولكن المؤلفة تؤكد لنا أن المرأة العجوز المذكورة في القصة شخصية واقعية. وهنا نعرض لمقدمة العمل. وتتحدث بقية المقالة عن صور موجزة تمنح القراء إضاءة غير مسبوقة للعلاقات بين الأجيال التي تشكل حيوات الكثير من العائلات في الما اتا أواخر الحقبة السوفييتية( علاقات تعتقد المؤلفة أنها أضحت نادرة على نحو متزايد)
لكل إمرأة عجوز تاريخها الخاص وشخصيتها . وتمثل جماعياً التاريخ المتشابك للنسوة في آسيا الوسطى السوفيتية وما حدث لأولئك النسوة عند انتقالهم من الريف إلى المدينة ومن الشيوعية إلى الرأسمالية وهن يراقبن أبنائهن وأحفادهن يفعلون الشيء ذاته
لدى الكاتبات الثلاثة المذكورات هنا خبرات فذة و يخبرنا الكثير عن الثقافة والزمن الذي صاغهن شخصياً ومهنياً. ونأمل أن يستمتع القارئ بهذه النظرة إلى عالم متغير عبر وجهة نظرهن
January 2018 issue
Writing by Kazakh Women
By: Shelley Fairweather-Vega and Zaure Batayeva
-
إبراهيم عبدالله العلومهندس زراعي. مترجم.