في ظل وجود الشبكة العنكبوتية يعيش العالم اليوم في أشبه ما تسمى بالقرية الواحدة، الجميع يعرف  الأحداث الجارية هنا وهناك ويتأثرون بها ويطلعوا على ثقافة الآخرين حول العالم، ويتبادلون الآراء ويبنوا الأفكار وينموا المهارات والقدرات، ولكن كل هذا يظل حبيس العقل بالتمني إن لم يجد الطريقة الجيدة لإثباته في واقع الحياة ببناء الفرد والمجتمع.

     لقد كنت محظوظاً حين تمكنت من الالتحاق بالجولة الثانية من تحدي عشرة أسابيع للمشاركة المدنية في منصة معهد الفضاء المدني وعرفت ذلك منذ قراءة الإعلان بأن هذه البيئة الافتراضية ستكون المناسبة لي لاستثمار ساعاتي المحددة في خطتي الشخصية بشكل يومي/ أسبوعي. وبصفتي أخصائي اجتماعي يعمل في المجال المجتمعي منذ أكثر من 9 سنوات حتى اليوم فإن برنامج تحدي ال 100 يوم قد أثبت لي من جديد أن لكل إنسان موهبة، ولديه مهارة يتقنها بطريقة تختلف عن الآخر، ولكن بإمكان الجميع الاستفادة من بعضهم واكتساب المعرفة والمهارة المرجوة، وما يميز هذه الجولة من وجهة نظري باعتبارها أول مشاركة لي في البرنامج ويمكنني تلخيصها في محورين رئيسيين:

المحور الأول/ بناء شبكة من العلاقات التعليمية التفاعلية في أوساط الشباب العربي.

المحور الثاني/ اكتساب المعرفة والمهارة في مواضيع متخصصة مثل:(التفكير الجانبي، نهج النتائج السريعة، مهارة الكوتشينج، حل المشكلات، العمل الجماعي، المسئولية الاجتماعية).

      يبدو لي وللجميع أيضاً بأن الشباب العربي وصل إلى مرحلة كان فيها أحوج إلى وجود منصات تعليمية تفاعلية تمكنهم من اكتشاف ذواتهم وتنمية مهاراتهم الشخصية وتعزيز علاقاتهم الاجتماعية، ناهيك عن تبادل الأفكار والرؤى فيما بينهم حول قضاياهم المختلفة، وما حققه برنامج تحدي عشرة أسابيع للمشاركة المدنية في جولته الثانية هذه من اكتساب للمعرفة وتعزيز للمهارة قد جعله ضمن قائمة التصنيف الأول من البرامج التدريبية التي شاركت فيها، وذلك لما يميزه من حيث التسلسل في المواضيع والتدرج في كمية المحتوى ابتداء من التعريف والتعارف وحتى المهمة الختامية..

     لقد شد انتباهي نهج النتائج السريعة إزاء ما نواجه اليوم من التحديات والمشكلات، وأيقنت أن هذا النهج قد يساهم في إنقاذ مؤسسات و شركات بذاتها قد تكون على حافة الانهيار وهذا ما حصل مع شركة بورو للذهب التي أوشكت على الإفلاس لينتشلها نهج النتائج السريعة لتعود أقوى في الإنتاج والربحية من جديد، كما أعادت مهارة الكوتشينج إلى ذهني ما أقوم به في عملي المجتمعي كمدرب وأخصائي اجتماعي بأن مهارة الكوتشينج هي مزيج من كل ذلك وأنها تجعل من العميل محور العملية وهو من يطرح المشكلة ويأتي بالحل، وأن الكوتش هو محفز جيد وميسر بارع يمكن العميل من اكتشاف ذاته وتعزيز نقاط قوته ليتمكن من العيش في توافق مع بيئته وسلام داخلي مع ذاته.

      في الأسبوع الذي تناقشنا فيه عن مهارة التفكير الجانبي أحسست بأننا نبني أساس في الإبداع ولكن بطريقة احترافية، وحين وصلنا إلى تحليل وحل المشكلة عرفت أنها من العناصر الرئيسية في الإبداع وهكذا الى أن تم فتح روابط فيديوهات المشاهدة والاطلاع في ملفات ومهام العمل الجماعي حتى عرفت ان الإبداع ليس عنصر واحد وإنما وحدة متكاملة تجعل الفرد يكتشف نفسه خلال 100 يوم يكون خلالها على أعلى قدر من المسئولية الاجتماعية لإنقاذ مجتمعه والأجيال من بعده إلى الأبد.

      خالص مودتي وتقديري لإدارة ومدربي ومحفزي ورواد ورائدات معهد الفضاء المدني.. كما هي خاصة الى كلاً من الرائعين أ/ياسر الصلوي و أ/ زياد صلاح وجميع رواد ورائدات الجولة الثانية من تحدي عشرة أسابيع للمشاركة المدنية بما فيهم رفقاء مهمة العمل الجماعي أعضاء دفعة رواد التحدي والأمل..

بقلم الرائد/ أكرم الرجوي- اليمن

قائد دفعة رواد التحدي والأمل

تحدي ال100 يوم للمشاركة المدنية