إن كنت شخصا يمتلك حلما، أو شخصا مثقفا، فأنت لا يعنيك هذا الموضوع ابدا، فأنت تعتبر من الفئة الراقية فكريا، وهذا الموضوع يتحدث عن بعض السقطات التي حدثت خلال الفترة المنصرمة، وتلك احدثت بلبلة واضطراب في الرأي العام على "السوشيال ميديا"، وظهر الأمر خلال الأيام القليلة الماضية..ولكن طرفي النزاع هم في الحقيقة خارج صندوق الفكر الراقي..
خارج صندوق الثقافة الكبير وتناولاته، هناك مستنقع ضحل يعيش فيه الكثير من الناس، إنها الأرض المظلمة الأسطورية كما في أفلام "هاري بوتر"..
ولهذه الأرض سحر خاص..ليس سحر بمعناه الجمالي، وإنما يمكن أن نطلق عليه لعنة!
في هذا العالم الموحش تكبر العقول كل الأشياء عن حجمها الحقيقي، بل وإنها تجعل مصادر الترفيه أسلوب حياة، ويعطوه أهمية كبيرة تكاد تصل الى أن تكون السبب الوحيد في سعادتهم أو حزنهم..
ككرة القدم..والتي في الأساس صنعت لتسلية الناس، ولكن في هذا العالم..هي سبب فتنة وقطيعة وكره..
الأفلام مثلا..تكون في ذلك العالم سببا في تغير بيئة المجتمع..
وفي هذا السياق..
قديما..لم تكن تقبل شهادة الممثل أمام المحاكم، ولكن في الوقت الحالي وبسبب هذا العالم، أصبح من أبرز نجوم المجتمع..
وبما أن شخصا ما امتلك تلك الحقوق المجتمعية فلا تنتظر منه إلا أن يخرج ويقول أنه "الأمير" أو "النابغة" أو "رقم 1 في الصف" أو "الأفضل في التاريخ"..
وفي الجهة المقابلة ستخرج الكثير من الشخصيات المعارضة لتلك الأفعال والأقوال، وكأنهم لا يدركون أن الفعل فُعل من البداية ليكبر مع موجات المعارضة هاته، وأن الرفض الوحيد هو عدم الإلتفات، كما تفعل الطبقة الراقية فكريا، والتي كنت قد ذكرتها أعلاه..
في الحقيقة لي ميول لهذا العالم الضحل، وكان لدي رد لهذا :P
لنعود سريعا إلى صندوقنا الخاص..
من يمتلك فكرا ضيقا مع الوقت سيرى نفسه الأفضل، ومن يمتلك فكرا واسعا مستنيرا سيجد العيوب في نفسه مع الوقت، وسيسعى جاهدا للكمال-تحت سقف إستحالة الكمال-وكما أُمرنا في ديننا أن نحاول جاهدين للتغلب على نواقصنا بالتوبة..
يقول الكاتب والفيلسوف الإيطالي "أمبرتو إيسكو"..
"إن مواقع التواصل الأجتماعي جعلت الجميع يتحدث كمن يحمل جائزة نوبل..كما أنها تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأسا من النبيذ، دون أن يسببوا أي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فورا..إنه غزو البلهاء.."
وفي الأخير، لا يجب أن انهي الموضوع إلا بعد ترك نصيحة بسيطة..
تعفف..فأنت لا تمتلك كل العالم، ولا تمتلك كل الجمال، ولا تمتلك كل الموهبة..وإنما أنت عبد يسعى جاهدا للمضي قدما في هذا الاختبار..
التوقيع
-
Mahmoud Gawishمحمود صلاح جاويش، من مواليد 12/4/1996 في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، أدرس هندسة الحاسبات بجامعة الاهرام الكندية..كاتب شاب، كان لي رواية بعنوان "كازانوفا والفصول الأربعة" عن جريدة الجمهورية، وقصتان قصيرتان بعنوان "ليلة في ا ...