نرى جميعا الوضع الإقتصادى الذى يمر به العالم بصفة عامة ومصر بصفة خاصة ، مما أدى إلى أن فئة كبيرة من المصريين العاملين بالقطاعين العام والخاص لاتستطيع توفير إحتياجاتها الأساسية فى ظل هذا الإرتفاع المخيف فى أسعار السلع ، مما يدفعنا إلى التفكير فى مصادر دخل إضافية ، وعدم الإعتماد كليا على الدخل الثابت التى توفره لنا الوظيفة . وقد أصبح ذلك الأمر ضرورة وليس إختيارا .
لذا وجدنا أنه من الواجب علينا تقديم سلسلة تدوينات تشمل:
- دروسا مستفادة من تجارب سابقة ناجحة.
- أفكارا لمشروعات يمكن لأى شخص تنفيذها برأس مال صغير .
- منتجات يمكن بيعها على مواقع التواصل دون الحاجة إلى مكان ، وكيفية تسويقها وبيعها.
- إقتراحات لكتب ومصادر لجمع المعلومات اللازمة قبل البدء.
نبدأها بهذه التدوينه .
سحر وبوبى هاشمى هما أخوان قاما بتأسيس واحدة من أهم العلامات التجارية فى المملكة المتحده و هى "جمهورية القهوة" ، وهو مكان لبيع وتقديم القهوة بمشتقاتها، أشبه ب "ستاربكس" أو "كوستا "
وقدما لنا الكثير من الدروس والأفكار الريادية المهمة والملهمة لكل شخص ينوى تأسيس مشروعه الخاص.
من المؤكد أن لكل تجربة ظروفها وملابساتها الخاصة بها دون غيرها ، وما يناسبها ليس من الضرورى أن يناسب غيرها ،لكن للنجاح خطوات أساسية ومقومات متى توافرت لابد أن يتحقق المرجو منها .
هناك دروس كثيرة مستفادة من تجربة جمهورية القهوة علينا أن نتعلمها ونعيها جيدا لنوفر على أنفسنا الكثير من الوقت و الجهد.
1- الأمر لايمكن أن يتم دون مجازفه.
فعلى الرغم من أنهما كانا يعملان فى وظائف ذات رواتب مجزية – كانت سحر محامية فى لندن وكان بوبى خبيرا مصرفيا – إلا أنهما قاما بترك هذا الإستقرار وخرجا من منطقة الراحة وقاما بتأسيس عملها الخاص ليصبحا من أبرز وأنجح الرياديين.
فأمر كهذا لا يمكن أن يتم دون مجازفة تكون محسوبة ومخططة جيدا.
و فى هذا الشأن يقول نابوليون : الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو أن تكون لا شئ.
2- طرح فكرة جيدة لايكفى.
كثيرا ما تكون لدى أحدنا أفكارا جيدة لأعمال تجارية ، يؤمن تماما بأنها يمكن أن تنجح ، ويؤمن أيضا أنه الشخص الأنسب لتحقيقها إلا أنه لا يكلف نفسه معرفة إمكانيه تحقيقها ولا يخطو خطوه واحده فى تنفيذها.
فقط إدرس الفكره جيدا وكيفية تحقيقها و إبدأ فورا.
3- ليس مستحيلا أن تحصل على الفكره.
هناك مصادر عدة يمكنك من خلالها أن تحصل على فكرتك ، ولكن أهمها وأكثرها فاعلية هو أن تكون هناك فجوة فى السوق تكون قد لمستها أنت كمستهلك. أو بمعنى اخر أن تكون الفكرة حلا لمشكلة قد مررت بها بنفسك.
فمثلا كانت سحر فى نيويورك وتناولت كابتشينو كانت تقدمه مقاهى الإسبرسو هناك ، لكنها افتقدته فى لندن وتعجبت لأنه لايوجد فى لندن شيئا كهذا. هنا تدخل بوبى واقترح عليها أن هذا الأمر يصلح كعمل تجارى ، حاجتها للقهوه كزبونة كانت بداية فكرة جمهورية القهوه.
4- الريادة أمر مكتسب وليس أمرا فطريا.
وهذا من أهم المفاهيم التى يجب أن تتعلمها. فلا يوجد طراز عالمى للريادة ولا يوجد صفات مشتركه بين كل الرياديين الناحجين ، بل الحديث هنا عن طريق يمكن لجميع الناس أن يسلكوه و مهارات يمكن تعلمها واكتسابها.
يقول بيتر دراكر : خلال ثلاثين سنة رأيت أناسا من ذوى الشخصيات والمزاجات المختلفه يواجهون التحديات الرياديه بشكل جيد.
يكفى أن أقول لك أن زوجة بيتر بدأت عملها الخاص فى الثمانين من عمرها عندما إكتشفت فجوة فى سوق الأدوات المساعدة على السمع.
لذا نجد أن التعريف الذى يمكن أن يشمل جميع الرياديين أنهم يتعرفون على فرصة ويمتلكون الجرأة لتنفيذها.
5- الأمر لا يحتاج إلى عبقرية كما نظن.
هناك فرق بين الرياديين والمخترعين ، فالمخترعين هم العباقرة الذين يخلقون الأفكار ، أما الرياديون فيحولون هذه الأفكار إلى أعمال تجاريه.
ليس من الضرورى أن تكون فكرتك جديدة أو حصرية . فيمكن أن تكون مكررة ولكنك أضفت إليها ميزة جديدة، أو نفذتها بشكل أفضل .و المثال الأقرب إلى ذلك "تويتر" الذى لايختلف كثيرا عن غيره من شبكات التواصل ،بل هو أقلهم مميزات ، ورغم ذلك تجده مستحوذا على نصيب كبير من سوق شبكات التواصل.
و نكمل رحلتنا الريادية مع جمهورية القهوة فى تدوينات أخرى لاحقة..
فى انتظار نقدكم من خلال التعليقات.
نتمنى لكم قراءة ممتعة.
-
حسام حسنمهندس مصرى يمكننى اعتبار نفسي قارئ ، وكاتب فى مرحلة التكوين