ماذا لو لم نمُت؟!
هل سألتم أنفسكم يومًا هذا السؤال؟
نشر في 01 مارس 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أعيروني أذهانكم وأبحروا معي في فضاء الخيال،،،
هل سألتم أنفسكم يومًا هذه الأسئلة، ماذا لو لم نَمُت؟ ماذا لو لم يكن هناك حقيقة اسمها الموت؟ ماذا لو كُتب علينا أن نكون مخلدين في الأرض بلا يوم قيامة ولا حساب ولا حتى عقاب؟
هل تخيلتم ذلك؟؟؟ نعم؟
حينما سألت نفسي هذه الأسئلة شكرت الله على نعمة الموت، نعمةٌ لطالما تمنى الكثيرون من العصاة أن تزول، تخيلت كيف ستكون حياتنا بلا هدف، بلا مبادئ، بلا قيم سامية، بلا أخلاق، بلا محاسبة للنفس بلا ...
عندما يكون هناك شخصٌ فاسدٌ مستفحلٌا في الفساد أليس الموت هو الرادع الوحيد له؟
عندما تعجز المحاكم أن تتوصل إلى دليل تُنصف فيه أحد الطرفين المتخاصمين أليست تلجأ إلى حلف اليمين الذي بطبيعة الحال سيُحاسب عليه المرء يوم القيامة؟
عندما يترجل الخطباء إلى المنابر في صلاة الجمعة أو غيرها ألا تكاد لا تخلو أي خطبة من ذكر هادم اللذات (الموت)؟
تخيل كيف كانت ستكون حياتنا لو لم يكن هناك موت، الحقيقة التي لا ولن ينكرها أحد كان أو سيكون على وجه الكرة الأرضية.
وأنت أنت نفسك الذي تقرأ الآن إذا ذهبت إلى المقبرة لزيارة القبور أو صليت على مُتوفَى أو شهيد، أو رأيت الجثة يلفها الكفن خلف المصلين بانتظار الصلاة عليها، ألا تتأثر بهذه المواقف المهيبة وقتها؟ وتراجع حساباتك مع الله؟ بالتأكيد نعم إلّا إذا لم تكن إنسان.
ولكن قد يتساءل سائل، لماذا إذًا يعيش عالمنا العربي حالة الفوضى والفساد الواضحة هذه وكأن الناس يتوقعون فعلًا ما افترضته في مقالي هذا بأنه ليس للموت مكان في حياتنا؟؟؟
الإجابة أيضًا واضحة: أن الذي تغير في هذه المعادلة هو ابتعاد الناس عن الله وخوضهم في هذا الحياة الدنيا من أجل المال والمصالح الدنيوية التي تُلهي بدورها النفس عن ذكر الله وذكر الموت.
وختامًا أوصانا الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالإكثار من ذكر الموت فقال (صلى الله عليه وسلم) : "أَكْثِرُوا مِنْ ذكر هادم اللَّذَّاتِ" لنتذكر دائمًا أننا نعيش هذه الحياة الدنيا استعدادًا وتجهيزًا لحياة آخرة أبدية، ونسأل الله أن يصلح حال أمتنا العربية والإسلامية وأن ينعم عليها الأمن والأمان.
أسعد بآرائكم :)
-
علاء برهوم - Alaa Barhoomصحفي من قطاع غزة المحاصر بموقعه الجغرافي، ولكن هيهات هيهات للأفكار أن تُحاصر.
التعليقات
أحببت مقالك :)
دام قلمك ....