نفخ في المنطاد
نشر في 26 فبراير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
انفخوا .. او لا تنفخوا
. فلن ينفجر المنطاد
محمد خلوقي
------------------------------------
حين نحدث ثقوبا في المنطاد الهوائي ( ballon) فإننا نضمن عدم انفجاره، حتى وان تواصلت عملية النفخ ، بل الذي يتعب هو النافخ ، اما المنطاد فلن يتغير حجمه نحو تشكيل جديد او انفجار مفاجئ ..
هكذا هو المشهد في العالم العربي ، ثقوب كثيرة و مثيرة في منطاد الحكم والتسيير تحت مسميات عديدة : حرية الرأي - ديمقراطية - حقوق المرأة - برلمان - احزاب -.. المنطاد مزين بمثل هذه العناوين البراقة، وكل ينفخ في اتجاهه ، اعتقادا منه انه سيشكله على مزاجه .. ويضمن سيره وسرعة تحوله وطيرانه ..لكن النافخ لا ولن يصل الا لعملية اجهاد نفسه بنفخ لا يرى له اثرا في احداث و تشكيل حلمه على النحو الذي يريد ..بل ان مثل هذه العملية من النفخ المتواصل والبليد تحجب عن النافخ نفسه ان يشك او يتفقد طبيعة المنطاد وما قد يكون به من ثقوب ..فيظل همه هو إرسال هواء دون استقبال
...هكذا اصبح عليه واقعنا .. أنظمة وأحزاب تزين المشهد بمنطادات متنوعة الأشكال والأحجام .. وقد تم توشيتها بثقوب عديدة .. وجعلت عليها حراسا غلاظا شدادا من البلادة والبدانة .. يراقبون المشهد، ويسيرون اتجاه (البالونات ) بحنكة ووفاء واخلاص لما ترغب فيه تلك الجهات الخفية عن أنظار النافخين أنفسهم ..مع حرص كبير من هذه الجهات بان لا ينفجر او يتفجر اي منطاد ..لان استمرار عملية نفخ النافخين سيضمن لهذه الجهات أمورا عديدة منها :
-اولا ابقاء التصاق فم النافخ بالمنضاد دون غيره.
وثانيا :ان نفَس النافخ سيقل مع الوقت ..وان جهده سيتبخر .. والتعب والاحباط سينال لا محالة منه . إذن انفخوا كما شئتم ومن اي مكان اردتم .. فلن ينفجر المنطاد المحكم التصميم .. والمتنوع الثقوب .. وحين يصبح للنافخ فيكم عقل اكبر من فمه .. آنذاك سيفهم النافخ : كيف وأين ومتى ينفخ او لا ينفخ.