لقد أضحي الخطاب الديني في الأونة الأخيرة مادة فكرية هزيلة لا تسمن ولا تغني من جوع. حيث تقام ألاف بل ملايين الخطب الأسبوعية، في البلدان العربية لكن لا نلمس أي تأثير على سلوك الأفراد، و بالتالي فشل الخطاب الديني في أداء مهمته بالشكل الصحيح و هو إصلاح المجتمع.
و يرجع ذلك في تقديري إلى عدة أسباب أهمها :
- التمسك بالأساليب التقليدية في إلقاء الخطب الدينية و التي تهدف إلى توجيه السلوك بدلا من الفكر
- أدلجة الخطاب الديني و استبعاده من الأوساط السياسية و الإقتصادية
- تغلغل رواسب العلمانية و حصر الدين في دائرة الحلال والحرام
- تجنيد القوة الإعلامية لتشويه صورة الدين الإسلامي
- مبالغة بعض الدعاة و الخطباء في اعتماد أسلوب الترهيب أكثر من الترغيب مما يولد نفورا لدى البعض من الدين
- تركيز بعض الدعاة على الخوض في الأمور الفرعية في الدين
و لقد ساهم تضافر كل هذه العوامل في بروز مجموعة من الظواهر المنحرفة في المجتمع منها :
- الإنحلال الأخلاقي: لقد أصبحت تنتشر مظاهر الإنحلال الأخلاقي في مجتمعنا بشكل رهيب الشيئ الذي يفصح عن تناقض صارخ في بلد مسلم
- التدين الشكلي: فأصبح الدين مرتبط بالمظاهر الخارجية من تقصير الثوب و إعفاء اللحية و لف الحجاب، فهاته المظاهر الإيمانية مهمة و مطلوبة، لكن ليس أهم من العقيدة السليمة
- سطوة العادات و التقاليد على حساب الدين:
فأصبح المسلمون يحتكمون إلى العادات و التقاليد التي ينافي أغلبها تعاليم ديننا الحنيف
لذلك فالخطاب الديني يحتاج إلى تجديد ملزم باحترام مجموعة من الضوابط لكن ليس تجديدا يمس بتوابث الدين، و يلغي بعض أيات القرأن الكريم و يدعو إلى نبذ التراث الإسلامي بدعوى مواكبة تغيرات العصر لذلك فإننا نحتاج إلى خطاب ديني يشحذ الهمم و يقوي العزائم و قادر على التحرر من قيود العلمانية و ارتقائه إلى مناقشة مختلف القضايا السياسية و الفكرية لنشر الوعي الديني في المجتمع
-
Naoualmouilhiمويلحي نوال، 21 سنة، أحب الكتابة و تسليط الضوء على القضايا المجتمعية المختلفة لنشر الوعي