دروس و عبر من تجربة ذي القرنين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دروس و عبر من تجربة ذي القرنين

  نشر في 22 فبراير 2015 .

قال الله تعالى:

"وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا " الكهف 83-98.

يذكر لنا القران الكريم تجربة لرجل صالح وقائد عادل احب الله تعالى وأطاعه فأحبه واتاه ملكا وسعة ومكنه في ارضه الواسعة واتاه من كل الاسباب والوسائل والطرق التي تهيئ له النصر وتوفر له تحقيق الاهداف التي يسعها اليها وقد اعرض القران الكريم عن الافصاح في اسمه وهويته والعصر الذي عاش فيه والبلاد التي سار اليها والأقوام التي مر بها لان القران الكريم يهدف من ذكر القصص الى اخذ العبرة والدرس والاستفادة من التجارب السابقة من خلال التفكر والتأمل "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب" و "اقصص القصص لعله يتفكرون" وقصة ذو القرنين مليئة بالعبر وزاخرة بالدروس والمواعظ والحديث عن ابعادها وما يمكن الاستفادة منها بتفصيل يخرج بنا عن هذه المقالة القصيرة ونود ان نبين بعض من دروسها وار شادتها بشكل مقتضب ومختصر :

1- الارتباط بالله تعالى ,ان ذا القرنين كان عبدا من عباد الله الصالحين وكان محبا لله ومطيعا لأوامره , فقد سئل امير المؤمنين عليه السلام عن ذي القرنين ، انبيا كان ام ملكا ؟ فقال : لا نبيا ولا ملكا ، بل عبدا احب الله فأحبه الله ، ونصح لله فنصح له.

وهذا ما نستشفه من قوله عندما بنى سدا يحول دون اعتداء الظالمين وتجاوزهم على المستضعفين ففي نهاية انجاز عمله حكى القران عنه وبكل تواضع وأدب العبودية " قال هذا رحمة من ربي " ولعل -والله العالم- اتيان الله له من كل شئ سببا ومكنه في الارض .

2- اتباع الاسباب الطبيعية , فان ذا القرنين على الرغم من امتلاكه اسباب كل شئ "واتيناه من كل شئ سببا" فانه اتبع الاسباب الطبيعية في تحقيق اهدافه , وان الانسان لا يبلغ الاهداف والطموحات المنشودة الا بالبحث عن سبل الوصول اليها وتهيئة الظروف لتحقيقها فعن الامام الصادق عليه السلام قال: "ان الله ابى ان يجري الاشياء الا بأسبابها فجعل لكل شئ سببا وجعل لكل سببا شرطا"

3- العدالة في النظام , ان الحاكم الصالح يتبع سلوكا عادلا في حكمه ونظامه بحيث ينعم المواطن المحسن و الطيب بالتكريم واليسر والمكافئة , ويواجه المسي والأشرار العقوبة والردع لمواجهتهم وردهم عن غيهم وهذا ما طبقه واتبعه ذو القرنين " قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا , وما من امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من امرنا يسرا"

4- التعاون والتآزر بين الحاكم والرعية في تحقيق الاهداف الاجتماعية , فان المجتمع الذي ينهض بواجبه ومسؤوليته حاكم ومحكوم , الراعي والرعية هو الاقدر على التقدم وتحقيق الازدهار في حياته لان المسؤولية تقع على الجميع " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " , فان ذا القرنين على من توفر كافة الامكانات والقابليات والأسباب لديه فانه عندما وجد قوما يعانون من ظلم المعتدين والأشرار وطلبوا منه بناء سد لحمايتهم قال " اعينوني بقوة " ولم يستغني عنهم وإنما اشركهم في بناء السد وتشييده.

5- سمة الرجال الالهيين والقادة المصلحين التواضع ونكران ذاتهم امام فضل الله ورحمته , بعكس المتجبرين والطغاة فان صفتهم الغرور وسمتهم التجبر وتراهم ينفخون بانفسهم وينسبون لها حتى الذي يحققه الاخرون , ذو القرنين بالرغم من بذله كل الوسع من قدرة وتخطيط واحكام في بناء سد عجيب ورصين " فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا " فانه ينسب ذلك كله الى المنعم الحقيقي بكل تواضع بعيدا عن الغرور والزهو وذلك ما نجده جليا في قوله بعد اكتمال بناء السد قال " هذا رحمة من ربي ".



   نشر في 22 فبراير 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا