السعادة الحقيقية
نشر في 12 ديسمبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
اكبر سعادة يشعر بها المؤمن ان هداه الله الى نعمة الاسلام وان قرب اليه ماءا نقيا طاهرا زلالا يتدفق من حوله، ويعشب قلبه باليقين في رحمة الله وعفوه ومغفرته ، وتزداد السعادة حين يسرالله له الانتساب الى أمة رسولها هو النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ، إمامها وقائدها وملهمها وحاميها.. أحبنا صلى الله عليه وسلم دون ان يرانا، وفضلنا في القرب عن أصدقائه، ووصفنا بإخوانه، لأننا آمنا به في زمن الشك والحيرة والضلال .. كان يعلم عليه الصلاة والسلام ،أهمية الإيمان والتصديق في زمن الفتنة ،وزمن المتشابهات ..وكان يعي حقيقة وثمن الحفاظ على هذه الهوية وهذا الانتماء، فوصف كل من يقبض على دينه في مثل هذا الزمان بالقابض على جمر ، يُحرق من جميع النواحي، ويُكوى من جميع الجهات ، حاله وأحواله هي عقيدة يطويها في قلبه ، ويخاف عليها أمراض الهوى ، ورياح الفتنة ، ويسيجها دون كلل ضد المحيط الشرس والمفترس ..
فهذه هي السعادة الحقيقية والنشوة المطلقة ، تعاش ولا يحكى عنها .. ولذلك ارتبط تحققها بقوة صبر ومجاهدة طالبها وعاشقها .
فيارب قدرنا على ان نحافظ على هذا الانتماء الشريف ، واصرف عنا كل فتنة أو هوى يبعدنا عن القصد ، وأدم علينا نعمة التلذذ بالانتماء حبا ويقينا الى الاسلام ،واكتب لنا لذة لقائك وقد شملتنا بعفوك ومغفرتك واكرمتنا جميعا بلذة تقبيل الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وعناقه والتملي بطلعته وهو يأخذ بيدنا نحو باب الجنة .. يارب لا تحرم كل مؤمن من هذه الأمنية ، ومن هذا المشهد .
اللهم صَل وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .