قراءة في نص القاصة والكاتبة فاطمة الزهراء صلاح... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قراءة في نص القاصة والكاتبة فاطمة الزهراء صلاح...

قراءة نقدية

  نشر في 27 أبريل 2015 .

قراءة في نص فاطمة الزهراء صلاح...

أستاذتي، أعتذر لتطفلي في قراءة نقدية لنص من إبداعك تحت عنوان " خسرت "نفسي" مرات عديدة في حياتي"، دون إذنك سيدتي الفاضلة. أريد أن أشير إلى أنها أول محاولة علنية لقراءة نقدية... فإن أصبت فلي أجران... وإن أخطأت فلي أجر المحاولة... وأعتذر مرة أخرى...

ارتقى الأدب المغربي بملابسات و تغييرات في البناء والدلالة منذ فجر الاستقلال. لكن حدة هذا التغيير والتجديد بدأت تتبلور بوثيرة متسارعة مع العصر الرقمي.... بظهور مدارس تتبنى التغير والتطوير والتجديد... على مستوى المفهوم والبناء...

ليستعيد الأدب المغربي نشاطه وحيويته مع حركة البعث والإحياء التي أخرجته من براثين الابتذال والاجترار...

النص الذي بين أيدينا تجربة من تجارب الكاتبة مع الرؤيا والاستشراف،

فما هي مظاهر الرؤيا في النص وكيف تفاعلت المكونات الفنية لبلورتها وصياغتها؟.

من الأقلام التي أجدني مسطور بين حروفها... أستغور وأنقب خمائلها الوارفة وأرتاح بين سهول معانيها..

العنوان عبارة عن مبتدأ الرؤيا الغامضة والعميقة للمداد على شفا البوح

وشبه جملة في سياق الظرف المعين... تنساق كاتبتنا بين ظرف معين لتثور بحوافر النبض العاشقة المتسائلة بمتون متوهجة بين حروف الذات. فإلى أي حد يعكس العنوان مضمون النص؟

نقلتنا عبر صور الزمان ابتدءا من العنوان (خسرت "نفسي" مرات عديدة في حياتي) وهي التي انقادت وراء عاطفة وهواها... إذاً هنا كانت أهميّة العنوان بالنسبة لهذا النص...

لحظة باذخة لا يعرفها غير العاشق أو المتصوف وهو يبحث عن زمن ثالث يوقف زحف الرغبة في الحلول خارج رقابة الجسد / الذات...

دخلنا عتبة النص بمعرفة مسبقة بأن بطلته كانت يوما ما بحالة (صراع مع النفس / الكرامة وبين الشرف / القبيلة التي تؤدي إلى سؤال الانتماء )...

تتعثر الذات في تفاصيلها، تدخل في صراع مع نوازعها الدفينة وهي تحاصرها في نفق قيوده غياب باعث النشوة الروحية التي تعيد نشر الحياة في بقية الأوردة... بسؤال سراب الحب...

لغة عميقة لينة سهلة، لا صعوبة فيها ولا صلابة. تنفخ فيها سخونة المعايشة طابعا ناريا يتولد من خلال بنية التعارض بين الأماني والانكسار الذي يكتسح الذات من الداخل...

تقف على ناصية النص وتناصبه العداء فننهل نحن بين الرؤيتين نصا إبداعيا برؤية نقدية ساخرة رائعة مفتتة...

بينما هي اليوم تتجرع كأساً من علقم الذكرى الميّتة والوعود الجوفاء...

قدرة إبداعية ساحرة أن تتحول الحروف لسهام تنفثُ السم حيناً، وحيناً أخرى تزرع في دم السطر للغير ترياق... شامخ حرفك كجبل... عذب كينبوع... متلون كالسماء... مزهر كغابات الهداية.... لامع كنجم في محيط التيه...

الحرف ترياق فعلا.. فيه شفاء للمبدع قبل القارئ. يقرأ أناء السطر وأطراف الجمل...

أجزم أنها من روائع أدبنا المغربي المعاصر. سـَلـُمَ البنان والبيان، أيتها القاصة الأستاذة المتألقة فاطمة الزهراء صلاح. لك كل التألق سيدتي الأستاذة مع خالص تحياتي ومودتي الأدبية... شكرا لك

سعيد تيركيت

الخميسات - المغرب - 27 / 04 / 2015

خسرت "نفسي" مرات عديدة في حياتي ..

أرفع "راية "الكرامة" الفاضية الخاوية ..

ولا مكان لها من الإعراب في علاقات إنسانية ظننتها أبدية متينة وكنت أنا الهشة فيها ..

أحمل حقيبتي .. "امكث هنا أنت.. فأنا التي تعودت أن أحمل حقيبتي الصغيرة.. وأمضي .. سيكون ألمي تاجا على رأسك .. تعلم .. هون عليك .."

أترك المكان .. يستشهد قلبي ..وتسكت صرخة صوتي .. وتسكت صرخة صوتي .. تسخر مني دموعي .. تمطر "خنونتي" .. ينتفض قلبي.. يهز أركان ضلوعي ..

أركن إلى مواجع الموت .. أختنق ..

أكل هذا من أجل "كرامة" موعودة بالأذى الأبدي ؟

أريد أن "أرجع" وأتراجع عن "كرامة" لم أفهم أبدا معناها وأهدم "خيمتي" بيدي ..

وأنسحب .. لأدفع ثمن "الهزيمة" في أخطاء مصائبها أكثر وقعا على مسيرة حياتي ..

أرقع زمن الهشاشة .. خوفا من الوحدة القاتلة .. والصبر الجميل ينظر إلي ويبتسم .. يستهزئ مني .. لقد خنت ميعاده .. ولا طاقة لي للصبر .. أهو حب أم خوف منك يا "أنا" ..

أستتر حتى لا أجيب .. يقتلني الهروب بأسلحته الفتاكة ..

أحمل حقيبتي .. تصرخ الطفولة المجروحة داخلي .. أصرخ في صمتي .. ترتعد فصائلي أتوه في الطريق ولا أعرف اتجاهي .. كل داخلي مهزوز ..أفتش عن النسيان داخلي .. إلى أين أرحل ولمدة كم؟ ..

أتقمص دور البطلة في دور "السيدة لا يهمني " على الخشبة وألبس قناع المقتدرة القادرة .. أهزل ولا أتوب .. "كرامة" هي .. وجب عليها الاستشهاد في ميدان شرف .. لا وجود له ..

تأخدني سيارتي التي تتقن طريقها لترحمني من نفسي .. تحذثني في التيه .. لقد أصبحت صديقتي .. "رجعي .. طفولة هذه أم نضج .. ولينا دراري .. رجعييييييييي"

أسوق .. كل الاتجاهات تصبح طريقي .. أكلم نفسي .. أدعها تعبر بصوت عال .. "لا أكترث .. جاني مار " و أنا جد أكترث .. أوووواه وأكترث ..

وأصرخ .. أعيش في الحب نهايته ولم أكن أريد منه إلا بدايته ..

أي "كرامة" حدثتني عنها يا أمي .. ونسيت درس "المسؤولية" وخطاب "الحوار" فهل هذه كرامة أم هروب من جرح الماضي.. من أنين رفقة لم تنجح .. وأخاف من بصمتها في تصرفي ..

ويطلق رصاصه شرف القبيلة حول الكرامة ويهدر دم مستقبلي واستقراري .. ويفزعني ..

أحمل حقيبتي .. امتطي سيارتي .. أحدث غربتي .. وعدم اتزاني ..

فلا سبيل للعودة .. هكذا أمرتني الكرامة ..

فهل أحذثكم عن "تلف" داخلي ..

بعد سنة .. طويلة قصيرة ..

رجعت لنفسي .. وجدتها منهكة .. فارغة .. تبحث عني وقد نصبت خيمة في المنطقة المتنازع عنها .. أمام الواحة اليابسة .. أبحث عن "زاوية" أنصت فيها للتراتيل .. أنصت فيها لداتي ..

يبس المكان .. جف اللسان .. ألبس لباس الخنساء ,أتعلم ابتهال الدراويش وأقتات بخبز الشعير وأتخلى عن "الكرامة" ولا أمد يدي للصدقة ..

فلا كرامة تنفع بين الأحبة ..

وقليل من الحب يكفي ..



   نشر في 27 أبريل 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا