عندما يلتهمك الحزنُ لا تدري في أيِ فخٍ سقطتَ أنتْ، تتخبط في قرارات قلبك ولا تدري على أيِ أرض ترسو... يحتار عقلُك بين ترك الحياة لتكون وحيداً أم تبني علاقة بشرية ضمن حدود الحب... تقررُ في لحظةٍ أن تقع فريسة دعوى الحب دون أن تدركَ أنها ستنهشُ قلبك على مراحل يتهتكُ معها جدار الحب في روحك.
قالت إحداهن: أنه أحب الحبَ من أجلي.... قال إنه سيتحدى العالم لأكون زوجته وأم أولاده... بنى ليَّ جسورَ أحلامٍ انهالت أوهامها بمجرد انتهاء لحظات النزوة والشهوة، ترك قلبي وحيداً في طرقات الانكسار دون أن يطرف جفنه ندماً ولو للحظة....
وأخرى؛ أوهم روحها أن الحبَ هي... وأن الحياة لن تحلو إلا بها، لكن سرعان ما حطم قلبها لتتفتت ذرات الأمل فيه وتتناثر على أرض اليأس دون أن تمتلك روحها قدرة الصمود....
أما ثالثة فقالت: أنه عوَّضَّ روحها حناناً لم تجده في بيت أهلها، وأنه كان الأب الحنون والأخ الشهم.... فكان هو الحب المُنتظر في أزمةِ وحدةٍ عاشتها في بيئة أهلها... لكن! في لحظة... فاق من خمر ادعاء الحب... تركها عند مفترق الزواج ليقول لها... لا أتزوج فتاةً عرفتها فقد لا أكون الأول أو الأخير... أسقط قلبها في بئر الانكسار دون أدنى إحساس بالرحمة....
السؤالُ الذي يطرح نفسه!
هل كل حكايات الحب تتورمُ فشلاً؟!
وهل تُعممُ حكايات الخداع على كل قصص الحب؟!
وهل خديعة الحبِ جريمةٌ أم أنه حاجة لم تكتمل لتكون صادقة؟!
الكلمة الأهم هنا؛ عن الفتاة العربية...
تلك التي تقعُ في أحيان كثيرة فريسةَ كلمات الحب الواهية، دون أن تدركَ أن الحزن سيمزقُ كيانها بعد أن ينال منها وحشٌ أوهمها بالحب لتكون نزوة ساعات أو أيام...
لكن! لماذا؟ يفترس البعض في مجتمعاتنا العربية الفتاة ومن ثم يتركها عند أول مفترق... ليقررَ الزواج على طريقة أمه!
ولماذا تستجيب له الفتاة بسرعة البرق وكأنها كانت تبحث عنه في دهاليز الأمل!
في ظروفٍ عدةٍ يُشكل الحرمان العاطفي الركيزة الأولى لتقع الفتاة ضحية وهم الحب، يركض قلبها وراء كلمات الرومانسية التي تُشعرها بأنها ملكة الكون من شابٍ لا يعرف للحب معنى... حيث يبدأ ذلك المسلسل البالي بنظراتٍ تمثل الحنان والحب في طرقاتٍ تصادف الفتاة في درب الدراسة أو العمل وأخيراً أصبحت مواقع التواصل الالكتروني أسهل شبكة صيد مخرومة الأخلاق....
فقالت فتاة: لم أجد الحب في بيت أهلي، بل هدمت قسوة أبي كل إحساس بالأمان ليأتي أحدهم ويكون أهم ما في حياتي .... ولكن!
ويأتي الفراغ الذي يقتل الروح ليكون سبباً آخراً وراء سقوط الفتاة في بئر اللا حب، وأخيراً تأتي الصحبة الفاسدة التي تُحرض الفتاة على مصادقة الشاب لتعيش الحياة بعيداً عن تعقيدات المجتمع....
فماذا لو عاشت هذه الفتاة في جوٍ متفهم لحاجتها للحب.... فمن المؤكد أن قلبها سيختار صواب الحب لأنها ستسمع صوت أمها وتُحدثها دون خوفٍ عمن تحب.... وماذا لو نظر ذلك الوحش لها على أنها شريفة الأخلاق وأنها أحبته بعمقٍ
نهاية الكلمات...
أن بعض الشباب قد يقعون فريسة انتقام حواء.... و أن كثيراً منهم شرفاء يرون في حواء الحبيبة و الزوجة الصالحة....