استخدام خرائط المفاهيم في التدريس

مقدمة :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله تعالى نبينا محمد  وبعد.

تقدم الخرائط المفاهيمية المعرفة إلى المتعلم بشكل منظم وتبرز الأفكار الرئيسة بوضوح بما يساعد على التمييز بين الأحداث ونتائجها ويجعل المتعلمين أكثر اعتمادا على أنفسهم في التعلم بإشراف وتوجيه المعلم.

ويمكن القول تدريس المفاهيم باستخدام خرائط المفاهيم يساعد المتعلم على استيعابها وربطها كمعلومة وخبرة جديدة بمعلوماته وخبراته السابقة مما يجعل التعلم هنا ذا معنى.

ومن الواضح أن الخرائط المفاهيمية أداة تعلم تسهم في تنظيم المعرفة وفق أسس ومبادئ حيث حيلة ذهنية معرفية متقدمة يتحايل فيها المتعلم على تخزين المعرفة بهدف استحضار هذه الخبرة عند الحاجة إليها.

وقد تقدمت الخرائط المفاهيمية لتصبح أداة مثيرة للتفكير وتثير العمل الذهني بطريقة تصويرية توظف فيها عمليات ذهنية غير الصورة اللفظية مما يثير التعلم ويغنيه، كما أنها تجعل التعلم تعلماً فاعلاً نشطاً ويكون فيها المتعلم حيوياً.

ومن هنا يمكن القول الخرائط المفاهيمية تزود المعلمين باستراتيجيات التعليم والتعلم المعرفية التي ينبغي له أن يوظفها بما يحقق مستوى أفضل من التعليم والتعلم ويجعل من التعلم قيمة ومعنى يمكن للطالب توظيفه كمعرفة وخبرة في الحياة العامة.

خرائط المفاهيم :

العلاقة بين المفهوم ومكونات المعرفة الأخرى.

تتكون المعرفة من حقائق ومفاهيم وتعميمات ومبادئ وقواعد وقوانين ونظريات.

ويتضح من خلال الشكل أن العلاقة الاستقرائية علاقة تصاعدية من الحقائق المحسوسة إلى النظرية المجردة بينما أن العلاقة الاستنباطية علاقة تنازلية من قمة البناء المعرفي المجرد إلى أسفله حيث تستخدم النظريات العلمية في تفسير الأشياء والظواهر الأخرى. (سلامة، 2004)

ويمكن تعريف مكونات المعرفة وفق الآتي:

الحقائق: يعرفها سلامة(2004) بأنها (مجموعة الملاحظات الخاصة بموقف معين والناتجة عن إحساس مباشر بشرط التأكد من صدق الإحساس وتكراره)

المفاهيم: يعرفها سلامة(2004) بأنها (فكرة تختص بظاهرة معينة أو علاقة أو استنتاج عقلي يعبر عنها عادة بواسطة كلمة من الكلمات أو مصطلح معين) .

تعريف مكونات المعرفة :-

التعميمات: يعرفها سلامة(2004) بأنها ( الربط بين الحقائق والمفاهيم التي تربط بينها علاقات من نوع معين).

المبادئ: يعرفها سلامة(2004) بأنها(مجموعة العلاقات التي تربط بين مفهومين أو أكثر ويمكن أن تأخذ شكل الجملة الشرطية). وهي تساعد على التفسير والتحكم في الظواهر وحل المشكلات.

المبادئ: يعرفها سلامة(2004) بأنها(مجموعة العلاقات التي تربط بين مفهومين أو أكثر ويمكن أن تأخذ شكل الجملة الشرطية). وهي تساعد على التفسير والتحكم في الظواهر وحل المشكلات.

القواعد: يعرفها سلامة(2004) بأنها(علاقات شرطية لها صفة القانون وتتحقق النتائج إذا توفرت المقدمات).

الفروض: يعرفها سلامة(2004) بأنها(تصور لعلاقات محتملة أو حقيقية يمكن أن تفسر ظواهر، إلا أنه لم يتوفر لها البديل، وفرض الفروض خطوة ضرورية في السعي نحو المعرفة العلمية وإذا توفر للفروض الدليل صارت قاعدة أو قانوناً).

النظريات: يعرفها سلامة(2004) بأنها (مجموعة التصورات الذهنية والتكوينات الفرضية التي تتكامل في نظام معين يوضح العلاقة بين مجموعة من المبادئ أو العلاقات أو المعتقدات أو الظواهر). وتساعدنا النظريات العلمية في تجميع الحقائق والربط بينها وتنظيمها في صورة لها معنى، وتساعدنا أيضا على التنبؤ بحقائق جديدة.

التعلم المعنى: هو العملية التي يتم بها ربط المادة الجديدة بالمعرفة الموجودة لدى الفرد في بنيته المفاهيمية). (قطامي، و الروسان، 2005. نقلاً عن Ausubel,1967).

أهمية تعلم المفاهيم:

يرى معظم المهتمين بالتربية والتعليم أن أحد الأهداف المهمة التي ينبغي أن تؤكد عليها المدارس في تدريس مختلف المواد الدراسية، ومختلف المستويات التعليمية هو التأكيد على تعلم المفاهيم. لذا، يعمل المعلمون ومخططو المناهج ومؤلفو الكتب المدرسية المختلفة، على تحديد المفاهيم في المستويات التعليمية المتتابعة وتطوير المواد والطرائق المناسبة لتدريسها.

والواقع أن التعليم المدرسي ينبغي أن يتجه في معظمه نحو تعلم المفاهيم، لأن المفاهيم تشكل القاعدة الأساسية للتعلم الأكثر كتعلم المبادئ وتعلم حل المشكلات، ويمكن تلخيص مبررات تعلم المفاهيم في النقاط التالية:

1. إن فهم أساسيات العلم أو المفاهيم الرئيسة يجعل المادة الدراسية أكثر سهولة لتعلمها واستيعابها.

2. إنه ما لم تنظم جزئيات المادة الدراسية وتفصيلاتها في إطار هيكلي مفاهيمي فإنها سوف تنسى بسرعة.

3. إن الاهتمام بأساسيات العلم أو المفاهيم الكبرى وفهمها يجعل أمر تضييق الفجوة بين المعرفة السابقة للمتعلم والمعرفة اللاحقة .

4. المفاهيم تسهم في تسهيل عملية اختيار محتوى المنهج المدرسي، بحيث يكون المعيار الأساسي في هذا الاختيار هو مدى علاقة الحقائق والمواقف التعليمية في تشكيل المفاهيم وتعلمها واكتسابها.

5- المفاهيم تسهم في بناء مناهج مدرسية متتابعة ومترابطة للمراحل التعليمية المختلفة، وبالتالي يتحقق معيار الاستمرارية والتتابع المعرفي. وهو أحد الاتجاهات الحديثة التي ينادى بها المربون في بناء المناهج المدرسية الفاعلة.

6. المفاهيم تساعد مخططي المناهج المدرسية ومنفذيها على تطوير المناهج وتحسينها وجعلها عملا هادفا وواضح الأبعاد ومحدد الاتجاه بالنسبة لهم.

7. مرونة المفاهيم تسمح بإضافة واستيعاب حقائق جديدة دون أن يختل التنظيم المعرفي للمتعلم.

8. المفاهيم تساعد المتعلم على تذكر ما يتعلمه، وبالتالي تقلل من الحاجة إلى إعادة التعلم نتيجة النسيان. وهى إحدى المشكلات التي يواجهها التعليم في مختلف المدارس.

9- لمفاهيم تسهم بفاعلية في تسهيل انتقال أثر التعلم للمواقف التعليمية والحياتية الأخرى الجديدة.

10- المفاهيم تسهم في توضيح الفرق بين العلم والتقنية باعتبار أن العلم هو أساس المعرفة، أو المفاهيم الكبرى، وأن التقنية، هي تطبيقات لهذه المعرفة أو هذا العلم.

11- لمفاهيم تساعد على التعامل بفاعلية مع المشكلات الطبيعية والاجتماعية للبيئة وذلك عن طريق تخفيفها إلى أجزاء يمكن التحكم بها.

12- لمفاهيم تساعد على التقليل من ضرورة إعادة التعلم، فما أن يتعلم التلميذ المفهوم حتى يطبقه على عدد كبير من المواقف التعليمية والحياتية دون الحاجة إلى تعلمه من جديد.

13- لمفاهيم تقدم وجهة نظر واحدة للحقيقة أو الواقع، وتستخدم في الغالب لتحدد لنا عالمنا الذي نعيش فيه، حيث لا نستطيع الاتصال بالآخرين أو إقامة مجتمع سليم، أو إنجاز النشاطات المختلفة في غيابها. إذ يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بقدرته على فهم المفاهيم واستيعابها.

14 - المفاهيم تعد من الأدوات المهمة للتدريس بطريقة الاستقصاء، لأنها تؤدى إلى طرح الأسئلة ذات العلاقة بتجربة ما، أو بمعلومات أو بيانات ما، من أجل جعلها ذات معنى. كما تعمل المفاهيم على تنظيم المعلومات المتباينة وتصنيفها تحت رتب أو أنماط معينة لتوضيح العلاقات المتبادلة وجعلها ذات معنى، ولا تمثل المفاهيم في هذه الحالة المعرفة فقط بل وتنتجها .

15- المفاهيم تساعد على تنظيم الخبرة العقلية. حيث يقرأ الأفراد المعلومات الوفيرة ويمرون بخبرات عديدة مباشرة وغير مباشرة باستخدام مصادر التعلم المختلفة.

16- المفاهيم تسهم في مساعدة التلاميذ على البحث عن معلومات وخبرات إضافية، وفى تنظيم الخبرات التعليمية ضمن أنماط معينة تسمح بالتنبؤ بالعلاقات المتطورة. (جزاع، وجاسم،1986، و سعادة، 1984).

تأمل الرسم التوضيحي التالي جيداً:

1. حدد مكونات الشكل.

2. صنف المكونات إلى مجموعات متجانسة في جدول مناسب واقترح اسماً مناسباً لكل مجموعة.

3. صف العلاقة بين هذه المجموعات

مكونات خرائط المفاهيم الأساسية

1- المفهوم العلمي:

هو بناء عقلي ينتج من الصفات المشتركة للظاهرة أو تصورات ذهنية يكونها الفرد للأشياء، وتصنف إلى مستويات حسب درجة عموميتها إلى:

المفهوم الرئيس – المفاهيم العامة – المفاهيم الفرعية، ويوضع المفهوم داخل شكل بيضاوي أو دائر أو مربع، مثال: الجملة الاسمية ، الجملة الفعلية، الاسم، الفعل،... الخ.

2- كلمات ربط:

هي عبارة عن جمل أو كلمات أو حروف تستخدم للربط بين مفهومين أو أكثر مثل: ينقسم إلى، تصنف إلى، يتكون من، إلى، هو، من، له ..... الخ.

3- وصلات عرضية:

هي عبارة عن خطوط عرضية تصل بين مفهومين أو أكثر في درجة واحدة من العمومية في التسلسل الهرمي

4- أمثلة:

هي الأحداث أول الأفعال المحددة التي تعبر عن أمثلة للمفاهيم، وغالباً ما تكون لها، ولا تحاط بشكل بيضاوي أو دائري.