خرج اليوم السيسي ناصحاً الشعب التونسي "ما تضيعوش بلادكم !!.
حين يعظ الشيطان .
السيسي فجأة يتقمص دور الداعية و المُصلح ؟. فيقف علي المنبر السياسي داعياً وناصحاً الإخوة في تونس ألآ يضيعوا وطنهم !. وكأن التونسيين يجهلوا مصلحة بلدهم !.
السيسي وضع الوردة الحمراء في جيب بدلته وراح يتغزل عشقاً وحباً في تونس ، فنَصب من نفسه حارساً أميناً عليها ، وكأن التونسيين اصبحوا من وجهة نظره مغيبين و أقل وطنية وحباً لتونسهم (الجميلة) منه ؟.
لكن الغريب في كلمات السيسي أنها تقريباً نفس الكلمات ذكرها السبسي حين تحدث بالأمس مطالباً الشعب التونسي بأن يكف عن ثورته ، التي ما خرجت إلا مطالبة بفرص عمل للعاطلين الذين وصلت نسبتهم إلى 15 % في الوقت الذي يقف فيه هو وحكومته عاجزين أمام إستشراء الفساد و عودة الدولة العميقة بكل مفاسدها .
هكذا وبدون أي مراسم و بروتوكولات مسبقة السبسي والسيسي التقوا وخرجوا ببيان مشترك دون أن يلتقوا !!.
وكانت كلمات بيان ختام الزيارة كالتالي .
1 - الثورة كفرا بواح !.
2 - الثورة لا تأتي إلا بالخراب !.
3 - الثورة يلتحق بها المخربين والدواعش وأصحاب الأجندات الخارجية !.
4 - نحن نحب الوطن ونعرف مصلحتكم و مصلحته أكثر منكم !.
5 - اقبلوا بنا علي علتنا وإلا البديل القتل والحرق والتخريب !.
المشكلة الكبيرة في عدم إدراك السيسي والسبسي بأنهم سبب الخراب والدمار الذي يضرب بلديهما ، حين تآمروا على ثورة الربيع العربي في مصر وتونس ، و حين استفاق الشعبين ، خرج بالأمس السبسي واليوم السيسي يتوعدا ويحذرا مرتدين اقنعة الواعظين و رسل سلام .
صحيح السبسي يداه غير ملطختان بدماء شعبه فكل جريرته أنه من الحرس القديم ورئاسته لم تقدم جديد لشعبه ، بعد ثورة عظيمة قام بها وكان يتطلع لحياة أفضل .لكنه في نفس الوقت يخشى علي ملكه ، أما السيسي فهو يرتع في بركة من الدماء والخيانة لذلك فهو يخشى على رقبته قبل ملكه .
إذاً نصيحة السيسي للشعب التونسي لا يجب أن ننظر إليها بمنأى عن المشهد المصري بل هي مكملة للصورة التي باتت عليها ميادين مصر وشوارعها الرئيسية ، حين احتلتها المدرعات والقناصة وألاف من القوات الخاصة ، مشاهد كلها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الجنرال فرائصه ترتعد من المجهول الذي ينتظره .
صحيح بين مصر وتونس الاف الأميال لكن الجنرال يدرك بأن كل تونسي يخرج ليتظاهر هناك ، بمثابة طلقة في صدره هنا ، وكلما زادت وتيرة التظاهرات هناك زادت مساحة الخوف هنا .
السيسي يدرك أن إستعادة التونسيين لبوصلة ثورتهم ستعطي ثوار يناير قبلة الحياة و الأمل في إستعادة خارطة ثورتهم التي ضَلت طريقها بإختطاف السيسي ومجموعة المماليك لها .
السيسي يدرك الإرتباط العاطفي والإجتماعي بين تونس و مصر ، فالنظام التونسي لا يختلف كثيراً عن النظام الإنقلابي في مصر .
فهناك سبسي وهنا سيسي ..
الإثنان جاءوا برعاية (حصرية) إماراتية ، التي تتزعم اللوبي العربي المتصهين في المنطقة .
النظامين تلقوا تأييد قوى دولية ترى في الإسلام السياسي خطراً عليها .
الدولة العميقة كانت حاضرة في البلدين لتلعب دوراً كبيراً في إنجاح السبسي وإنقلاب السيسي .
وبالتالي الجنرال يرى وحدة المصير بين النظامين التونسي والمصري .
السبسي أعلن حالة الطواريء في البلاد و السيسي حشد جنود ومدرعاته ونشر قوات الداخلية وعصابات المخابرات ، وبرغم كل ذلك الرجل ترتعد فرائصه وقد يكون معه حق ، لأنه يعلم أن الثورة إذا ما تشبثت بحبال النصر لن تترك رقاب أحد ستكون المقصلة حاضرة وكشوف الأسماء يحفظها الأطفال قبل الكبار .
فهل ستمر الأزمة التي جمعت بينهما علي غير موعد بسلام ، أم أنهما علي موعد للخروج من التاريخ ؟.
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...