شكــر واجــب .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شكــر واجــب ..

كلمــة بسيطة ولا أراها بتلك الصعوبة حتى تُقال , فلا تتردد في قولها لمن يستحق .. فقط من يستحق .. فهي في محتواها كبيرة وغالية جداً فلا تبيعها بأرخص الأثمان ..

  نشر في 29 ماي 2018 .

ماذا الآن ؟ .. أهل جرفك تيار الحياة بهذا القدر لتتناسى عمن لهم هذا الحق ؟ , حق التقدير وواجب الشكر .. هم ليسوا بمختلفين عنك بشئ , هم بشر من نفس اللحم والدم , يخلدون إلى نومهم ليلاً عندما يحين موعد القمر المُنير ويستيقظون عند رحيله بشروق شمس الحياة المُتوهجة , يبدأون يومهم بالنظر إلى الواتس آب أو أي وسيلة من وسائل تواصلهم الإجتماعي حتى قبل أن يُعدوا لأنفسهم الفطار الذي سيمنحهم الطاقة الكافية للوقوف وإكمال اليوم بكل طاقة ونشاط , يجدون مُتعتهم في الوقوف أمام دولابهم كل صباح في حيرة من أمرهم , ماذا سأختار لأرتدي اليوم ؟ , وتزداد الحيرة مع كل لحظة تمر عليهم في المُثول أمامه , ولكنهم يستطيعوا تخطي تلك المرحلة بإرتداء ما تعودوا عليه بشكل مستمر ثم النزول أخيراً من المنزل لقضاءه في الكد والتعب والجري ورا " أكل العيش " ..

أرأيت ؟ , هل وجدت معهم إختلاف الآن بعد هذا السرد البسيط ؟ , أبداً بل أنك أول البشر الذي يتيقن أن لا يوجد فارق بينك وبينهم في شئ , خُلقتم لأداء نفس المهام , ولكن الأساس في حديثنا اليوم هو تساؤل يتخلله رسالة : ماذا قدمت لهم من شكر وتقدير لما فعلوه مع في تعثرك أثناء سيرك بطريق الحياة ؟ , طريق الحياة .. الذي لا يخلو من الـ " مطبات " والعقبات التي يكون بعضها مُهلك والأخر بسيط , مجرد ذله بسيطة تفقدك توازنك للحظات والأخرى لن تستطيع أن تُعيد توازنك مرة أخرى لما عانيته من سقطة مُدمرة لن تدعك وشأنك , ولكن وحده البشري الذي لا يختلف عنك كثيراً الذي يسير هو الأخر في نفس الطريق " طريق الحياة " والذي قد يكون سائراً خلفك ويبتعد عنك بضع خطوات أو يكون سائراً أمامك ويسبقك لما وجد في نفسه من إرادة وتحمل أكثر منك أو يكون بجوارك ولكنك لم تراه أو تُعيره النظر والإهتمام , ولكن أياً كان موضعه في ذلك الطريق المُعرقل فهو لن يتركك مُتعثراً طويلاً , سيمد لك يد العون والمساعدة والزمالة , نعم الزمالة , فأنتم زملاء في نفس الطريق , وليس مفهوم الزمالة يقتصر على العمل فقط , مكتب وكل بشري يجلس على مكتبه الخاص في محاولة لإنهاء جبال الورق التي أمامه , بالطبع لا , كل البشر ما هم إلا زملاء في مؤسسة الحياة الكبرى التي إن وقع فيها أحد الزملاء ولم يؤد الأداء المطلوب منه حتماً لن يجد من باقي الزملاء إلا المساعدة للقضاء على هذا السقوط الوارد حدوثه في أي لحظة ..

هذا هو إذا .. قد وجدنا من له الحق في الشكر , ومنح التقدير , وإن لم تستطع حتى الآن رسم ملامحه , دعنا نبدأ برسم تلك الملامح حتى لا تراودك الحيرة التي راودتك صباحاً في إختيار ملابسك ..

خُلقنا , وجئنا إلى الحياة , مع كل خطوة نخطوها وكل كلمة تتحرر من قيود فمنا وتخرج للحياة لتُعلن عن صوتنا المُعبر إن كان رقيقاً أو أجش , وكل مبدأ يستقر فينا ولا يهوى فكرة التغيير ولا يرى غير الثبات وعدم التزعزع , الأخلاق والتربية التي هي رأس مال إنسانيتنا , كل هذا وغيره كثير وكثير يعود فضله لشخصان , لبشريان , مثلهم كمثلك أيضاً , ولكن دورهم في الحياة يتلخص فيك أنت , هل إستطعت التعرف على ملامحهم ؟ .. نعم .. الأب والأم , هل تبخل عليهم بكلمة : شكراً على ما قد قدمتموه لي وجعلتوني على ما أنا عليه الآن ؟ ..

بعدها , حتماً ستقع فريسة لأحدى عقبات الحياة , التي قد ذكرناها في سيرنا في طريق الحياة , وقد ذكرنا أيضاً ذلك البشري الذي بلا أي تردد سيُهرول نحوك فقط ليلتقطك وينتشلك قبل أن تتساقط أكثر فأكثر في قبضة العقبة المُميتة لإرادتك , وبعد أن تقف من جديد لن يطلب منك مقابلاً على مساعدته , بل سيسألك : هل أنت بخير ؟ , أتود أن أترك ما وصلت إليه في طريقي المُتقدم عنك وأعود بخطوات لا تُعد ولا تُحصى للوراء فقط لأكون معك في طريقك الذي لا يزال على مشارف البداية ؟ , ليس لدي أي إشكال في ذلك , أخبرني الآن , هل ترى أنه من الصعب عليك أن تقل له : شكراً على مافعلته معي ؟ .. لك القرار يعود ..

ذلك البشري الأخر الذي وجد فيك بذرة النجاح ولم يكتف بتشجيعك فقط على الإستمرار , بل هو ذاته الإستمرار , هو من قد كرس وقته وحياته ليراك أنت الناجح الوحيد في دُنيانا , لم يبالي بأي شئ سواك , هل تجد أن الشكر في تلك الحالة مستحيل أن يحدث ؟ ..

أعقلها الآن ولك مُطلق الحرية لإي إختيار ..

من كان لك محافظاً على العهد وقابضاً في قلبه على الود بينكم فلا تبخل عليه بكلمة : شكراً .. من منحك لحظة سعادة كان هو في أشد الحاجة لها ولكنه وجدك تفتقر لها فلا تبخل عليه بكلمة : شكراً .. من راهن على نجاحك ولم يتركك تغدو في هذا الطريق وحيداً بل أخذ بيدك حتى ولو بكلمة فلا تبخل عليه أنت بكلمة : شكراً ..

إنها الحياة .. لن نستطيع أن نحياها دون أن نقل لبعضنا البعض .. يا عزيزي , على ما فعلته معي أنا .. أشكرك من كل قلبي .. بسيطة هي الكلمة ولكنها عظيمة الأثر .. فلا تتردد وابدأ بشكر من يستحقها في حياتك الآن ..

والرسالة الآن تتلخص في كلمة واحدة .. شكـــراً ..


  • 2

   نشر في 29 ماي 2018 .

التعليقات

ومن غيرهما ( الاب والام) احق واجدر بعد الله عز وجل...
ان نوجه لهما الشكر والتقدير على ما قدموه لنا .. .. نعم .. الأب والأم , هل نبخل عليهم بكلمة : شكراً على ما قد قدموه لنا وجعلونا على ما نحن عليه الآن ؟ .
دمتى نورا ... مدركة وواعية بحق اهل الحقوق ( بالوالدين... احسانا )
2
نورا محمد
صحيح , الأب والأم هم أول الناس يستحقوا الشكر الصادق النابع من التقدير لما قد قدموه لنا ولأخر لحظاتهم يتسارعون في التقديم دون تأخر أو بخل أو إنتظار مقابل , والشكر لله على تلك النعمة التي قد منحها لنا من أسرة ترعانا وتحمل همنا ونحن من دونهم كأننا لم نكن .. ربنا يحفظك ويحفظ لك أسرتك الكريمة أخي العزيز الفاضل :)
ابراهيم محروس
امين يارب العالمين ... وسلامي لكل الاهل.. كل عام وانتم بالف خير وصحه وسعاده

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا