عندما نبحث عن أسم حمدين صباحي فنجد أنه السياسي والبرلماني والمناضل الثوري المصري ورئيس حزب الكرامة الغني عن التعريف خاصة بعد أن خاض انتخابات رئاسة الجمهورية مرتين متتاليتين عام 2012 وعام 2014

ولم يفز بأي منهما ،

ولاكن حينما سألنا التاريخ أجابنا بأنه مناضل وناصري للنخاع منذ بلوغه ، فحينما كان في المدرسة الثانوية في بلدته بلطيم التابعة لمحافظة كفر الشيخ أسس رابطة الطلاب الناصريين وعندما ألتحق بكلية الإعلام بجامعة القاهرة ومع وفاة الرئيس جمال عبد الناصر أسس نادي الفكر الناصري الذي أنتشر سريعا في جامعات مصر وصولا لتأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري المعارض للسادات وسياساته. وبرز أسمه إلي إنتخابه رئيسا لاتحاد طلاب كلية الإعلام (1975 – 1976)

ثم تصعيده نائبا لرئيس الأتحاد العام لطلاب مصر(1975 – 1977

وبرز أسمه أكثر بعد مناظرته الشهيرة مع الرئيس محمد أنور السادات أثناء لقاء الرئيس الشهير مع أتحاد طلاب مصر والذي تواجد فيه حمدين صباحي ، كما أنتقد حمدين صباحي سياسات الرئيس السادات الأقتصادية والفساد الحكومي بالأضافة لموقف السادات من قضية العلاقات مع العدو الصهيوني في أعقاب حرب أكتوبر . فعلي نجم طالب الإعلام وذاع صيته.

ثم تعرض لحملة اعتقالات علي مدار حقبته العشرينية والثلاثينية تزامنا مع تخرجه من الكلية وبداية حكم الرئيس مبارك ، ومن هنا بدأ حمدين عهد جديد من المناضلة

فحديثا عام2003 تم اعتقاله وهوا نائب في مجلس الشعب وبدون رفع حصانته أثناء أنتفاضة الشعب المصري ضد نظام الرئيس مبارك

وفي حادثة هي الأولي من نوعها ضرب أهالي بلطيم والبرلس والحامول دائرة حمدين صباحي نموذجا للمقاومة المدنية السلمية ضد ممارسات النظام القمعية لإسقاط صباحي، فابتكروا أساليب بسيطة لتجاوز حصار الشرطة للجان الانتخاب، وسهروا على حراسة صناديق الانتخابات . فكانت الحصيلة هي سقوط شهيد والعديد من الجرحي ولاكن ومع ذالك نجح اهالي بلطيم من فرض إرادتهم

أما حديثا . ففي عام 2009 اسقط حمدين بالتزوير في أنتخابات مجلس الشعب

كما شارك في ثورة 25 يناير .وقرر دخول معترك الأنتخابات الرئاسية عام 2012

ولم ينجح

و كان معارضا لجماعة الأخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي أبان حكمهم وكان من مؤسسي جبهة الأنقاذ الوطني مع كلا من محمد البرادعي وعمرو موسي

ولاكن وبعد خلع الرئيس محمد مرسي إلي الان هناك علامات أستفهام حول وضع حمدين صباحي خاصة أنه شارك في أنتخابات دراماتيكية أشبه بالمسرحية أمام منافسه المشير عبد الفتاح السيسي أنذاك . والذي كان يمتلك من الشعبية ليهزم بها مائة حمدين صباحي وكان حمدين يعلم ذالك كله تماما هنا يكمن السؤال؟

أكان دخوله مسرح عمليات انتخابات رئاسة الجمهورية مأمورا من جنرالات الجيش لتتميم العملية ويكمموا به الافواه التي ستصرح بعد ذالك به انقلابا أي أنه كان مجرد لعبة سخيفة ألهوا بها الشعب؟

ما الفرق بين السيسي ومن سبقوه؟

والسؤال الان ــ ما المقابل؟

ما المقابل الذي تعاهد عليه حمدين ليأخذ دوره في مسرحية الجيش عام 2014 وثمن سكوته الان في عهد السيسي خاصة مع تفاقم الأزمات وكثرة اخطاء المؤسسة العسكرية والسلطة الحاكمة والفساد الذي أنتشر والأمتيازات التي تفرق بين أبناء المؤسسة العسكرية والشعب، أليس من الأولي أن يخرج حمدين صباحي في هذا الوقت ويأخذ دوره كمعارض في صفوف المعارضة مع السيسي كما أخذ مع من قبله خاصة وأنه الثوري المعارض والمناضل

الرد علي السؤال الأول ــ نعم حمدين صباحي دخل الأنتخابات بأوامر من قيادات الجيش وكان دوره عبارة عن حملة أنتحابية لا أكثر لتكتمل العملية الصورية بنصابها القانوني في أعينهم . وضحي بكل تاريخه النضالي والثوري مع من هم اقوي وأعنف من السيسي والقيادات الحالية وأمال الحالمين بالحرية والمتعلمين لها علي يده والدليل علي ذالك أنه يقف الان موقف المتفرج مع كل تجاوزات السيسي والمؤسسة العسكرية

والفرق بين السيسي ومن سبقوه ــ هوا أن السيسي عرف من أين تؤكل الكتف والسادات لم تكن هذه شيمه، ومبارك كان بحاجة إلي أمثال حمدين ليروجوا عن مدي ديمقراطية نظامة الكاذبة والمزيفة أمام الشعب والعالم ، ومحمد مرسي لم يعرف من أين تؤكل الكتف

فحسنة النظام الحالي أنه فضح امثالك للتاريخ والشعب حقا شكرا لهم

أما بخصوص المقابل،فالمقابل أدني من أن يتكلم فيه الخائن مقابل خيانته لوطنه وشعبه...