جُرح وسطي يتكرر مشهده عبر الأزمان..الصرخي مثالا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جُرح وسطي يتكرر مشهده عبر الأزمان..الصرخي مثالا

  نشر في 27 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


لو قلبنا صفحات تأريخ الخلافة الأسلامية بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وتحديدا قبل وبعد خلافة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- لرأينا بأن الأجواء والمشاهد التي كان يعيشها المجتمع والدولة آنذاك مشحونة بالطائفية و التطرف، والتكفير، والغلو، والتعصب القبلي، والثأر، والطبقية، وانعدام القانون، والهيمنة، والتوتر الشعبي والفساد بكل أشكاله وأنواعه والجهل المطبق و المسيطر على أذهان وعقول الناس، ولايعني هذا بإن الخليفة والإمام علي -عليه السلام- كان غير عادل وغير كفوء وغير صالح أو غير قادر على قيادة الأمة وغير جدير بأدارة الخلافة، كلا والف كلا ..وإنما القضية كانت أكبر واوسع من هذا الفهم الخاطىء، أقول لاشك إن أعداء الحق في كل زمان ومكان لايريدون أن تكون حياة الناس في ظل خلافة أمام الحق أو من يمثله في أحسن الأحوال وأن لايكون العدل والقسط والأمن والآمان وروح الأخوة وثقافة التسامح والتعايش السلمي هي السائدة وهي المسيطرة على كل المساحات كون إن ماذكرناه كله لايصب في مصلحة ومنفعة أعداء الدين واعداء الإنسانية ..

ولكن مع كل هذا التوتر السياسي وتسلط علماء النفاق والضلالة وساسيو الدجل والمكر وغياب وتغييب والتظليل والتعتيم على المصلحين ، فأن الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- كان في أواخر لحظات حياته يوصي أولاده بالعطف والشفقة على قاتله -إبن ملجم - لأنه كان يعلم إنه اذا ترك الأمر بيد الناس فستكون الأوضاع أكثر سوءًا بسبب ردود فعلهم تجاه قتل امامهم ووليهم ولكن ومن أجل المصلحة العامة وحفاظا على أرواح الناس وحتى لاتراق الدماء بسبب مقتله -سلام الله عليه- استخدم وسطيته وإنسانيته لدفع المخاطر والمهالك وللحفاظ على الأسلام والمسلمين ، وهذه هي الوسطية الحقيقية الجوهرية التي نبحث عنها ، لا تلك الوسطية الوهمية التي يتبجح بها وعاظ السلاطين، خوفاً وطمعا والذين يتماشون مع ردود أفعال الناس الطائفية واشعال نار الفتنة ًبين المسلمين، وكما رأينا ولمسنا هذا مع هؤلاء علماء الأمة ووعاظ السلطة الذين كانت فتاواهم نار وسعير وقتل وهلاك العباد والبلاد و أحرقت الأخضر واليابس وأوصلت الأمة الى المصير المجهول والى السفال والى الحضيض، وهذه خلاف الوسطية التي أسس لها ممثل الأمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- المرجع والأستاذ المحقق الصرخي الحسني -دام توفيقه- فالبلد كان يغرق في فوضى الطائفية والإقتتال الاهلي والدماء تسفك والارواح تزهق والحرمات تنتهك ومع كل هذا فانه قال : [ نمد اليكم يد المحبة والسلام والوئام، يد الرحمة ،يد العطاء، يد الأمن، يد الصدق يد الاخلاق الاسلامية الرسالية السمحاء، فهل ترضون بهذه اليد ،أم تقطعونها..؟ والله ثم والله ثم والله لو قطعتموها،سنمد إليكم اليد الأخرى ، والأخرى والأخرى ...] ..

فياترى كم نحن بحاجة اليوم الى هذه اللغة وهذه الثقافة الوسطية الإسلامية الصادقة التي تنبع من صفاء القلب وصدق وإخلاص روح المصلح والممثل الحقيقي لامتداد خط الأنبياء والأئمة -عليهم السلام- ، نحن بحاجة في وقتنا الحاضر الى كلمة سواء تجمعنا تلك المشتركات الإسلامية والإنسانية، لإفشال مخططات الخوارج والمارقين وأئمة الضلالة وسلاطينهم أعداء الأسلام وأعداء الإنسانية السمحاء والوسطية الحقيقية التي كان يوصفها لنا خير الأوصياء -عليه السلام- بقوله : (( أن الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ))،وهذه هي قمة الوسطية وصدق الأعتدال وصفاء الروح الأنسانية ..

حبيب الكاتب


  • 1

   نشر في 27 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا