عندما نستشرف الواقع ونلاحظ بأن العالم قد تغير نتيجة لخزعبلات زرعت فيه ، نشأت من خلالها أحزاب و اوطان وجماعات ومذاهب وفرق ، و على مر الازمان بدأت مبادئهم التي كانو يمتثلون لها في الاندثار وكل ذلك بسبب خزعبلات بدأت تتغلل في مبادئهم وافكارهم بل وحتى معتقداتهم ، ماهو المصدر للخزعبلات ؟ انه ذلك الشخص الذي أراد ان ينفرد عن الجماعة و ان يشذ برأيه عنهم فكون له اشياع الى ان كبرت وأصبحت جماعة وأحزاب ، غايته هدم مبادئ الناس و تحويلهم الى مبادئ جديده هي من اختراعه ، بدأت على الرغبة في الدخول اليها وانتهت بالإجبار للدخول فيها .... اما هدفه فهو أراد ان يسيد نفسه عليهم لا لتحقيق عدل او لرد ظلم..... اما فائدتها هي تفريق الناس عن الحق و جعلهم اغبياء يعيشون بلا هدف حتى تصبح حياتهم بلا عنوان.

يتنمر الانسان على عاداته وتقاليده ومعتقداته ، ويطالب بما هو اقل ، فتارة نسمع من يطالب بالمساواة وهناك من تصرخ بالحرية وهنا من تطالب بنزع ما للرجل واعطائه للمرأة ، خزعبلات استقوها من غيرهم وجعلوها ديدنهم أينما ذهبوا وكأن العلم سينتهي اذا لم تتحقق هذه الأشياء ، طالبو بأن يكونوا اقل الناس شأنا وهم لا يعلمون ، تركو المفيد وانجرفوا خلف اهوائهم ، من يصرخ اليوم لحماية العلم ؟؟ من يقوم برفع دعوى ضد من لا يرغب بالتطوير في دولته ؟ لماذا ننظر دائما الى اسفل اقدامنا ولا ننظر الى ما فوق رؤوسنا ؟ هل استكفينا من العلم و التطوير ؟ واصبحنا جهابذة في العلم و التفكير ....هل أصبح لدينا جميع الإمكانيات التي جعلتنا اغنياء في افكارنا و اموالنا ؟ هل انعدم الفقر فينا ؟ هل اصبحنا مثال يحتذى به في العلم لدى الغرب كما كنا سابقا في بلاد الاندلس ؟ نحن جعلنا من انفسنا مهزلة لغيرنا نحن من امن بخزعبلات بشرية دسوها في عقولنا و في كل ما هو حولنا ، نحن من ابتعدنا عن الدين القويم والتجأنا الى الديموقراطية الآثمة و التي جعلت من الرجل الغربي عزيز و من الرجل العربي ذليل ، و لازال بعضنا يجري خلف سراب كاذب .

وصدق الشاعر المتنبئ حيث قال :

مِن أَيَّةِ الطُرقِ يَأتي نَحوَكَ الكَرَمُ

أَينَ المَحاجِمُ يا كافورُ وَالجَلَمُ

جازَ الأُلى مَلَكَت كَفّاكَ قَدرَهُمُ

فَعُرِّفوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ

لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ

تَقودُهُ أَمَةٌ لَيسَت لَها رَحِمُ

ساداتُ كُلِّ أُناسٍ مِن نُفوسِهِمِ

وَسادَةُ المُسلِمينَ الأَعبُدُ القَزَمُ

أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم

يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ

أَلا فَتىً يورِدُ الهِندِيَّ هامَتَهُ

كَيما تَزولُ شُكوكُ الناسِ وَالتُهَمُ

فَإِنَّهُ حُجَّةٌ يُؤذي القُلوبَ بِها

مِن دينُهُ الدَهرُ وَالتَعطيلُ وَالقِدَمُ

ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُخزي خَليقَتَهُ

وَلا يُصَدِّقُ قَوماً في الَّذي زَعَموا