ابحث جيداً , ثمة امور لم تكتشفها داخلك بعد .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ابحث جيداً , ثمة امور لم تكتشفها داخلك بعد ..

هل تستطيع أن تُجزم بأكتمال مهمة بحثك في أعماق ذاتك ؟ أم هناك ما لم يتم اكتشافه بعد ؟؟ ..

  نشر في 30 مارس 2018 .

منذ أن دبت روحنا إلى أرض الحياة الدنيا ونحن نسمع أصوات على كل شكل ولون , أصوات صادرة من الضحك وأصوات صادرة من البكاء , وحتى السكوت ينطق بصوت خفي ندركه بأحساسنا فقط , وأصوات تصدر في حركة عذبة لأوتارها بالغناء الشجي تقع على مسامعنا وقع الطرب , وأصوات الحركة الدائمة التي لا تتوقف في الحياة , وأصوات تكسير أو تدمير أيضاً تقع على مسامعنا وقع الصاعقة العنيفة وهي لم تكن سوى صوت تكسير عدة أطباق من مطبقية الجيران , وأصوات يُحدثها ما كان جامداً قديماً وأصبح الآن آله موسيقية رنانة تصدر صوتاً يبعث في الروح روحاً أخرى , أصوات بشرية لا تتوقف عن الكلام : بداية من أسرتك الموجهه لك بما تفعل وبما لاتفعل , مروراً بمعلمك لمراحلك الدراسية وزملاء دراستك وعملك وزوجتك ذات الحديث المضاعف عنهم جميعاً  , إنتهاءاً بالممرضة الخاصة بك منبهه لقرب موعد اخذك للدواء بعد بلوغك الكبر ..

هل يمكنك تمييز كل صوت مر عليك خلال مشوار حياتك الطويل الملئ بنغمات صوتية مختلفة عن بعضها اختلاف تام ؟ , هل يمكنك أن تتذكر ما تركه كل صوت في قرارة نفسك بعد سماعه بشئ من التفصيل ؟ , هل تستطيع أن تتناسى ما تريد نسيانه وتُبقي على ما تريد الابقاء عليه ؟ , هل هذه الأصوات اللانهائية الغير متوقفة عن السريان حتى هذه اللحظة يمكن أن تتحكم بها وتتحكم بما تريد استرجاع سماعه مرة أخرى حتى ولو قد مر على سماعه سنوات لا تعد ولا تحصى ؟ , ما هي ميكانيكة عمل هذه الأصوات وما هي الحكمة من أختلافها من شخص لأخر ومن شئ لنظيره ؟ , ولماذا لم تتشابة جميع الأصوات البشرية في نفس النبرة ؟ , ولم اختلف تصنيف الأصوات ل أصوات بشرية وأخرى غير بشرية ؟ , نظام عجيب يكمن داخلنا يسمى بالصوت المسموع , يمكنك ان تتحكم متى تصدره ومتى تقيده داخلك في محاولة للأستماع والأنصات أو التفكر أو اللامبالاة أو كظم الغضب والغيظ أو التأهب أو أو أو ..

ولكن يا هل تُرى هل هذا النوع من الأصوات فقط هو ما نمتلكه داخل مملكتنا الجسدية العبقرية ؟ , أم هناك نوع أصوات آخر يمكن أن يُضاف تحت تصنيف الأصوات البشرية ؟ , هل يقتصر تنصيف الصوت البشري على كونه مسموع فقط أم يوجد صوت آخر يشبهه تماماً في كونه بشرياً ولكنه يختلف تماماً في مضمونه وتكوينه ومكان وجوده واستقراره داخل البشري ؟ ..

في بداية الأمر دعني افاجئ توقعاتك , دعني أسابق صوتك قبل ان ينطلق قولاً ب " لا يوجد " , الحقيقة سيدي الإنسان : يوجد صوت آخر غير صوتك المسموع الناطق بحروف من كل لغة قد وُجدت في البشرية , يمكن الآن أن نُزيد خانة زائدة تحت تصنيف الأصوات بجانب الأنواع الموجودة : صوت ضاحك , صوت باكي , صوت يتغنى , صوت يُدندن , وغيرهم أصوات لا تُعد .. فستصبح هذه الخانة الجديدة بجانب زملاؤها تسمى : صوت الروح ..

من أول وهله نلمح بها هذا الأسم الجديد على مداركنا سنستطيع أن نستنتج مكان وجوده داخلنا , وكيفية عمله وميكانيكيته , ولما سُمي بهذا الأسم من الأساس , ولكن دعنا نستطرق إليه بتفصيلية أكبر سوياً ..

أولاً , صوت الروح هو صوت داخلي بحت , لا يمت للحياة الخارجية بأي صلة قريبة كانت أو بعيدة , لا يمكن أن يفك قيوده ويخرج منطوقاً للعالم حولك , ولكنه يمكن أن يُترجم إلى أفعال , دعني اعطيك مثالاً : هل شعرت في لحظة ما من لحظات زمنك بشئ داخلي يُحدثك ويقول لك : ما رأيك سيدي أن تسافر لتستجم قليلاُ من مشقة الحياة ؟ , فوجدت نفسك تجيب على ذلك الصوت الروحاني بصوت مسموع قائلاً : نعم , ولم لا , فقد بذلت جهداً كبيراً هذا الأسبوع .. حسناً سأسافر .

من قام بالتفاعل معك من داخلك يسمى بصوت الروح الخفي المستوطن داخلك ولا يمكن له ان يخرج لعالمك الخارجي , فهو أرقى من أن يكشف عن هويته العظيمة ويُسمع , كم من مرة شعرت بشئ ما يجول بخاطرك يحدثك ويطُيل من الحديث العميق معه , تخبره بما تنوي فعله فيجيب عليك بصحة قرارك أو عدم صحته , تخبره بما يحزنك ويزيد من عاصفة هدوئك فيخبرك بما يهدئ من عاصفتك النفسية الفكرية ويخفف عنك بأحاديثة المعسولة , وكثير من الأحاديث تدور داخلك ولكنك لا تعلم مدى قيمة هذه الأحاديث المُلهمة لك بشكل كبير وتعتبرها مجرد أفكار عابرة ليس لها قيمة !! , ولكنها القيمة ذاتها ..

وجوده ثابت داخلك , يستوطن روحك الطاهرة , يبادلها الأحاديث حتى لا تشعر بوحدتها المميتة , ف ما أصعب أن تكون مجتمعاً مع ملايين البشر خارجياً ولكنك وحيداً من الداخل , فقد وجدت هذه الروح البريئة جليسًا يتبادلون من الحديث والأفكار ما شائوا ..

تعمل بالأحساس فقط , فهي أوتارها الوحيدة وهي المحرك الأساسي لها , وقت الفرح ستجد هذا الأحساس يتحرك داخلك ليجعلها تتحدث معك على هذا النحو , وقت الحزن , وقت التعب , وقت الحب , كل أوقات حياتك بما تشمله من أحاسيس ستجدها تُترجم داخلك وتجعلها تحدثك بما تشعر به ..

فهل أدرت الآن قيمة هذا النوع الرائع , هل أدرك كم هو ضروري الوجود داخلك , هو منبع الأبداع الأصلي بوجهه نظري , لولاه لما كان الإنسان في تطور مستمر , لأنه وقبل أن ينصت إلى أصوات الآخرين من توجيهات خارجية يُنصت إلى صوت روحه الموجهه له توجية لا نظير له , هي الأصل , هي البداية لكل رقي ونظرة متعمقة لكل ما يدور حولنا , ف بالرغم من وجودها مستترة داخلنا إلا أنها تؤثر بدرجة كبيرة جداً على حياتنا الخارجية .. يا لها من نعمة مُهدرة للأسف ..

ولكن البداية بيدك , استمع لهذا الصوت العبقري استماعاً دقيقاً , دعه يوجهك ولا تمل أو تجزع من توجيهاته التي قد تكون قاسية بعض الشئ أحياناً ولكنه يصب في مصلحتك وحدك , احسن الانصات له , لا تدعه يمر عليك مرور الكرام دون ان تستفيد بكل ما يقوله لك , فقد تُخطئ كثيراً وتتمنى وجود أي توجية ينقذك فيكون هو المنقذ الوحيد لك .. فحافظ عليه .. 


  • 4

   نشر في 30 مارس 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا