أما العالم اليوم فإنه يُهدد بما يسمى فيروس "كورونا"، وإنني لا أظنه بهذه الجدارة في خطورته وقوته، فقد حارب العالم ما هو أشد منه وطأة في الماضي حيثما لم يكن هناك التطور الطبي العظيم، وما وباء "الكوليرا" عنكم ببعيد ولا "الطاعون" الذي كان يجتاح جيوش بأكملها عن بكرة أبيه، وبرغم هذا فقد نجا العالم وتتطور ولم يُذهق سدى أو تأتي نهاية الجنس البشر.
لعلي أُدركُ خطورة هذه الأوبئة في أنها قد تقتل أشخاص وقد تمحي قرى وقبائل ومدن بأكملها، ولكنها في النهاية لا تقتل أفكاراً ولا تُهدم حضارات عظمى، فلا سيما ينقضي الوباء واذا بالحضارات تنهضُ من جديد.
ولقد_والله_رأيت وباءاً أشد خطورة من جميع الأوبئة السابق ذكرها والتي تقتل أشخاصاً، إنما هذا الوباء الدنيء يقتل أفكاراً ويحطم مبادئ بل ويُسقِطُ حضارات بأكملها لها تاريخ لاتزال تتغنى به كل يوم وكل ليلة.
"محمد رمضان" ومن على شاكلته من ذوي الوقاحة وصغائر العقول وإني لا أحسبهم بالأساس فنانين بل هم أقل من أن نحسبهم بشر فهم والله أقل من مرتبة البشر، تراهم يبثون سمهومهم في عقول من حولهم من صغار العقول والأحلام ولا يعبأون بما خلفوه ورائهم من حقارة وخلل في عقول الصغار..
علّنا الآن نرى كيف وقد انحدرت عقول الأكثريه من الشباب وأضحى المرء منهم لا يبالي بما يفعل قد يقتل ويزني ويفعل أمور نحسبها من كبرى الجرائم وهو لا يُبالي ولا يعتبر لأي من الدين أو الأخلاق أو حتى المرؤءة والشرف.
إن خطر الوباء الذي يصيب العقول والمبادء أعظم بمئات المرات من خطر الوباءات التي تصيب جسم الإنسان وتقتله..
ولعلي أُدرك الحلول الآن لهذه المعضلة المُستشري أمرها في المجتمعات، لقد بلغ السيل الذبى، وآن الأوان أن تتكاتف المجتمعات لقتل ودحض هذه الأوبئة المظلمة داعية الخراب والدمار، وإن تكالبنا عليهم جميعا فلا بأس بهم، فقد أرحنا العالم من خطر محدق يلوح في الأفق ويخبرنا بأن النهاية قد أقتربت ، ولا سبيل للخروج منها إلا بالعودة لرشدنا وعقولنا..
_انتهى
بلال القاضي
-
بلال القاضيوفي الغالب هناك ثغرة كبيرة بين ما نفكر أننا قادرين أن نكونه، وبين ما نفعل.