الواقع الغزاوي البطولي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الواقع الغزاوي البطولي

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 27 أكتوبر 2023 .

الواقع الغزاوي البطولي

**هيام فؤاد ضمرة**


الغزاويون والفلسطينيون داخل الأرض المحتلة، شعب طحن على مرأى من العالم كله ولم يحرك ساكنا، وانساق العرب بخذلانهم للقبول بمواقف العبيد لدعم العدو في خنق أنفاس القطاع المقاوم حد الموت، لأن المقاومة تكشف بشاعة أيديهم الملوثة بالخيانة العظمى.

لكن الله جعل من أهل فلسطين والقطاع شعب الجبابرة الأبطال بحق، تنحني لهم الرؤوس احتراما لبطولاتهم الفريدة ومواقفهم الأصيلة، شعب حر أصيل شريف تُنبته أرض الرجال الأحرار وطن الفلسطينيين العظام، الذين سطروا أشرف الملاحم في فنون النضال ضد أعتى عدو عنصري وحشي ومجرم حتى العظم، لم يسبقهم شعب على سطح هذه البسيطة في خلق وسائل نضالية تفوق بإنتاجها عمل العقل العادي، لم يسبق أن استخدمها شعب بالعالم أجمع خلال نضاله ضد مستعمر بغيض بحجم بُغض الدولة المحتلة العنصرية، حتى باتوا أبطال فلسطين في جهادهم الشريف عيونهم على الموت وعيونهم الأخرى على الحياة,

شعب الجبابرة الأفذاذ الذين أدهشوا في جرأة خطط نضالهم وقوة عزمهم وثبات إيمانهم وقوة انتمائهم لوطنهم فلسطين ما جعلهم موقع اعجاب العالم والنظر جليا لقضيته على أنها قضية حق شعب بأرضه ووطنه، مما أحدث بعدوهم الجبان حالة إرباك وعدم توازن، استخدموا وسائل نضالية بطولية تفوق التصور ضد عدوهم محتل الأرض، حيروا العالم أجمعه وأحدثوا فيه الدهشة تلو الدهشة والإعجاب تلو الإعجاب، حتى أوصلوا العديد من أهل الغرب لحالة الوعي الحقيقي غير المتأثر بزيف الآلة الإعلامية الغربية ويهو دها العنصريين في كذبهم وزيفهم.

فيما الواقع العربي حاله كحال الأعمى المتخبط في استدلال الطريق الذي يرضي دولة المركز المهيمنة بقوتها العسكرية والمادية، لأجل أن يبعد عنهم أذى دولة الاحتلال، فباتت عيونها مسبولة وآذانها مخروقة لا ترى ولا تسمع، وعليه من المستحيل أن تحس.

فيما شعوبها تملك عيون خضراء اليمامة مما جعلها تشعر بضيق القيد الذي يشل أيديها لدرجة احساسهم بالشلل التام، لا يملكون وسيلة للتعبير عن غضبهم وقدرتهم لدعم الشعب الفلسطيني إلا باستخدام وسائل التعبير وتقديم ما تستطيع من وسائل الدعم اللوجستي والمادي، قلوبهم وعقولهم ثائرة على حكوماتهم العليلة الغارقة بالصمت كون الخوف اغتال إنسانيتهم وانتمائهم العروبي فباتت هجينة حتى على نفسها وشعبها.

شعب الجبارين هو شعب المؤمنين بالله وبما جاء في قرآنه الكريم من جنة عرضها السماء والأرض وحواري وواجب الجهاد ورفعة قدر الشهادة، لا يمكن لشعب فيه هذا الايمان الثابت والقوي أن يخسر أو أن لا يحقق النصر في نهاية المطاف.

فوالله والله إن النصر آت تحقيقه تكاد أعيننا تراه على قرب قريب بعد النجاح الذي حقتته المقاومة الباسلة في عملية طوفان الأقصى بسلاحها البسيط فكان نصرا لم تستطع جيوش نظامية تحقيقه بحسن التخطيط.

لا تجعلوا حجم الهجمة اليهودية الشرسة على القطاع، ومسارعة دول الحلف بإرسال سلاحها البحري الرهيب والمتطور، وتعبئة مخازن العدو بالسلاح غير التقليدي وذلك الذي لم يجرب بعد، وهذا الحجم الهائل من الموت والإصابات والدمار الذي طال كل شيء حتى البنية التحية أن يغشي على أعينكم، كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بما تملكه من ذكاء تخطيط وإيمان راسخ بالقضية، فلا تغرنكم قوة موهومة لا يملك زمامها أهل انتماء ولا أهل إيمان، مهما اختبأوا خلف أسلحتهم عن بعد لكنهم سرعان ما سيتساقطون كالذباب في معارك المواجهة.

فما هذه الوحشية باستهداف المدنيين إلا رد فعل هائل حد الجنون أصاب نتنياهو بالعجز الكامل وهو الذي يعاني غباء مركب لدرجة توقف عقله عن الانتاج، لكونه يدرك أن غزارة إطلاق الصورايخ الذكية على غزة مكلفة جدا عدا عن أن طاقة الانتاج لها لدى الدول المصنعة لن تنجد متطلبه على هذا المعدل.

ولأن المقاومة بغزة كشفت بعملية طوفان الأقصى التي شنتها كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس يوم 7 أكتوبر حقيقة هشاشة قوة العدو ونالت من كرامته حين حصول المقاومة على أسرار دولة الاحتلال العميقة، مما سيجعل سياسته خاسرة تماما، الأمر الذي حدا بأحد قادة العدو بالقول أن على اسرائيل أن تخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة بالتاريخ من أجل أن تستعيد كرامتها المفقودة ، وهذا ما كرره عن عضو الكنيست الأكثر جنون ريفتال في ضرورة إلقاء دولته قنبلة نووية على القطاع وانهاء وجوده، مما يثبت أن دولة الاحتلال في حالة اللا توازن الجنوني لاشرافها على حافة الانهيار .

فهذا الخزي جعلها تتقشر عن كبريائها المزيف حين وجدت نفسها وسط معاناة حقيقية بأزمة وجودية وأزمة أمنية وأزمة تخزين لطاقتها من الصوراريخ،

فلم تشفع لها كل تلك التكنولوجيا الأمنية الحديثة التي أحاطت نفسها بها، واعتقدت أنها كافية لتأمين سلامتها فاضطجعت باسترخاء وغفت، ولم تضع بحسبانها أنها ستخوض حربا ضروس مع المقاومة، وعليه فلم تتخذ بحسابها تخزين أكبر للصواريخ، خاصة أن طاقة انتاج أمريكا وأوروبا مجتمعة كانت استنفذتها الحرب الأوكرانية مع روسيا مسبقا.

مسارعة دول الحلفاء لنجدة دولة الاحتلال في فترة تقل عن 24 ساعة حين ثبت انهيارها بالكامل على يد المقاومة الغزاوية الباسلة، الأمر الذي لم تستطع أمريكا فعل مثله حين تعرضت أوكرانيا للاحتلال من الروس، فقد مضى أكثر من أسبوع حتى أرسل إليها دعمها العسكري، إن الحالة التي وقفت عليها دولة الهيمنة وأذنابها ووضعتهم جنبا إلى جنب بحجم الخسارة لتعرض مصالحهم جميعا للخطر، أن تترافق هذه الحرب لحماية وجود دولة الاحتلال مع متطلب حمايتهم لوجود دولة يه ود أخرى بأوكرانيا التي صبوا كل طاقة انتاجهم الحربي في معركتها.

أبشركم أن دولة الاحتلال رغم هجمتها المتوحشة لم تحقق أي من أشكال النصر أو التقدم، وما فعلته بغزة والقطاع، لم يزد مدنييها رغم حجم النكبة إلا إصراراً على التمسك بحق المقاومة والتشبث بالأرض وهدف التحرير، وحماس الجهة العربية الوحيدة التي تمسكت بكل طاقتها بخيار المقاومة لايمانها أن ما أخذ بالقوة لا تستعيده إلا القوة المضادة.

والتجييش الغربي يعيدنا بالذاكرة إلى الحملة الصليبية العنصرية التي جيشت الأوربيون لمحاربة دولة الإسلام بادعاء كاذب لحماية حجيج الديانة المسيحية، إننا بحق أمام حملة صليبية جديدة.

فلنرسل تحايانا للمقاتلين في فلسطين وغزة مع اعتذارنا لهم عن قلة حيلتنا في حماستهم او حتى الانضمام إليهم في معركة الشرف، وهم من أعادوا إلينا شعور الفخر بأنهم مقاتلين شجعان لا يكبون إلا لينهضوا أكثر وأكبر قوة وثباتا.


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 27 أكتوبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا