ربيعنا مع كورونا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ربيعنا مع كورونا

وقتي

  نشر في 16 أبريل 2020 .

    بدون صافرة انذار اصطدمت ايامي ببعضها البعض، وارتبطت عقاربها لتشكل نفس الزمن في العشرية السوداء حظر تجوال على طريقة كورونا، حجزنا ببيوتنا، فصار اليوم الواحد يكرر نفسه تضحية من أجل بقية الايام التي اختفت، كورونا الان يكشف حقائق بواطن تفكير الشعوب، نعم يحدث في مدينتي من تكافل جيد لمساعدة المعوز والعامل بيومه، جهود متضافرة لتغطية احتياجات ذاك المواطن البسيط وغيرهم، في ظل أزمة صحية تسابقت قلة العقول على الاستيلاء لمادة السميد  بكميات كبيرة ويتحدثون عن الفساد وينسون أنفسهم الان تبين أنهم بؤرة الفساد، انت الم تفكر بغيرك لا تخف سيأتي يوم وتنسى ايضا، ستمر الجائحة ويقولون فلان لعنه الله أو هداه الله وغيره، في الوقت المفروض الذي كان يجب أن نتقاسم المر والحلو، ان نكثف جهودنا في بقاء الأمور متوازنة خمنتم بأنفسكم_ نفسي نفسي _ قلبتكم كفة الميزان، آه الميزان الذي سيحاسبكم يوما، قلة عقول جاهلة غير واعية تظن أن السميد سيخلدك من الفيروس، ظن كما شئت...

كورونا والدولة، بينما الدولة تسعى في صد هاته الموجة لازالت تلك العقول الفارغة تتلاعب بالأمر وتتجاهل حقيقة خطورة الوضع اليوم تضاعف عدد المصابين للالف، اصدار قوانين صارمة منها غرامات مالية، حبس مؤقت، خروج الأمن لاضطهاد هاته العقول، اخوتي الأطباء والممرضين وغيرهم من اسلاك الصحة يحاربون ويقاتلون داخل وكر الفيروس، ربما من يشتاق لأولاده وزوجته وعائلته وقلوب متفسخة من هول المنظر ولا يزالون صامدون قائمون على واجبهم ،تاركين وراءهم زمن لم يرى تلك العائلة، لم يحضن ذلك الصغير ، ربما لم ينعموا حتى بدقيقة من الراحة، من بينهم يوجد له مولود قادم أو جاء إلى الحياة لم يهنأ للترحيب به...الخ، هم جنود مجندة لأجلكم مخلفين أرواحهم في سبيل عيش الجزائر، في سبيل وصولها إلى الامان وتأتي هاته العقول الصغيرة لتضرب كل هذا بعرض الحائط، غير مبالية، ستمر الأزمة...

على سياق الأزمة، أخي ،أختي، شعبي، كن قويا ساندا ظهرك بالحي القيوم مستنجدا به ومتقينا به عز وجل أنه سيرفع البلاء فبعد بسم الله: «ولا تيأسوا من روح الله» سورة يوسف

وقال ادعوني استجب، الدعاء يغير الاقدار، فرصة لتعودوا لله تعالى

طالما عهدنا الجزائر قوية اعلم أنها لازالت قوية، ستهوينون الأمر ،متقينة من ذلك، رأيتم الويلات على مدى قرون وقرون، مالذي جدا اليوم؟

هيا بنا ننهض...

هيا بنا نجدد إرادتنا...

هيا بنا نقعد العزم...

هيا بنا نوحد الايادي ضد كورونا بوعينا بإلتزامنا لكي نحمي وطننا وحياتنا

حياتنا، تشابهت حياتنا هذه المرة، تقريبا كلنا نعيش نفس الروتين، ملل ونوم وأكل والنحابات على هذا الوضع، وخاصة الشباب ليس متعودا على البيت مدة 24 ساعة قد خلق له الحجر المنزلي ضجة ملل داخله في بدايات الحجر، اليوم نرى الشباب يعترف بأمر النساء داخل البيت بضيق الروح وغيره، نحن متعودات على الأمر هذا لا يغير شئ، شبابنا اليوم زاد قدره لأمه وأخته وزوجته لأنهم عايشوا جزء بسيط من يومياتهم المعتادة من الشغل والأعمال المنزلية وتربية الأطفال وغيرهم الكثير، نرى صورا على مواقع التواصل الاجتماعي شبابا يطبخ وآخرون يدرسون إخوانهم الصغار ، وغيرهم يساعدون في أعمال المنزل وينشطون سواء على مستوى الجمعيات او على مستوى أنفسهم لمد يد المساعدة والتكفل بشريحة من مجتمعهم، وجزء آخر يصمم ويصور فيديو صحي وتنبهي على طرق الوقاية اويمضون بقية أيامهم بالرياضة والافلام والالعاب، حتى من منهم اكتشف موهبة له، دعونا لا نذكروا الخاملين...

والأمر لا يتعدى على معشر النساء، بطبع المرأة تتأقلم مع الوضع مهما كان، تلك الأمور عادية بالنسبة لنا، حجر منزلي وصحي تدانى بين كتب وصيام وأعمال وصفحة الجزائر تقرأ على تطبيق التيلجرام وفرت كتب الكترونية، واراء جد متخلفة عن الكتب وصاحبها، نقاشات تمايلت بين الحدة والتعصب في بعض الأمور الحياتية والاقتصادية والسياسية والثقافية توسطت نصائح مفيدة في شتى المجالات، وفي التوجيه على تنمية الوعي وتمضية الوقت، وعليه تسابق على الرسم، الطبخ، الطرز، الاشغال اليدوية، معلومات جديدة وغريبة مثلا عن الزهور والأشباح والحب وغيره تفاعل جد واضح على صفحات التواصل الاجتماعي، والكل مستفيد...

ومنها مأنا منشغلة بإعادة صياغة أحاديثي مع القمر، وأحاول جاهدة تخطي صعاب في الوصول مأطمح إليه في ظل هذه المدينة شبه المهجورة، الخالية تماما من مقومات الحياة ، بائسة هذه المدينة، افكر وأحاول في تخطي كل تلك الأشواك المبعثرة بطريقي على مذكرة وتطبيق الوورد في تسطير حلمي متأملة ترى الدنيا نجاحي وتحقيق طموحي بإذن الله، في وسطها أحضر لمذكرة تخرجي...

لازال ربيعا متحفتحا في عهد كورونا، لازالت تفوح نسائم الامل،

هههه ستشفى البلاد والأمة اجمعين، سأكون أول متسوقة بممرات المكتبات وعلى لفحات تلك الذهبية مدعية أني تاعبة من حرارتها واتدلل على المثلجات...

وأخذ إحدى صديقاتي للنزهة فهي عادة تيقظني من عالم الكتب حين أجلس في المكتبة تائهة بين ثلاثة عناوين متصفحة إياهم ،كالعادة ستقتلني بمحاظراتها، صديقتي تحية لك

هكذا مر الوقت في كورونا، بين خوف وآمال، على أخبار ومتابعات، على سياسات وتصريحات قاتلة وأخرى مفعمة بالأمل 

أحيي أملك ، كن متفائلا ستشرق الحياة وستنبض مكة المكرمة، وتسقى الأرواح ، سنطرق باب الحب مجددا، سنتجمع في المساجد وسنهزه بقول آمين وترتيل القرآن والدعاء...

سنعود للفرح والكره، سنرجع للحرية والحراك، سنتجمع على مائدة واحدة، ستعجع المقاهي والشوارع مجددا، سنحيي تقاليدنا وعاداتنا مرة أخرى ، فدوام الحال من المحال، أنها مسألة وقت فقط إلزم البيت وسننجح في هذا الامتحان...

#ريح_فالدار...


  • 1

   نشر في 16 أبريل 2020 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا